x

مركز بحثي أمريكي: مسؤولون أمريكيون يبدون ارتياحاً لخلافة جمال لوالده

السبت 11-12-2010 13:49 | كتب: فاطمة زيدان |

قال مركز «ميدل إيست فورام» البحثي الأمريكي، المتخصص في دراسات الشرق الأوسط، إن واشنطن  تهتم بالانتخابات الرئاسية المقبلة في القاهرة، وتوقع المركز أن يخلف جمال مبارك أباه في حكم مصر التي «تتغير فيها الأمور على نحو كبير».

وأضاف المركز البحثي الذي  يعمل على تعزيز ودراسة كل ما له صلة بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، في تقرير مُطوَل له، نُشر في عدد مجلته الأخير، والتي تعد الأكثر مصداقية من بين المجلات المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط- أن معظم المسؤولين في واشنطن يشعرون بالراحة إزاء  اختيار جمال، ويرون  أنه لن يكون هناك أي«تغيير جوهري» في العلاقات المصرية-الأمريكية.

واستبعد المركز البحثي، وقوع أي أضرار على اتفاقية السلام (المصرية-الإسرائيلية) التي هي أساس موقف الولايات المتحدة في الشرق المتوسط.

واعتبر تقرير المركز،  أن مرافقة جمال لوالده في مفاوضات السلام المباشرة، التي عقدت في سبتمبر الماضي، بواشنطن، «إشارة واضحة» إلى حسم مسألة الخلافة.

وأشار التقرير إلى أنه وفقاً لمسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، فإنه بسؤال الرئيس مبارك عن جمال، يقوم دائماً بتغيير الموضوع سريعاً، مؤكداً أن الرئيس مبارك  أقل تحمساً من زوجته السيدة الأولى سوزان مبارك، في رغبتها لتوريث جمال الحكم.

ونوه التقرير إلى أن صانعي السياسة الأمريكيين ليسوا واثقين من رغبة جمال نفسه في هذا المنصب، لافتاً إلى أنه يهتم بالاقتصاد على حساب السياسة.

وعن الدكتور محمد البرادعي، نقل التقريرعن «ستيفن كوك»، عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، قوله إن طبيعة البيئة السياسية  «القاتمة» في مصر، وافتقارها إلى الكاريزما، هي سبب «الافتتان الغريب بشخص البرادعي».

وأوضح التقرير أن تحالف البرادعي مع الإخوان المسلمين من أجل الإصلاح السياسي ليس مفاجئاً، مشيراً إلى أن الإخوان سعداء بالسماح له بأخذ زمام المبادرة،  مرجعاً ذلك إلى أن منصبه السابق يوفر له حماية سياسية دولية لا تتوفر لديهم.

ونقل التقريرعن «جوشوا ستاشر»، الأستاذ في جامعة كينت، قوله إن «الإخوان لن يفعلوا شيئا بشأن التوريث»، مضيفاً «تحدثت حول هذا الموضوع معهم بشكل مستفيض، بما في ذلك القيادة العليا للإخوان، ووجدت أنهم يعارضون توريث الحكم من حيث المبدأ، لكنهم أكدوا على عدم نيتهم القيام بتعبئة منظمة حيال ذلك».

وأضاف ستاشر، أن الإخوان لن يقوموا حتى بالتعبير عن سخطهم على عملية التوريث بشكل علني، مشيراً إلى أن التوريث مهم للغاية للنخبة في مصر، وأن الإخوان لا يرغبون في تحدي هذه النخبة، مؤكداً «الإخوان ستلتزم الصمت لحظة انتقال السلطة» وذلك وفقاً لما أكده أحد له أعضاء القيادة العليا بالجماعة.

وأكد التقرير أنه في المقابل سيضطر جمال أو من يصبح رئيساً للدولة إلى إعادة التفاوض مع مجموعة كبيرة من المصالح والقوى الاجتماعية المختلفة، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين.

من جانبها، توقعت مجلة «ويكلي ستاندرد» الأمريكية، حدوث مشاكل وصفتها بـ«الدرامية» في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة أن مسألة الخلافة الرئاسية إلى جانب الانتخابات البرلمانية الأخيرة  مؤشرات على  تراجع الديمقراطية في مصر، معتبرة أن النظام المصري «لا يحترم» رد فعل شعبه.

ونقلت المجلة عن النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إدارة بوش لاستراتيجية الديمقراطية العالمية، «إليوت إبرامز»،  قوله إن«هناك سببين لانتهاكات انتخابات الشعب الأخيرة؛ أولهما، هو قلق النظام حول الخلافة، حيث يريد هذا النظام السيطرة بيد من حديد في هذه المرحلة»، مضيفاً «وثانيهما، هو تراجع الضغط الأمريكي ونفوذه على هذا النظام»

من ناحية أخرى، انتقدت صحيفة «هافينتون بوست» الأمريكية، نهج الولايات المتحدة تجاه مصر في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن إدارة أوباما دائماً تتحدث عن الديمقراطية في مصر، لكنها تفعل القليل.

وأكدت الصحيفة، في تقرير لها، الجمعة، أن البيت الأبيض أصبح «ليِّن» بشكل ملحوظ في تعامله مع النظام المصري، حيث إنه يكتفي في معظم الأحيان بالتعبير عن «خيبة أمله»، كما أنه يفشل في حالات أخرى للرد على الإطلاق.

وأكدت الصحيفة أنه بالنسبة للإدارة الأمريكية، فإن انتصار الإخوان المسلمين يشكل تهديداً أكبر من خطر استبداد النظام المصري وقمعه.

من جانبه، قال الدكتور «عوديد عيران»، مدير معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، السفير السابق في الأردن والاتحاد الأوروبي، إن «النظام المصري سيسمح فقط بخطاب علني هادئ بشأن مسألة خلافة الرئيس، ولكنه سيحظر بيد من حديد أي مظهر من مظاهر الاعتراض على هوية الخليفة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية