علاء القمحاوي ( 4 قصص مصورة )

مصور صحفي فى المصري اليوم

حدائق حيوانات مصر البائسة

بدى ذلك الماعز الافريقى، الذى كان يقف في سكون فوق أعلى صخرة فى المنطقة المخصصة له بحديقة حيوانات الاسكندرية، وكأنه على وشك الانتحار بإلقاء نفسه من الأعلى.
لم تكن الفكرة على غرابتها مستبعدة، خاصة أن تاريخ «حدائق الحيوان» فى مصر يحتوي على سابقة انتحار، فقد قتلت زرافة تسمى «روكا» نفسها فى ديسمبر 2013 بحديقة حيوان الجيزة وذلك بعد قضاءها مدة سنة وخمسة أشهر فقط فى الحديقة قادمة من من غابات جنوب افريقيا فى يوليو 2012. وقال وزير الزراعة حينها «أيمن ابوحديد» إن الانتحار جاء بسبب مشاكسات الزوار، فيما أكدت منظمات حماية حقوق الحيوان أن إنتحار الزرافة «يرجع إلى سلسة من الإهمال الطبى ونقص الرعاية فى الحديقة كلها».
«المصري اليوم» رصدت أحوال جميع حدائق الحيوان الحكومية فى مصر، وعددهم عشرة حدائق موزعين على مدن الجيزة، والفيوم، وبنى سويف، وأسيوط، والأسكندرية، وطنطا وكفر الشيخ، والمنصورة، والزقازيق، وأخيرا العريش المغلقة لدواعي أمنية بسبب قربها من «الكتيبة 101» ومديرية الامن.

  • الإهمال فى رعاية الحيوانات القليلة الموجودة في حديقة الاسكندرية ، يبدو واضحا فعند اقترابك من اقفاص الاسود ستجدهم جالسين يبدو عليهم التعب والارهاق، وقلة النظافة ستدركها من الرائحة التى ستجبرك على مغادرة المنطقة سريعاً.
  • ارتفعت قيمة تذكرة دخول حديقة «الاسكندرية» من «75 قرش» عام 2007 إلى خمسة جنيهات الآن، واشتكى معظم الزوار من زيادة ثمن التذكرة مع التدهور المستمر للحديقة.
  • فى كل الحدائق ستجد العديد من الاقفاص الخالية المتروكة لتتجمع القمامة داخلها بعد موت الحيوانات بسبب نقص الرعاية والاهمال الطبي.
  • غياب الحراس داخل حديقة «طنطا» منح الصديقين «محمد» و«عصام» فرصة لتحقيق غرضهما الأساسي من دخول الحديقة وهو «اللعب مع الحيوانات» على حد تعبيرهما, تسلقا السور الدائري حول منطقة الحصان وبدءا فى مضايقته و«تهويشة» وإصدار أصوات مما تسبب فى هياج الحصان.
  • خطط تطوير معلنة وغير مطبقة، كانت هى سبب غلاء تذاكر الدخول لأكثر من الضعف خلال أخر 5 سنوات. سعر التذكرة وصل فى معظم الحدائق إلى 5 جنيهات، ما جعلها تفقد أهم ميزاتها كمتنفس رخيص لمحدودى الدخل والعائلات الفقيرة.
  • لا تختلف أنواع الحيوانات بحديقة «طنطا» كثيرا عن تلك الموجودة بحظائر الحيوانات الملحقة بالبيوت الريفية، بعض الماعز وغية حمام وحصان وأوز، بالاضافة إلى الأنواع التقليدية مثل طاووس وبعض من سلالات القرود، كما أن حديقة حيوان طنطا أكثر قذارة من حظائر الحيوانات المنزلية.
  • فى حديقة «الفيوم» ستجد اكوام قمامة مجمعة بجوار بيت الفيل المغلق منذ موته قبل 10 سنوات، وأقفاص مهجورة، وعدد قليل من الحيوانات والطيور بالإضافة إلي حمامات قذرة .
  • تنتشر القمامة ايضاً فى حديقة طنطا، وتمتلىء سلال المهملات الحديدية المعلقة بالقمامة التى يتخلص منها العمال آخر اليوم بحرقها داخل السلال، مما ينشر سحب الدخان فى الحديقة.
  • المنطقة المخصصة لحيوانات «فرس النهر» هى الاكثر اهمالا فى الحديقة، حيث تعيش المجموعة فى بركة مياه تطفو على سطحها القمامة. ولكى تتناول حيوانات فرس النهر غذائها يجب عليها المرور من فتحة ضيقة في سور حديدى يحيط بالبركة.
  • أثناء مشاهدتنا لعبور «فرس النهر» تلك الفتحة، لاحظنا أن احدي الحيوانات تعاني من ضيقها وضغط السور الحديدي على بطنها الضخم. سألنا الحارس عن السبب فقال: «إنها انثى وحامل الان وهذا سبب زيادة حجمها عن الباب».
  • كان ابرز اهمال قابلناه فى حديقة حيوان «الشرقية» اصابة فى رأس طائر «الإيمو» وتم عرض الصور على طبيب بيطرى الذي قال: «من المحتمل ان تكون الاصابة ناتجة عن طريق الاحتكاك فى شىء صلب ولكن الواضح من الصور ان الاصابة لم تعالج او تنظف وهذا ما لوثها وكون صديد حولها».
  • فى حديقة «الشرقية» ستجد ايضاً بعض «البجع» يجلس على الارضية الاسمنتية الجافة فى درجة حرارة عالية رغم وجود نافورة والعديد من الصنابير فى البركة بينما من المفترض ان تكون البركة ممتلئة بالماء.
  • فى حديقة «أسيوط» كان المشهد المتصدر هو خلو العديد من الاقفاص من حيوانتها وتهدم بعضها، وكان قفص «النسانيس» هو الاقذر على الاطلاق خلال رحلة «المصري اليوم»، طبقات من الطين الاسود له رائحة منفرة تستقر على ارضية القفص وفوقها «بواقى» غذاء «النسانيس».
  • فى حديقة حيوان «الفيوم» يقترب الاطفال كثيراً من اقفاص الاسود ويبدأوون فى اللعب معهم ومضايقتهم مما قد يسبب العديد من الحوادث لسهولة وصول يد الطفل إلى الاسد.
  • تسيب واهمال شديد يقابلك منذ لحظة دخولك حديقة المنصورة حيث تدفع جنيه واحد لدخول الحديقة وتاخذ تذكرة عليها اسم حى شرق المنصورة بقيمة 20 قرش فقط.
  • تتعرض جميع الحيوانات فى حديقة «المنصورة» للضرب مباشرة من مجموعات الاطفال بعد تسلقهم الاسوار بسهولة ويدخلوا الى مناطق الحيوانات مستغلين غياب الحراس.
  • وصل الاعتداء فى بحيرة البجع الى القذف بالطوب ومطاردته وسط محاولات فاشلة من البجع للهروب.
  • يتشابه الوضع العام كثيراً فى كل حدائق الحيوان، فقط بعض الاختلافات في درجات الإهمال ومستويات النظافة وأنواع الحيوانات، حيث تصدرت القرود والنسانيس المشهد فهما أكثر الحيوانات المتوفرة بينما يحتل الاطفال الاقفاص الاخرى الخالية.
  • مستوى متدنى للحمامات المتواجدة فى كل الحدائق، حيث تجد الحمامات إما مغلقة او غير نظيفة وتفوح منها روائح كريهة.
SERVER_IP[Ex: S248]
To Top
beta 2 249