x

أحمد بهاء الدين عن رياضة السيارات «٢» أحمد بهاء الدين الأربعاء 08-06-2016 23:44


فى الثمانينيات انطلق الحدث الكبير، رالى صحراوى عالمى بكل ما تحمله الكلمة من معانى، ضجة إعلامية كبيرة، أسماء مرموقة وأبطال عالميين يهبطون من كل بقاع الأرض إلى «الجيزة» بقوافلهم العملاقة، استعدادا للمشاركة فى الحدث الكبير.. رالى الفراعنة.

فى التسعينيات ذاع صيت رالى الفراعنة فى عالم رياضة السيارات. دورة بعد دورة وعاما بعد عام، اشتهر السباق بصعوبته البالغة والتحدى الذى يبلغ ذروته فى مساراته المختلفة. وكانت المفاجأة الكبرى فى نهاية التسعينيات عندما استحق «رالى الفراعنة» لقب ثانى أكبر رالى فى العالم من حيث عدد المتسابقين الفعليين.

فى ٢٠٠٠ ومع المتغيرات السريعة والقوة والسمعة التى اكتسبها الحدث، تطلع البعض لمستقبل مشرق جدا لبلدنا فيما يخص رياضة السيارات، وتحديدا فى الراليات الصحراوية. كان أمرا طبيعيا جدا، فقد كنا بالفعل نشهد على أرضنا تنظيم ثانى أكبر رالى عالمى، حتى أن بلدنا لفتت انتباه منظمى رالى «باريس داكار».

ولأول مرة فى التاريخ، وفى سابقة فريدة من نوعها تم تغير اسم أكبر رالى فى العالم إلى رالى «باريس داكار كايرو»، بعد أن تم تغير مسارة أيضا ليختتم الرالى فعالياته عند أهرامات الجيزة. كانت مصر تتمتع بسمعة ممتازة، عندما يتعلق الأمر بالتضاريس الملائمة لهذا النوع من الراليات، وكان الفضل بالطبع يرجع لرالى الفراعنة.

منذ ٢٠١١ أصبحت قيمة رالى الفراعنة فى تراجع مستمر، بسبب العديد من الأسباب أبرزها من وجهة نظرى الأداء «الهزيل» لنادى السيارات، الدورات الأخيرة كنا نعرف أخبارها بالصدفة، بين تأجيل السباق أو حتى إلغاءه على خلفية التحديات الأمنية، وفى الوقت الذى ندعى فيه العمل على تنشيط السياحة، نفقد كبلد بإرادتنا قيمة هذا الحدث الضخم، والتركيز الإعلامى الدولى الفائق الذى يحظى به.

الأسبوع الماضى كتبت عن حدث «ريدبل» الترفيهى CPD، وناقشنى وانتقدنى عددا كبيرا من أصدقائى المنتمين بشكل أو بأخر لرياضة السيارات، لم يعجبهم وصفى للحدث كأهم الأحداث الموجودة بالفعل على الساحة. والحقيقة أننى كنت متوقع رد فعل من هذا النوع، وقد كتبت الأسبوع الماضى أن سباق ريدبل هو حدث ترفيهى لنا ولكنه يضع المتسابقين فى أجواء منافسة حقيقية، من خلال المنافسات المحلية، وصعود المتأهلين لتمثيل بلادهم فى السباق الختامى.

وبالرغم من أننا لم نجد للحدث أهمية تفرض علينا أن نخصص له مساحة «محترمة»، وتم معاملته تماما مثلما نتعامل مع خبر عن سباق مجهول فى إقليم «كوسوڤو»، ولم نجد ضرورة لنشر الخبر حتى فى صفحة رياضة السيارات. إلا أننى مازلت مصرا على رأيى.

سباق «ريدبل».. هذا الحدث «الترفيهى» هو أهم حدث يخص رياضة السيارات الأن فى مصر، وهو يعطى الشباب «أمل» حقيقى، مقارنة بما تقدمة سباقات السرعة والـ«أكاديميات» الوهمية، التى تملأ قلوب شباب متحمس بأحلام زائفة أو بمعنى أخر «هجص».

أعتقد أنه يجب مواجهة الواقع، والاعتراف أننا أهدرنا القيمة الحقيقية لرياضة السيارات، من الطبيعى أن ترتفع أسهم حدث مثل CPD فى بلد ليس لها تاريخ فى رياضة السيارات، ولكننا كبلد شهد تنظيم أحد أعظم الراليات العالمية، لا يمكن أن نقول أننا بلا تاريخ، المشكلة دائما فى اختيارنا للطرق السهلة، رغم وجود رالى الفراعنة منذ الثمانينيات، إلا أن معظم من قرر الاستثمار فى رياضة السيارات، اتجه لسباقات الهواة، واختار أن لا يتعلم من الحدث العالمى.

سباقات سرعة لا تعبر عن شىء، ولا أقصد هنا التقليل من أى شخص أو جهة، ولكنى أرى ضرورة استخدام التعبيرات الصحيحة. على مدار السنوات الطويلة الماضية، اختارت الغالبية العظمى من الرعاة والمنظمين و المتسابقين الاستثمار فى سباقات الهواة، تاركين عالم المحترفين. «السبوبة» عند الهواة أكبر بكل تأكيد، والنتيجة هى الوضع الحالى للرياضة فى مصر، لم نجد طريقة حقيقية لكى نستفيد برالى تاريخه يعود إلى الثمانينيات، وفى والوقت الذى نعمل فيه على تنشيط السياحة نقرر إلغاءه، ويظل أفضل حدث فى رياضة السيارات، هو حدث «ترفيهى» لم نتمكن من تغطيته على مساحة تتجاوز الثلاثة أعمدة على صفحات جريدتنا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية