x

مارلين سلوم بيدك السلاح مارلين سلوم الخميس 26-10-2017 21:52


وأنت أيها الجالس على كرسيك، السعيد بطلتك البهية وبالبريق الذي يشع منك تحت الأضواء، ماذا تفعل؟ ما هو دورك حين تقرع طبول الحرب لينهش العدو لحم وطنك؟ ماذا تفعل سوى الكلام الذي يزيد النيران لهيباً ويزيد القلوب حرقة؟ ماذا تفعل سوى نقل «القيل والقال» دون أن تتحقق مما تقول وقد أعماك حبك «للسبق الصحفي» عن مهمتك الرئيسية والأساسية، وهي «حماية وطنك وأهلك»؟

أيها الجالس على كرسيك، تتحدث بكل فخر (لا بكل وعي) في شؤون السياسة، تتهم هذا وتنصف ذاك وتسخر من ذلك وتمدح هؤلاء.. ما دورك حين يصرخ الوطن وجعاً وألماً على أبنائه؟ أين موقعك تحديداً من دموع الأمهات والزوجات والأبناء حين يعود «الغالي» محملاً ملفوفاً بعلم بلده؟ هل تعرف ما معنى أن يلف الجسد بالعلم؟ معناه أن الرجل الذي احتضن وطنه بقلبه وحماه فأحاطه بجسده، يرفعه وطنه اليوم على الأكف عالياً فخوراً، ليقول للعالم «هذا هو ابني الذي افتداني»، وليقول لابنه الشهيد «حضني لك اليوم هو حضن كل من حمل هويتي وأخلص لها، حضن كل طفل وكل أم وأخت وأب وكهل».

يا أيها الجالس تحت الأضواء في غرفة مجهزة لتلميع نجومية البعض، اعلم أنك شريك في هذه الحرب، وأن مصرك اليوم تواجه حرباً أشرس من أي حرب عسكرية صريحة معلنة. فهل تقف محايداً مستمتعاً بدور «ناقل المعلومة» والمروّج لها، فيستغلك العدو لتعبر رسائله المسمومة من خلالك إلى كل الناس، وتسهل عليه مهمته في نشر الذعر وهدم الدولة بدم بارد؟

قد تكون شريكاً في الحرب الإعلامية دون أن تدري، ولا شك أنك تعلم ما مفعول تلك الحرب وقوتها وقدرتها على هدم المعنويات، فتتزعزع ثقة الشعب بدولته وكل القوات العسكرية، عندها يسهل نهش بدن الوطن لينهار.

خطتهم في هذه المرحلة: اهدم بمِعوَل الإعلام، اقتل برصاص الشائعات، صوّب حقدك إلى آذان الناس لتشوّش على عقولهم، اقتل الشهيد مرتين وألف مرة.. فهل تسمح أن تكون أنت المعبر الذي يجتازونه لإتمام هذه الخطة وإيصال رسائلهم المسمومة إلى الناس؟

غلطة الشاطر تكون بمئة مليون أحياناً، والأمر لا يحتاج إلى فذلكات وتباهي بسبق صحفي أو بمعلومات «خاصة» في هذه المرحلة الحرجة. دع عنك تلك الوسائل السطحية وتمسك بالإحساس بالمسؤولية الوطنية.

مهما علا نجمك يا أيها الإعلامي ويا أيها المذيع، فالوطن أعلى وأغلى. وإذا كانت مصر تعيش حالة الطوارئ، فلماذا لا يتم الإعلان عن حالة طوارئ في الإعلام بكل وسائله؟ لماذا لا يُدق النفير في قاعات التحرير وتعقد اجتماعات طارئة وموسعة تشمل كل الوسائل بكبار إعلامييها للسير وفق خطة تتحدد فيها البنود العريضة، ويكونوا كلهم على قلب وطن واحد؟ ليس المطلوب أن يكونوا أبواقاً تردد نفس الكلام، بل أن يتعاملوا مع هذه المرحلة الحرجة كالمجند لخدمة وطنه ومصلحة شعبه، لأن صوت الإعلام يترك صداه في النفوس ويساعد في البناء والدعم، بدل أن يبقى شاهداً على ما يحدث أو شريكاً سلبياً عن قصد أو عن غير قصد.

بيدك السلاح، أحسن تصويبه واقتل عدوك لا وطنك.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية