x

ياسر أيوب سلاح وحيد لكتالونيا ضد مدريد ياسر أيوب الإثنين 30-10-2017 22:17


لم يكن اللاعب كريستيان بورتو يتخيل كل هذه الفرحة وكل تلك المعانى والدلالات، وهو يسجل هدف الفوز لنادى جيرونا فى مرمى ريال مدريد، حيث لم يصعد جيرونا للدورى الممتاز إلا هذا الموسم فقط.. وفى أول موسم لهم يفوزون على أحد أكبر وأشهر وأقوى أندية أوروبا والعالم كله.. واحتاج كريستيان وزملاؤه لبعض الوقت قبل أن يدركوا أنهم لم يفوزوا فقط على الريال.. إنما فازت بهم ومعهم كتالونيا على العاصمة الإسبانية مدريد.. ففى الأيام القليلة الماضية تسارعت الأحداث فى إقليم كتالونيا الحالم والساعى للانفصال عن مدريد وإسبانيا وتأسيس دولة جديدة تحمل اسم كتالونيا تكون عاصمتها مدينة برشلونة.. وقام البرلمان المحلى فى كتالونيا بالتصويت بالموافقة على الانفصال وبدء الشروع فى تأسيس الدولة الجديدة..

فقامت فى العاصمة مدريد عواصف الرفض والغضب وتمت إقالة كارلوس بيجديمونت، رئيس إقليم كتالونيا، واستبعاد قادة الشرطة المحلية.. ثم لجأت مدريد للمادة 155 من الدستور الإسبانى التى تسمح لها بإلغاء الحكم الذاتى لكتالونيا لتصبح تحت وصاية مباشرة لمدريد.. وقامت الشرطة الإسبانية بمنتهى العنف والقسوة بسحق المتظاهرين المطالبين بالاستقلال بمنهج لم تشهده أوروبا منذ زمن طويل جدا، ولم يعد يحدث كثيرا حتى فى بلدان العالم الثالث..

وانحازت كل القوى العالمية الكبرى لمدريد فى كل إجراءاتها، واضطر رئيس كتالونيا المقال إلى دعوة كل الكتالونيين للهدوء وعدم العنف دون أن يعنى ذلك الاستسلام أو الانكسار والتخلى عن حلم الاستقلال وتأسيس الدولة الجديدة.. وكانت كرة القدم من الوسائل التى دعا رئيس كتالونيا لاستخدامها ضد سلطة مدريد وقسوتها.. وتم رفض مطالب الكتالونيين المتعصبين والمتحمسين ضد مدريد بانسحاب نادى برشلونة من الدورى الإسبانى وعدم لعب مباراته أمام أتلتيكو بلباو.. وقيل وقتها إن الانسحاب ليس هو الحل..

إنما لابد من استخدام كرة القدم، سواء للدعاية لكتالونيا ومطالب أهلها وأيضا للانتصار على مدريد باعتباره الانتصار الوحيد الممكن والمتاح حاليا الذى تسمح به الظروف ولن تقاومه حكومة مدريد ورجال أمنها وكل أسلحتها.. ووسط هذه الظروف ووفقا لجدول الدورى الإسبانى.. كانت المباراة بين جيرونا وريال مدريد.. جيرونا مدينة صغيرة لا يزيد عدد سكانها على مائة ألف نسمة، وهى إحدى مدن كتالونيا..

واستقبلت المدينة الصغيرة النادى الملكى القادم من العاصمة دون أى اهتمام إعلامى كروى أو سياسى.. فلا أحد فى كتالونيا أو إسبانيا كلها كان يتخيل أو يتوقع أن يفوز جيرونا على الريال.. لكن المفاجأة أن جيرونا فاز.. أو فازت كتالونيا وخسرت مدريد وناديها الملكى.. فكان انفجار الفرحة وتحولت كرة القدم فى لحظة إلى سلاح حقيقى لأهل كتالونيا ينتصرون به على مدريد دون حروب وجرحى ودماء.. وعادت كرة القدم تثبت من جديد أنها أحيانا البديل لكل الأحلام المكسورة أو المؤجلة.. وأنها الفرحة التى تعجز عن مقاومتها كل أسلحة العالم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية