«الإنجليز قرروا الخروج من الاتحاد الأوروبى» !!..
قراراً غريباً وعجيباً.. وغبياً جداً.. من وجهة نظرى المتواضعة.. سيعود عليهم بالتأكيد بالخسارة والندم والحسرة.. وسيعلم الملايين الذين نزلوا الشوارع وسارعوا نحو صناديق الاستفتاء مدى الضرر الذى سينال بلدهم.. بأيديهم.. تماما مثل ثورات الربيع العربى كده !!..
بعيدا عن «ورطة الإنجليز».. يبقى السؤال المهم بالنسبة لنا فى ملحق سيارات المصرى اليوم: «ما هو مصير السيارات الإنجليزية التى تطرح للبيع فى سوقنا المحلية» ؟!..
بداية.. أذكر القارئ بالماركات الإنجليزية التى تدخل بلدنا وتمشى فى شوارعنا.. ولديها وكيل رسمى مصرى..
الأبرز والأهم هى ماركات چاجوار ولاندروڤر وبنتلى.. والثلاث تمتلكهما شركة «MTI أوتوموتيڤ» بعقود وكالة حصرية مع الشركات الإنجليزية الأم..
وهناك أيضا «أستون مارتن» الإنجليزية التى حصل على وكالتها مؤخرا رجل الأعمال هشام عز العرب إلا أننا لم نر حتى الآن مبيعات تذكر لأستون مارتن فى بلدنا..
بالنسبة لماركتى چاجوار ولاندروڤر تحديدا.. فقد حققتا مبيعات جيدة بالفعل خلال الأعوام الأخيرة.. لعدة عوامل.. منها جودة «الصانع الإنجليزى ».. وإقبال فئة من المستهلكين فى مصر عليها.. ونجاح الوكيل فى حل مشاكل الصيانة وخدمات ما بعد البيع التى كان يعانى منها ملاك هذه السيارات قبل عدة سنوات.. وكذلك نجاح إدارة التسويق فى الشركة فى التواصل مع العملاء المستهدفين بشكل احترافى بالفعل..
كل ذلك بجانب سبب هام ورئيسى.. وهو انضمام سيارات چاجوار ولاندروڤر –وكافة السيارات الإنجليزية- إلى اتفاقية الشراكة الأوروبية المعروفة باسم «الجات» والتى دخلت حيز التنفيذ فيما يخص قطاع السيارات قبل حوالى ستة أعوام.. وتنص على تخفيض جمارك جميع السيارات الواردة من دول الاتحاد الأوروبى إلى مصر بنسبة 10% فى أول يناير من كل عام.. إلى أن تنتهى فترة السنوات العشر وتكون الجمارك «صفر» عام 2019.
وهذا منح السيارات الإنجليزية ميزة إضافية.. وهى «السعر المنافس».. مع المنافسين الأقوياء الآخرين فى سوقنا فى فئة السيارات الأوروبية الفارهة.. مثل أودى وBMW ومرسيدس.. وبعض طرازات هذه الأسماء يتم تجميعها محليا.. فيكون سعرها بالتأكيد أقل من سعر مثيلاتها المستوردة من الخارج.. لذلك استطاعت چاجوار ولاندروڤر أن تنافسا بقوة خلال السنوات الأربع الأخيرة والتى شهدت انخفاضا مستمرا فى الجمارك بنسبة 10% كل عام..
الآن.. وفى هذه اللحظة.. الوضع بالنسبة للسيارات الإنجليزية الواردة لبلدنا.. غامض جدا.. والصورة «ضبابية» بالفعل.. الإنجليز أخرجوا أنفسهم من الاتحاد الأوروبى.. خلاص.. العلاقة انتهت من الناحية الرسمية والشكلية.. ولكن ماذا عن التجارة والاقتصاد والاتفاقيات والتعاملات المالية وآليات التصدير والاستيراد ؟!.. لا أحد يعرف !.. بالتأكيد سيحدث تخارج ما.. بشكل لا نفهمه أو نجزم به الآن.. سيحدث.. ولكن متى ؟.. لا أحد يعلم !..
المواقع الإخبارية والصحف والمجلات.. وحتى بعض رجال الأعمال.. بدأوا خلال الأسبوع الماضى فى الحديث عن السيارات الإنجليزية الواردة لمصر.. وقرار عودتها لفئة الجمارك القديمة -قبل خصم اتفاقية الجات مع دول الاتحاد الأوروبى- والتى تبلغ 135% من أصل سعر السيارة.. بالنسبة لفئة فوق 2000 سى سى.. يعنى بالبلدى كده «نقوم» نسلم على جميع وكلاء السيارات الإنجليزية فى بلدنا.. ونقولهم متشكرين أوى.. وكل عام وأنتم بخير.. أسعار سياراتكم ولعت.. ومالكوش مكان فى سوقنا فى الوقت الحالى !!..
كان من الضرورى أن ألتقى بالمسؤولين عن شركة MTI وكلاء چاجوار ولاندروڤر تحديدا لأنهما الأكثر مبيعا فى بلدنا من السيارات الإنجليزية.. «تليفون» سريع لأحمد الغريب مدير عام MTI أوتوموتيڤ.. أعقبه اجتماع فى نفس اليوم معه.. فى حضور إسلام توفيق مدير عام إدارة التسويق بالشركة.. سؤال واحد وجهته لهما بعد دقائق من بدء الاجتماع.. وكان: «حاتعملوا إيه يا حلويين» ؟!..
فوجئت بأن «الغريب وإسلام» لم يكونا فى حالة التوتر و«الدربكة» التى توقعتها منهما.. على العكس.. كانا هادئين جدا.. وردا بثقة وابتسامه.. يحسدان عليها فى ظل هذه الأقاويل والمخاوف التى تحيط بشركتهما.. ملخص ردهما أنشره فى نقاط سريعة:
كل هذا الكلام والتكهنات والقرارات سابقة جدا لأوانها.. الناس فى بلدنا تتحدث عن چاجوار ولاندروڤر وكأننا سنقوم «بكرة الصبح» بمضاعفة أسعار سياراتنا لأن إنجلترا خرجت من الاتحاد الأوروبى.. وبالتالى من شراكة اتفاقية الجات.. وهذا فى حد ذاته غير حقيقى ولا واقعى بالمرة !.
بالتأكيد نعرف أن إنجلترا قررت الانسحاب من الاتحاد الأوروبى.. ولكن تداعيات القرار من الناحية الاقتصادية والتجارية.. وآليات التنفيذ.. والمدة الزمنية.. هل يعلم أحد شيئا عنها ؟.. نتحدى ذلك.. هل يستطيع أى إنسان أن يقول مثلا إن أول أغسطس من العام القادم سوف تنتهى الشراكات الاقتصادية ما بين إنجلترا والدول الأوروبية ؟.. بالتأكيد لا !..
وفقا للتصريحات الرسمية الواردة على لسان ممثلى الاتحاد الأوروبى والجانب الانجليزى.. أكدوا فيها أن عملية «التخارج» سوف تستغرق فترة لا تقل عن عامين.. وأيضا لا نعلم أشكال ومبادئ هذا التخارج حتى الآن !..
إنجلترا من أكبر الدول من ناحية حجم التجارة والاستثمارات مع مصر.. وليس من السهولة أن تقوم بضرب «كرسى فى الكلوب» فى أيام أو أسابيع أو حتى شهور.. لتخسر استثماراتها وقوتها الاقتصادية.. سواء فى مصر أو العديد من دول العالم الأخرى !
نحن من جانبنا -كشركة MTI- نوجه رسالة هامة وواضحة لعملائنا الحاليين وكذلك المستقبليين بأننا مستمرون فى خدمة جميع العملاء.. وفى طرح السيارات الحديثة بأفضل الأسعار.. ونحن أسسنا وبنينا كيانا وصرحا كبيرا فى بلدنا.. باستثمارات هائلة.. ونستطيع بالفعل مواجهة التحديات والأزمات بكافة أنواعها وأشكالها.. إن وجدت.. ونمتلك من الخبرات والكفاءات البشرية ما يؤهلنا لإدارة مثل هذه الأزمات وغيرها.
أفكارنا وخططنا تسير بشكل طبيعى وعادى جدا.. ونرتب حاليا لإقامة حملة للصيانة لعملائنا بالساحل الشمالى تبدأ أول أيام العيد وتستمر حتى نهاية الصيف.. كذلك قررنا التواجد بشكل قوى ومؤثر بمختلف موديلاتنا الحديثة لسيارات چاجوار ولاندروڤر –كعادتنا فى السنوات الأخيرة- فى أماكن حيوية ومتميزة بقرى الساحل الشمالى.. بشاطئ مارتنز بـ«مراسى» وقرية تلال.. وذلك لنكون بجوار عملائنا الحاليين.. والمستهدفين أيضا.
لن نتحدث مرة أخرى فى هذا الموضوع.. نحن نكتفى بعرض الحقيقة كاملة فى الوقت الحالى بملحق سيارات المصرى اليوم.. إلى أن تتضح الصورة أكثر فى العامين القادمين.. وقتها سنقدم حلولا وأفكارا جديدة تتناسب مع ما قد يحدث..
انتهى كلام مسؤولى MTI.. ولكى تكتمل الصورة ونقوم بعرض القضية من مختلف الزوايا.. كان يجب أن أتصل أيضا بممثلى المكتب الإقليمى فى «دبى».. ولأننا فى عصر التكنولوجيا لم يكن من الصعب الحصول على أرقام التليفون وعناوين البريد الإلكترونى الخاصة بالمسؤولين عن العلاقات العامة بالشركة.. كلها بيانات متوفره بالتفصيل على موقع الشركة الإلكترونى المخصص للصحفيين.. اتصلت بالسيدة المسؤولة بالفعل.. وقررت أن أنقل لها حالة القلق التى تسيطر على البعض فى سوقنا المحلية بشكل كامل.. بدون أن أقوم بـ«تزويق الكلام أو تجميله».. ودار بيننا الحديث التالى:
أهلا يا مستر أباظة.. أرحب بالرد على جميع استفساراتك حول موقف چاجوار ولاندروڤر
أريد أن أنقل لكِ حالة القلق التى تسيطر على سوق السيارات فى مصر.. فكل السيارات الإنجليزية التى يتم بيعها فى بلدنا مستفيدة بنسبة ١٠٠٪ من اتفاقية الشراكة الأوروبية.. الوضع يبدو مأساويا إلى حد كبير.. والبعض هنا يؤكد أن بخروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبى.. سوف تفقد السيارات الإنجليزية أهم ميزة تنافسية لها.. وبالتحديد سيارات چاجوار ولاندروڤر.. بعد تحقيقها مبيعات «محترمة» خلال السنوات الماضية بفضل الاستفادة بشكل مباشر من الاتفاقية.. وسوف أخبرك بمعلومة من المؤكد أنكم تعلموها أيضا فى «دبى».. سيارة مثل رينچ روڤر Sport أصبحت على سبيل المثال بمثابة السيارة الرسمية لفئة من رجال الأعمال فى مصر.. وكذلك بعض طرازات چاجوار أيضا..
التكهنات التى أصبحت تحيط بچاجوار ولاندروڤر فى سوقنا المحلية مقلقة ومزعجة جدا!!.. وبعد ساعات قليلة من الاستفتاء توقع البعض أن الشركة سوف تنهار خلال عدة أسابيع .. وسوف يتم إغلاق مقرها الجديد «بالضبه والمفتاح»!..
والأمر لا يتعلق فقط بالسيارات!.. فقد اتصل بى عدد كبير من أصدقائى من مالكى رينچ روڤر.. وسألونى بقلق سؤالاً مباشراً جدا!: «تفتكر يا خالد الموضوع ده هايأثر على قطع الغيار؟!.. أسعارها وتوافرها أساسا؟!.. أرجوك حاول تساعدنا».. وأكدت لهم أننى سوف أبذل جهدى كاملا وأسابق الوقت حتى أستطيع أن أجيب على جميع أسئلتهم فى مقالى الأسبوعى فى الصفحة الأولى بملحلق سيارات المصرى اليوم.. لأن الموضوع لا يخص مجموعة من أصدقائى وإنما هى قضية كبيرة ومن واجبى المهنى أن أناقشها باستفاضة !.. شرحت لكى الوضع بشكل كامل!.. وأرجو أن أحصل على رد رسمى من چاجوار ولاندروڤر..
مستر خالد.. لم أكن أتخيل أن الوضع مقلق لهذا الحد فى بلدكم!.. لذلك سوف أنقل فورا كل ما ذكرته للإدارات المختصة سواء فى المكتب الإقليمى أو الشركة الأم فى إنجلترا.. وسوف أعاود الاتصال بك فى أقرب وقت ممكن.
شكراً.. وأنا فى انتظار مكالمتك..
بعد نصف ساعة اتصلت بى المسؤولة عن العلاقات العامة من جديد.. وأكدت أن المسؤولين بالشركة الأم فى إنجلترا ردوا مؤكدين أنهم بصدد إصدار بيان رسمى يشرح الوضع .. ليس فى مصر وحدها ولكن فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .. وأنه ليس هنالك ما يدعو لكل هذا القلق والمخاوف فى مصر .. وأن البيان سيكون جاهزا فى غضون ساعة واحدة على أقصى تقدير .. ويتم إرساله لك لنشره لقراء جريدتكم لتوضيح كل الحقائق.. ووصلنى البيان بالفعل.. وأنقل أبرز ما جاء فيه حصريا لقراء ملحق سيارات المصرى اليوم فى النقاط التالية:
«بالنسبة لـ چاجوار-لاندروڤر.. نحن شركة إنجليزية بقاعدة صناعية قوية فى هذا البلد.. بريطانيا هى موطننا.. ونحن ملتزمون بجميع مواقع التصنيع وقرارات الاستثمار هنا.. ونحترم قرار الشعب البريطانى.. مثلنا مثل جميع الشركات الأخرى.. ستقوم چاجوار-لاندروڤر بتحليل القضايا الناشئة عن هذا القرار اعتبارا من اليوم ولم يتغير شىء بالنسبة لنا أو لبقية صناعة السيارات البريطانية.. أوروبا سوق استراتيجية رئيسية لأعمالنا.. تستحوذ على حصة نسبتها 20٪ من مبيعاتنا العالمية.. ونحن ملتزمون تماما تجاه عملائنا فى الاتحاد الأوروبى.. سوف تكون هناك فترة طويلة من المفاوضات.. ونحن بحاجة لمزيد من الفهم إلى أن تبدأ التفاصيل فى الظهور. وسنعمل جاهدين مع كل الأطراف حتى نتأكد لفهمهم لأهمية صناعة السيارات البريطانية بشكل كامل فى كل مستوى من مستويات التفاوض».
أعتقد أننا نجحنا -فى المصرى اليوم- فى عرض القضية بكافة جوانبها وأبعادها.. والخاصة بوضع السيارات الإنجليزية فى بلدنا.. سنغلق هذا الملف تماما.. لحين إشعار آخر !