x

اخبار بول ماكليرى يكتب: الانقلاب يكشف تصدع الجيش التركى وضعف الحرب على «داعش» اخبار الخميس 21-07-2016 21:28


سعى الحكومة التركية لتصفية حسابها مع قادتها العسكريين، فى أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، التى جرت الجمعة الماضى، ينذر بآثار خطيرة على مستقبل هذه المعركة، ومع عودة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مرة أخرى إلى السلطة، باتت السلطات التركية فى خضم حملة اعتقالات واسعة النطاق للمتآمرين المتهمين، مؤكدة أنها ألقت القبض بالفعل على آلاف الضباط والجنود، وكان الرتبة الأعلى التى أُلقى القبض عليها هو الجنرال إردال أوزتورك، قائد الجيش الثالث.

ولكن الانقلاب والاعتقالات تكشف عن تصدعات عميقة داخل المؤسسة العسكرية التركية، الأمر الذى قد يسبب مشاكل لثانى أكبر جيش فى حلف شمال الأطلسى (ناتو)، حيث تمكن الانقلابيون من الحصول على مقاتلات «إف- 16»، وطائرات هليكوبتر، ودبابات، كما احتجزوا رئيس الأركان رهينة، وكل هذه الأشياء تشير إلى وجود مشكلة دائمة لأنقرة.

وعلى الرغم من إصرار أردوغان على أن الانقلاب سيؤدى إلى تطهير الجيش التركى، فإن عملية تصفية الحسابات يجب أن تبدأ حينما تكون الحكومة مستقرة، ولكنها ليست كذلك، كما أن الجيش أيضًا غير مستقر، ما قد يؤدى إلى المزيد من المشاكل، والمزيد من التصدعات، وزيادة حالة عدم الاستقرار لعضو حلف شمال الأطلسى.

وطالما غضب أردوغان من دعم الولايات المتحدة لمختلف الفصائل الكردية السورية التى تقاتل تنظيم «داعش» الإرهابى فى شمال سوريا، واندلع القتال بين حزب العمال الكردستانى والجيش التركى مجددًا، فى يوليو الماضى، بعد إبطال اتفاق لوقف إطلاق النار، ومنذ ذلك الحين، قُتل مئات من المتشددين وقوات الأمن، وبينهم عشرات من الجنود وأفراد الشرطة التركية فى عدة تفجيرات.

وبدوره، أثر الانقلاب بشكل مباشر على العمليات العسكرية الأمريكية فى سوريا، حيث أغلقت الحكومة التركية، السبت، كل العمليات الجوية التى تقودها الولايات المتحدة وقوات الناتو فى قاعدة إنجرليك الجوية فى جنوب تركيا، وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أنه تم قطع الكهرباء عن القاعدة، التى تضم 1500 جندى على الأقل، وعشرات القنابل النووية من طراز «بى -61»، المخزنة فى مخابئ تحت الأرض.

وتُعد إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين حلف شمال الأطلسى وحكومة أردوغان، منذ بدء العمليات ضد تنظيم «داعش»، هى عدم قدرة، أو عدم رغبة، الأتراك على إغلاق الحدود الجنوبية مع سوريا لمنع المقاتلين الأجانب من المرور فى طريقهم إلى الاتصال بـ«داعش».

وأعرب وزير الدفاع الأمريكى، آشتون كارتر، العام الحالى، عن أمله فى بذل تركيا المزيد من الجهد حيال مكافحة «داعش»، مؤكدًا أنها تساعد الولايات المتحدة فى الأمر، من خلال استضافة طائراتنا فى تركيا، ولكنه أشار إلى أنه يمكنها فعل المزيد.

ومن غير المرجح أن يزداد اهتمام أردوغان بالمشاركة فى قتال «داعش» فى أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التى شهدتها البلاد، ويدرك المسؤولون الأمريكيون أن هناك سببًا بسيطًا للتقاعس التركى، وهو أن أردوغان يرى أن خلع الرئيس السورى بشار الأسد هو أكثر أهمية من محاربة «داعش».

إلا أن فرق الاستخبارات التركية باتت تعمل منذ فترة طويلة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى. آى. إيه) فى مركز تنسيق قرب الحدود السورية لتوصيل الأسلحة إلى المتمردين المعتدلين الذين يقاتلون نظام الأسد، وفى الأيام التى سبقت الانقلاب كانت هناك مؤشرات على أن أردوغان قد خفف من حدة موقفه تجاه الأسد أيضًا، وقال رئيس الوزراء التركى، بن على يلدريم، هذا الشهر: «لقد طبَّعنا علاقتنا مع إسرائيل وروسيا، ومتأكد من أننا سنعود إلى علاقات طبيعية مع سوريا».

ومن المتوقع أن يذهب بعض المسؤولين العسكريين الأتراك إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، لحضور اجتماع منظمة حلف شمال الأطلسى، الذى يهدف إلى التخطيط للخطوات المقبلة فى حملة مكافحة داعش.

وعلى الرغم من تحسن الجهود التركية لتسيير دوريات على حدودها مع سوريا بشكل عام فى العام الماضى، فإن المئات من المقاتلين الأجانب تمكنوا من التسلل إلى شمال سوريا، حيث تحارب قوات سوريا الديمقراطية- وهو تحالف يضم ميليشيات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، تم تشكيله خلال الحرب الأهلية السورية، المدعومة من الولايات المتحدة- داعش فى آخر معقل رئيسى له فى المنطقة الحدودية.

ولا يبدو أن الانقلاب يحظى بالكثير من الدعم بين أعلى رتب الجيش التركى، فرئيس الأركان لم يكن ضمن الانقلابيين، كما أنه تم رفض محاولة الانقلاب من قِبَل مجموعة واسعة من الضباط رفيعى المستوى فور علمهم بها.

نقلاً عن مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية

ترجمة- فاطمة زيدان

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية