x

«قمة بغداد»: تمثيل دبلوماسي ضعيف.. وأمن مشدد.. وتكلفة 1.25 مليار دولار

الأربعاء 28-03-2012 11:46 | كتب: علاء حداد |
تصوير : other

هي القمة الأولى بعد «الربيع العربي»، والأولى على أرض العراق بعد «الانسحاب الأمريكي»، والأولى منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والأولى التي يديرها رئيس كردي هو جلال طالباني.

كما أنها القمة الأولى دون الوجوه المألوفة لسائر قادة العقود الثلاثة الماضية، سواء الراحلين أو المخلوعين أو الهاربين أو المحبوسين، أو من هم في طريقهم للحاق بهم.

وكان من المفترض أن يشهد مقر «القصر الحكومي»، الذي سيستضيف القمة، عددًا من الوجوه الجديدة، إلا أنه، حتى الآن وقبيل ساعات من انطلاق القمة، لم يتحدد بعد مصير التمثيل الدبلوماسي للعديد من الدول العربية.

وأفادت مصادر بأن التمثيل السوري والبحريني خلال القمة «مازال معلقا حتى اللحظة»، وبينما تغيب دولة جنوب السودان عن القمة، تأكدت مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير، والفلسطيني محمود عباس، فضلا عن نظرائهم في الصومال وجيبوتي وجزر القمر، لكن الحضور على مستوى وزراء الخارجية هو الطاغي بالنسبة لسائر الدول العربية، بما في ذلك مصر واليمن والجزائر.

ولم يتحدد بعد ما إذا كانت تونس ستمثَّل على مستوى الرئيس منصف المرزوقي أم لا، كما لم يُعرف ما إذا كان مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي، هو من سيحضر على رأس وفد بلاده أم سيوفد غيره.

ومن دول الخليج، لم يصل إلى العراق فعليا سوى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد حمد الصباح.

وتقف بغداد، الخميس، على قدم وساق، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، ودعوات لمناقشة الوضع الداخلي للبلاد خلال القمة العادية الـ23 للدول العربية، وسط انتقادات لكلفة القمة التي تجاوزت 1.25 مليار دولار.

ويحمل ممثلو الدول المشاركة في القمة الكثير من الملفات، المُدرجة جميعها على جدول أعمال يوم واحد، وتتراوح من الأزمة السورية إلى القضية الفلسطينية إلى الأوضاع في اليمن والصومال، والشرق الأوسط الخالي من أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن ملف إعادة هيكلة الجامعة العربية، وذلك بحسب ما أكد قيس العزاوي، ممثل العراق بالجامعة العربية، في حديثه لـ«المصري اليوم».

وداخليا، كشف القيادي في «القائمة العراقية»، ظافر العاني، عن رسالة وجهها زعيم القائمة، إياد علاوي، إلى القادة العرب يطالبهم فيها بـ«تكثيف وجودهم في العراق والضغط من أجل تحقيق المصالحة العراقية المتعثرة».

وتطالب رسالة «علاوي» بأن تعمل الدول العربية «من أجل الحد من النفوذ الإقليمي في العراق، وخاصة إيران، وطرح الأزمة السياسية في العراق للمناقشة في المؤتمر».

ويقول ثامر العاني، مدير العلاقات الاقتصادية بالجامعة العربية، لـ«المصري اليوم»، إن هناك أيضًا مجموعة من الموضوعات الاقتصادية المهمة التي ستطرح على القمة، أولها الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية، التي تم توقيعها عام 1981.

وأضاف أنه ستتم مراجعتها وتعزيزها وتفعيلها كي تواكب التطورات الاقتصادية الدولية، أما الموضوع الثاني، بحسب العاني، فيتمثل في الأمن المالي العربي وعلاقته بالتنمية المستدامة.

ومن أجل القمة، التي لا تستمر فعالياتها لأكثر من يوم واحد، فرضت الحكومة على العراقيين عطلة طوال الأسبوع الماضي، لتتحول العاصمة إلى ثكنة عسكرية، جراء التدابير الأمنية فوق العادية التي تضمنت نشر أطواق أمنية من نحو 100 ألف عسكري حول «المنطقة الخضراء» في قلب بغداد.

أما المركبات، التي طالما حولت شوارع العراق إلى كابوس سمّاه العراقيون على مدار السنوات الماضية «السيارات المفخخة»، فتخضع لإجراءت تفتيش مضاعفة، فضلا عن الطرقات الرئيسية والميادين التي تم إغلاقها، ما أثار استياء العراقيين الذين أبدوا تذمرهم من حالة الفوضى التي خنقت البلاد، تكدسا وزحاما وارتفاعا جنونيا في الأسعار، على حد تأكيدهم.

ولم تسلم المنطقة الزراعية النائية، المحيطة بمطار بغداد، من نشر الدبابات والمدرعات، التي توزعت في مناطق «اليوسفية»، جنوب بغداد، و«الرضوانية» غربها، من الانتشار الكثيف لقوات الجيش وسط الحقول الزراعية والبساتين.

ويعلق اللواء ركن مهند العزاوي، خبير الأمن الاستراتيجي، على ذلك قائلا إن مطار بغداد يمثل «عقدة أمنية حساسة جدا بالنسبة لعقد القمة في بغداد»، لأنه المكان الوحيد الذي تهبط فيه طائرات الملوك والرؤساء العرب المشاركين في القمة.

ويضيف لـ«المصري اليوم» أن مخاوف الحكومة من شن هجمات على طائرات الوفود دفعتها إلى اتخاذ هذه الإجراءات لاسيما في مناطق «اليوسفية والرضوانية» المعروفة بأنها مناطق ساخنة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية