x

خالد أباظة سيارة نيسان «المجنونة»!! خالد أباظة الأربعاء 27-07-2016 21:59


قبل حوالى ثلاثة أعوام قررت شراء سيارة لإبنتى بمناسبة دخولها الجامعة.. وتكون مع السائق لحين تمكنها من القيادة «الصعبة» فى شوارعنا العجيبة !..

بعد فترة قصيرة من التفكير والمقارنة.. قررت أن تكون السيارة ماركة «نيسان».. طراز «Sunny».. لأسباب عديدة.. توجهت لأحد الموزعين –بجوار منزلى- وفاجأنى بأن السيارة عليها حجز طويل.. ويجب أن أنتظر ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر لأتمكن من استلامها.. أو أدفع حوالى خمسة آلاف جنيها من أجل «الاستلام الفورى» إذا رغبت فى ذلك !

سارعت بالاتصال بأصدقائى يحيى وعلاء السبع وهما من أبرز الموزعين الرسميين لـ«نيسان» فى بلدنا.. تحدثت معهما بشأن شراء السيارة لإبنتى.. طلبا منى الحضور لمقر الشركة مساء نفس اليوم.. واستلام السيارة فورا.. بدون أية زيادات فى السعر.. وباللون الذى أرغبه.. وكان لون أسود.. وبالفعل كانا فى استقبالى وخرجت بالسيارة بعد أن شكرتهما على هذا الواجب.. ولم يكن غريبا بالتأكيد أن يصدر منهما لأننا «عشرة عمر».

كان أداء السيارة مثاليا فى كل شيء.. توفير فى استهلاك الوقود.. تكييف رائع.. اتزان على الطريق جيد جدا.. راحة فى المقصورة الداخلية.. مساحة تخزين ممتازة.. بعد حوالى ستة شهور.. تعرضت السيارة بأكملها للسرقة.. خلال فترة الغياب الأمنى بعد توابع «الثورة المجيدة».. تم تثبيت السائق.. وسرقة السيارة.. وبعد أسبوع اتصل بى السيد «الحرامى» الذى سرقها.. عرض إرجاعها مقابل عشرة آلاف جنيها.. وأن أقابله فى مَنزَل المريوطية على الدائرى الساعة 4 صباحا.. أكون بمفردى وأضع الفلوس فوق «برميل» على الطريق.. وأستعيد سيارتى بعدها.. توجهت للمكان المحدد مستقلا «تاكسى».. ووعدت سائقه بمكافأة مالية ضخمة ليوافق أن يخوض معى هذه المغامرة الخطيرة..

«الحرامى» كان معى على المحمول.. وفى المكان المحدد طلب منى التوقف بالتاكسى وفتح الأبواب الأربعة للتأكد أننى لم أصطحب أحدا معى.. أمرنى بالنزول من السيارة أنا والسائق.. ووضع النقود فوق البرميل.. فعلت ما طلبه منى.. أمرنى بالتراجع عدة خطوات للوراء.. أنا والسائق.. تابعت شخص «ملثم» يخطف «ظرف الفلوس» من فوق البرميل ويجرى.. بعدها بثوانى معدودة بدأت أصوات طلقات الرصاص من «بندقيات آلية» تنهمر علينا بشكل لم أشاهده أو أسمعه من قبل.. صرخ السائق وجرى نحو سيارته وقالى: «أنا هاهرب من هنا.. هاتيجى معايا ولا تستنى» !.. رديت وأنا أجرى وراءه: «أنا جاى استنانى» !!

بعدها بحوالى أسبوعين تلقيت مكالمة تلفونية من «حرامى تانى».. يؤكد لى أنه اشترى سيارتى من سارقها الأول بعشر آلاف جنيها ويريد مبلغ 15 ألف جنيها حتى يسلمها لى.. رديت على الفور: «أشكرك جزيلا.. حلال عليك السيارة.. مش عايزها.. خليها ليك» !..

بعد شهرين تلقيت مكالمة غريبة فى حوالى الثامنة صباحا: «صباح الخير.. أستاذ خالد أباظة.. أنا مدير مباحث سوهاج.. وجدنا سيارتك المسروقة فى أحد المزارع عندنا أمس.. وهى فى حالة جيدة.. ويبدو أن من سرقها فشل فى بيعها أو التصرف فيها.. فتركها وهرب.. ياريت تتفضل تستلمها من مديرية أمن سوهاج» !!

بعد استلامى للسيارة.. قررت بيعها والتخلص منها فورا لأننى تشاءمت منها بالفعل.. الغريب أننى بعتها بسعر مقارب جدا من سعر شرائى لها.. وبعد شبه «خناقة» مع عدد كبير من «الزباين» الذين تجمعوا تحت البيت يريدون السيارة !!..

كان يجب أن أخوض من جديد رحلة البحث عن سيارة أخرى جديدة.. لأشتريها لإبنتى من أجل «مشاوير» الجامعة.. سألت إبنتى «فرح» قبل نزولى من البيت: «عايزه عربية نوعها إيه اشتريها ليكى» ؟.. ردت قائلة: «أنا حبيت النيسان صنى جدا.. بس أكيد إنت ناوى تجيب ماركة تانيه. اختار اللى إنت عايزه بس المهم تكون لونها إسود برضه لأننى أحب هذا اللون».. رديت قائلا: «أكيد مش حاتكون نيسان صنى تانى.. لازم نغير الموديل بقه» !..

توجهت عند صديقى خالد القرش فى معرض الميرغنى بمصر الجديدة.. استقبلنى بترحاب شديد.. قلت له: «أنا عايز سيارة بسعر مناسب ومواصفات جيدة.. تكون اقتصادية فى كل شيء.. وجيدة على الطريق.. شكلها حلو ومريحة من الداخل.. عايز خبرتك فى السيارات الجديدة لأننى بقالى فترة غائب عن سوق السيارات ولا أعلم أى شيء عن السيارات التى تم طرحها للبيع فى السوق خلال العامين الماضيين» !..

قضى معى الرجل ما يقرب من أربع ساعات كاملة.. تنقلنا خلالها ما بين حوالى 12 طراز من ماركات مختلفة فى الفئة السعرية ما بين 100 إلى 170 ألف جنيها تقريبا.. قمنا معا بتحليل كل الخصائص والإيجابيات.. والسلبيات أيضا لكل سيارة.. كان هناك سيارات أخرى تفوق الـ«صنى» فى خصائص عديدة.. وبعضها أحلى فى الشكل وأكثر تطورا وعصرية وجمالا فى الخطوط التصميمية والشكل الخارجى.. وضعنا «Short List» من 3 سيارات فقط من بين 12 سيارة تم فحصها بعناية فائقة.. واحدة يابانية وهى النيسان بالتأكيد.. والسيارتين من بلد منشأ كورى.. وكانا تحفه بالفعل !..

أخيرا.. استقريت على نوع السيارة.. كتبت شيكا بثمنها لصديقى خالد القرش.. والذى أصر أن اصطحب السيارة معى للمنزل خاصة وأننا وجدنا اللون الأسود متوافر عنده فى المعرض..

أول اتصال كان مع إبنتى «فرح» وأنا فى الطريق إلى المنزل: «مبروك يا حبيبتى.. اشتريت ليكى العربية الجديدة وهاسلمها للسواق الآن فى المنزل.. عايز أطمنك.. لقيت اللون الإسود إلى إنتى عايزاه» !

«المهم.. هيه نوعها إيه يا پاپى ؟

معلش يا فرح.. ماعرفتش أقاوم.. أصلها نجحت بإمتياز فى الامتحان الصعب والاختيار الدقيق.. هيه برضه.. نيسان صنى» !!..

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية