x

صحيفة كندية: وضع المرأة في مصر بعد الثورة يحتاج إلى «ثورة ثانية»

الإثنين 05-03-2012 16:33 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : محمود طه

ألقت صحيفة «جلوب آند ميل» الكندية، الضوء على حالة المرأة في مصر بعد الثورة، وقالت إنه «بالنسبة للمرأة المصرية، فإن تحقيق المساواة يحتاج إلى ثورة ثانية».


وقالت إنه في يوم المرأة العالمي، «8 مارس 2011»، تجمعت مئات النساء في الميدان، الذي شهد الثورة، ميدان التحرير، إلا أنهن فوجئن بعشرات الرجال، الذين يسخرن منهن، ويتحرشن بهن أحيانا، وهم يطالبهن بالعودة للمنزل ورعاية الأطفال، وأبدت الصحيفة تعجبها من سرعة انقلاب الأمور وتغير المواقف، فقبلها بشهر واحد، كانت النساء والرجال سويًا في الميدان، الذي احتفل بالإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك بعد 30 عامًا.


ورأت أن عصر «الثقافة الذكورية»، الذي عانت منه نساء مصر منذ زمن طويل عاد من جديد، على الرغم من مشاركة النساء في الصفوف الأولى للثورة في مصر، تونس، البحرين، اليمن، مشيرة إلى توكل كرمان اليمنية، التي قادت الشعب للثورة على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وتسلمت فيما بعد جائزة نوبل للسلام.


وأوضحت أن العام الماضي شهد أكثر من انتهاك للمرأة، فبعد يوم واحد فقط من التحرش بالمظاهرة النسائية، اعتدت قوات الأمن على اعتصام سلمي، واعتقلت الكثير من النساء الموجودات فيه، واعتدت عليهن وجردتهن من ملابسهن، ثم أجبرتهن على الخضوع لكشوفات العذرية في السجن، وكانت أشهرهن الشابة المصرية سميرة إبراهيم، المحجبة القادمة من مدينة سوهاج بالصعيد.


وقالت الصحيفة الكندية: «إن إجراء كشوف العذرية وسيلة معروفة للشرطة، وإن كانت غير معتادة، وتهدف إلى إلحاق العار بالنساء وترويعهم لمنعهم من الاشتراك في أي تظاهرات أو احتجاجات، لكن أحدًا لم يجرؤ على الإبلاغ عنها، سوى الشابة المصرية، التي رفضت الصمت».


وتقول بثينة كامل، الناشطة والسيدة الوحيدة، التي أعلنت نيتها الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر: «إن كسر حاجز الخوف وكسر الصمت هو أهم ما أنجزته الثورة».


وتوافق سمية عادل تركي، «25 عاماً»، عضو حزب التيار المصري، على ما قالته «كامل»، لكنها تضيف: «الأمور أفضل نوعًا بالنسبة للمرأة، لكنها ليست جيدة بما فيه الكفاية»، مشيرة إلى قلة تمثيل المرأة في البرلمان، 10 نساء فقط من إجمالي 508 عضو برلماني، مقارنة بالكوتة النسائية، التي كانت تمنح المرأة 64 مقعدًا في البرلمان في الأيام الأخيرة لعهد «مبارك».


وأكدت «سمية»، التي تعمل محامية، أن الثورة «لن تغير الأوضاع فورًا، ويجب على النساء أن يفرضن أنفسهن لإحداث تغيير».


وتدافع بعض الأخوات المسلمات عن وضع الإسلاميين مع المرأة في البرلمان، إذ ترين أن مصر كلها والمرأة أيضا «تغيرت»، وأنها «نجحت في خوض المعركة الانتخابية»، بالإضافة إلى أن فوز الأغلبية الإسلامية في الانتخابات أوضح أن شائعات فرض زي معين على النساء أو سلوكيات محددة كانت مجرد أكاذيب يروجها نظام «مبارك»، لإقناع الناس بأن الإسلاميين متشددون، وليجعلهم يخشون حكم الإخوان المسلمين، بدعم من الإعلام.


من جانبها، ترى سحر الموجي، الروائية المصرية، أستاذ الأدب بجامعة القاهرة، أن مصطلح «الأخوات» يعبر عن الثقافة «الأبوية الذكورية»، التي تحكم الحركات الإسلامية، كما أعربت عن خشيتها من تشابه الأجندة الاقتصادية للحركات الإسلامية مع أجندة جمال مبارك ورجاله، والذي حاول الاعتماد على «الاقتصاد الحر» وتجاهل فكرة العدالة الاجتماعية.


من ناحية أخرى، يعتبر أسوأ مثال على تدهور حالة النساء في مصر بعد الثورة هو ما شاهده العالم في ديسمبر الماضي، عندما قامت قوات الجيش بتجريد فتاة مصرية من ملابسها وسحلها والاعتداء عليها بالضرب في الشارع، ورغم أن الفتاة لم تكشف عن هويتها، إلا أنها «كشفت عن ضعفهم»، كما تقول «سمية»، بينما أوضحت سحر الموجي أنهم يلجأون لمثل هذه الأساليب الرهيبة«، لأنهم يخشون النساء.. يخشون أن تتقدم المرأة لأنها تهدد رجولتهم


وقالت الصحيفة: «إن الثقافة الأبوية هي الجبهة المقبلة والمشكلة الكبيرة التي تواجه مصر، وتظهر في جرائم الشرف وإجبار النساء على اتباع التقاليد، مما يجبرهن أحيانا على الصمت أمام العنف الأسري، وتلك هي الثورة الثانية، التي يجب على المجتمع أن يقوم بها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية