قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في افتتاحيتها الثلاثاء إن دفع الحزب الوطني والإخوان المسلمين الناخبين إلى الموافقة على التعديلات الدستورية السبت الماضيلا يعبر عن التزام أي منهما بالديمقراطية الليبرالية، مضيفةً أن القوى الداعمة للديمقراطية عليها تنظيم وتعزيز برامجها لضمان الحصول على فرصة حقيقة لتطوير الديمقراطية في البلاد.
ووصفت الصحيفة عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية بأنها «انفراجة واضحة للديمقراطية»، موضحة أن عدد المشاركين في الاستفتاء بلغوا ثلاثة أضعاف المشاركين في أي عملية اقتراع جرت في عهد مبارك. ووصفت التصويت بأنه «الأكثر عدلاً» منذ ثورة 1952 وفي تاريخ مصر، رغم بعض المخالفات.
ورأت الصحيفة أن التعديلات الأخيرة تقضي على أسوأ «سمات عهد مبارك» وهي ترشح الرئيس لمدة 4 سنوات ولدورتين فقط، بجانب تقنين سلطة الرئيس في فرض قوانين الطوارئ، مضيفةً أنه لو أقر مبارك مثل هذه التعديلات قبل تنحيه؛ لكان فتح الطريق أمام ديمقراطية حقيقية في مصر التي وصفتها بـ«أكثر البلاد نفوذاً في الشرق الأوسط».
ويفرّق محللون أمريكيون بين مصطلح «الديمقراطية» كعملية اقتراع لاستطلاع رأي أغلبية المواطنين حول أمر ما، وبين «الليبرالية الدستورية» أو «الديمقراطية الليبرالية» الذي يعتبرونه البيئة الصحية التي تتيح أفضل ممارسة لـ«الديمقراطية» بمعناها البسيط.
والديمقراطية الليبرالية تفرض وجود مؤسسات فاعلة في الدولة وقوية بغض النظر عن قوة من يتولى إدارتها من أفراد. وتعكس افتتاحية «واشنطن بوست» مخاوف من أن نتائج الاستفتاء وإن كانت ديمقراطية فلن تؤسس لمؤسسات حكم قوية في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن نتيجة الاستفتاء أصابت «قادة الثورة» بخيبة أمل وقلق إزاء «خنق قضيتهم» ببطء، موضحةً أن المتعاطفين مع جنرالات الجيش يعتقدون أنهم حريصون على تسليم السلطة إلى نظام مدني في أقرب وقت ممكن.
وفي سياق آخر، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن استفتاء التعديلات الدستورية يعتبر «أكبر دليل» على الخلافات التي ربما تشكل الحياة السياسية المصرية خلال الفترة المقبلة، مضيفةً أن كلاً من جماعة الإخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطني وجدا «فرصتيهما للاستفادة من صفوفهما المنظمة» في تحقيق نجاح انتخابي وتشكيل البرلمان المقبل الذي سيتولى تشكيل دستور جديد.
وأكدت الصحيفة أن احتمال إجراء انتخابات حرة في مصر يعد «علامة فارقة» في المنطقة في نفس الوقت الذي تجتاح فيه رياح التغيير والحركات البرلمانية المنطقة.
بينما رأت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أنه رغم نجاح الإخوان في تنظيم صفوفها وحشد الجماهير للتصويت بـ«نعم» على التعديلات الأخيرة، إلا أن عملية النجاح «المزعومة» تحجب حقيقة أن الإخوان لن ينجحوا في مستقبل أي عملية ديمقراطية، موضحة أن الجماعة ستخسر في قريبًا.