x

«وول ستريت»: جمال مبارك يخوض صراعاً على السلطة واحتمالات خلافته تتلاشى

الجمعة 10-12-2010 15:44 | كتب: فاطمة زيدان |
تصوير : حافظ دياب

قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إنه بالرغم من تصاعد احتمالات خلافة جمال مبارك، أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي، للرئيس حسني مبارك في الحكم، إلا أن هذه الاحتمالات تلاشت في الفترة الأخيرة، مرجعة ذلك إلى أن مبادراته السياسية، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية، أصبحت في «وضع حرج».

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، الجمعة، إلى أن جمال مبارك وحلفاءه يخوضون صراعاً على السلطة مع الحرس القديم الذي يحافظ على تشديد قبضته على الأجهزة الأمنية في البلاد.

من ناحية أخرى، قال شادي حميد، مدير معهد بروكينجز- الدوحة، في تحليل إخباري نشرته هيئة الإذاعة البريطانية، إن النظام المصري بالغ في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، معتبراً أن اختياره القضاء على معارضيه، بمثل هذه الطريقة التي تفتقر للدقة، هو «سوء تقدير كبير»، مؤكداً أنه فقد كل ما لديه من شرعية.

وأضاف حميد في تحليله الذي جاء بعنوان «خطأ الحزب الوطني الفادح» أن نتيجة الانتخابات لافتة للانتباه حتى للفئة الأكثر تعاطفاً مع النظام، والتي وصفتها بـ«الساذجة».

وتابع حميد: «إن النظام المصري، في الماضي، كان يسمح بوجود مظهر للديمقراطية، وذلك بمشاركة أعضاء المعارضة في إطار القيود، إلا أن مصر شهدت أكثر الانتخابات البرلمانية تزويراً في تاريخها الحديث، والتي اختزلت نسبة تمثيل جماعة الإخوان المسلمين من 20% من المقاعد في البرلمان السابق إلى صفر في البرلمان الجديد».

ووصف حميد النظام المصري بـ«القمعي»، في إشارة إلى أنه يرفض تقاسم السلطة، وأن النتائج فاجأت الجميع، بمن فيهم مسؤولو الحزب الوطني الذين كانوا يأملون في نتيجة ذات مصداقية بشكل أكبر.

وأكد حميد أنه من المضلل القول بأن مصر «على الحافة»، لافتا إلى أن النظام المصري الدائم لا يحظى بشعبية متزايدة، وينظر إليه على أنه «غير شرعي»، فضلاً عن أن المصريين، الذين اُتهموا كثيراً بالسلبية السياسية، خرجوا إلى الشوارع بأعداد لم يسبق لها مثيل، احتجاجا على تدهور بلادهم الاقتصادية والسياسية.

ونبه حميد إلى أنه عندما يصل القمع إلى مستوى معين، فسيساعد على توحيد المعارضة المنقسمة، في إشارة إلى تعاون حزب الوفد والإخوان سوياً بعد الانتخابات، مؤكداً أن النظام لم يعد لديه ما يقدمه لهم.

وأكد حميد أن النظام المصري يجهل شيئا معروفاً منذ زمن بعيد لدى جيرانه؛ وهو أن الأنظمة الاستبدادية الأكثر فاعلية هي تلك التي تدير وليست التي تدمر معارضيها.

وتوقع حميد أنه في ظل عدم وجود المعارضة في البرلمان الجديد، فلن يجد الحزب الوطني من يصارعه، وهو ما سيؤدي إلى انتقال الصراع إلى داخل الحزب نفسه، مشيراً إلى أن الحزب الوطني خلق، دون قصد، سياقا سياسيا سيؤدي إلى تمزيقه.

وأوضح حميد أن قيام الحزب الوطني بهذا الخطأ الاستراتيجي الفادح، في هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ مصر، يشير إلى أن النظام عصبي، وغير واثق من نفسه، وغير متماسك، مؤكداً أن الانتخابات البرلمانية كانت مجرد الخطأ الأول، وأن وقوع المزيد من الأخطاء ودور المعارضة في الاستفادة من تلك الأخطاء، سيحددان مسار مصر في الأشهر الحرجة المقبلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية