أجرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية حوارًا مع الشيخ عبد الله جهامة، شيخ قبيلة الترابين وشيخ مشايخ وسط سيناء، استنكر فيه الهجوم على مجندين مصريين على الحدود المصرية الإسرائيلية، والذي راح ضحيته 16 من الضباط والجنود بالإضافة إلى إصابة 7 آخرين. وقال: «إن مشايخ سيناء نبهت من خطورة الوضع الأمني في سيناء منذ شهور بعد الانتشار المكثف للجماعات المتشددة هناك».
وأضاف «جهامة»، أن مشايخ سيناء «نبهوا قيادات القوات المسلحة منذ أكثر من 4 أشهر بمخاطر انتشار الجماعات المتشددة في سيناء، وقالوا للسلطات إن الوضع هناك خطير لدرجة أنهم قاموا بقتل اثنين من المجندين قبل شهر رمضان الحالي بأسبوع أيضا دون سبب واضح».
وأشار «جهامة»، إلى أنه «لا يمكن لأحد أن يتخيل أن تكون هناك جماعات تدعي أنها إسلامية وتجاهد في سبيل الله ثم تقوم بقتل مسلم وهو يفطر في شهر رمضان، مشيرا إلى أن هذا التناقض الفكري أثار جدلا واسعا في وسط أهالي سيناء بعد الحادث، وأن الأمر يقتضي مراجعة حقيقية على كل الأصعدة لمواجهة تلك المخاطر».
وقال «جهامة»، إن تلك الجماعات المتطرفة «تأتي من غزة ومن العريش»، و زاد وجودها في وسط سيناء تحديدا بعد ثورة 25 يناير2011، مشيرا إلى أن هناك جوانب غامضة حول مصادر دعم تلك الجماعات وجهات تمويلها.
وعن نوعية السلاح المنتشر في سيناء، أوضح أن «سيناء أصبحت مباحة بالسلاح وخصوصا الأنواع المتطورة منه»، مشيرا إلى أن السلاح قادم من ليبيا ومن السودان وفلسطين، وأصبح في متناول الجميع هناك دون قيد أو رابط.
وحول ما إذا كانت تلك الجماعات تنتمي إلى تنظيم القاعدة، قال جهامة: «إنها جماعات جهادية متشددة وتكثف وجودها في وسط سيناء وتستخدم الأنفاق بشكل كبير في دعم وجودها بالمنطقة»، مضيفًا أن «الأنفاق تستخدم على مرأى ومسمع من الجميع في سيناء، لدرجة أن هناك سيارات يتم نقلها عن طريق الأنفاق دون أي رابط أو رقابة عليها».
واعتبر «جهامة» أن قرار الرئيس المصري، محمد مرسي، بفتح المعابر أمام الفلسطينيين في سيناء ورفع التشديدات الأمنية على الحدود «أسهم بشكل كبير في انتشار مثل هذه الجماعات بسيناء وساعد على حركة تنقلها ما بين غزة وسيناء».
وقال: «إذا كان هناك تعاطف مع الفلسطينيين الأبرياء المحاصرين في غزة فهذا لا يعني ترك الساحة مفتوحة أمام الجماعات المتشددة لكي تهدد الأمن القومي المصري»، مضيفا أن «الوضع يحتاج إلى مراجعة أمنية شاملة وعلى الأجهزة الأمنية أن تعلن للرأي العام ملابسات تلك الحادث».
وأكد وجود تنسيق بين قبائل سيناء وأجهزة الأمن من أجل تأمين سيناء وملاحقة عناصر الجماعات المتشددة، مشيرا إلى أن هناك مظاهرات خرجت في العريش وفي مناطق متعددة بسيناء بعد الحادث تندد بما حدث وتعلن دعمها ومساندتها للقوات المسلحة المصرية. وتوقع جهامة زيادة وجود القوات المسلحة المصرية في سيناء بعيدا عن الشروط التي تحددها اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل ولانتشار القوات المسلحة المصرية حتى يمكن بسط الأمن في المنطقة.