x

نيوتن لماذا لا نصدقهم؟ نيوتن الثلاثاء 19-07-2016 21:27


كان أحد ملوك الهند العظام. كان يتسم بالحكمة. تعرض لظلم بالغ من أبنائه. أعمى الطمع قلوبهم. أغاروا على ملك أبيهم وماله. لأنه كان يطعم الفقراء. ويؤوى الغرباء. بعد حين. استرد الملك الحكيم ما كان له. لكنه عاش وفى حلقه غصة يريد أن يعرف السبب وراء طمع أبنائه فيه. ويريد أن يعرف مَن منهم كان صاحب الفكرة. فجاء بأحد وزراء ابنه الأكبر. الذى مات بسبب مرض عضال. فتك به. دخلوا بالوزير السابق على الملك. فرده الملك. قائلا: لا أريد أن أسمع منه شيئا. فقالوا له: إنه كان الشاهد الوحيد. كان إلى جوار ابنك. قال الملك: لا أريد أن أسمعه فما قال إلا كذبا طوال حياته، فلن أصدقه حتى وإن تحدث بالصدق.

الإنسان الصادق مثل العلامة التجارية. تشترى من فروعها ومحالها وأنت مطمئن. حتى وإن دفعت فيها الثمن الأغلى. «أديداس» علامة تجارية كبرى حول العالم. لو أن أحد التجار باع البضاعة ذاتها التى يبيعها أديداس لكن تحت مسمى آخر أو تحت علامة تجارية أخرى. فإن سعرها سيكون أقل من النصف. والسبب معروف. لا يحتاج إلى شرح. يتلخص فى جملة واحدة. وهى أن المشترى مطمئن لما يشتريه. يعتقد أنه يدفع الثمن الذى تستحقه هذه البضاعة.

كل شىء له علامة تجارية حتى الإنسان نفسه. له سمعته. قد يحمل صفات سلبية يعرفه الناس بها. مثل، متسلق. أنانى. وصولى. انتهازى. كاذب. أو له صفات إيجابية شجاع. نبيل. صادق. أمين. وغيرها من صفات لها دلالاتها. العلامة التجارية موجودة فى كل شىء. المذيع له علامة تجارية. كاتب المقال. لاعب كرة القدم. الممثل. المحامى. رجل الأعمال. وغيرهم. المؤسسات أيضا لها علامة تجارية. الجريدة كاملة قد تكون لها مصداقية أو العكس. محطة تليفزيون بكاملها. قد نشاهدها ونحن مصدقون أو العكس. فنشاهدها ونحن نبتسم نصف ابتسامة لكننا نتشكك فيما تقول. وفيما تبث على جمهور المشاهدين.

ربما تختلف ولا تتفق مع صاحب علامة تجارية لكنك تحترمه كل الاحترام. لأن له مصداقيته. لا تشك فيما يقول. معروف أنه لا يخشى فى قول الحق لومة لائم. لكن هناك مَن لا تستطيع تصديقه. معروف عنه الكذب. النفاق. التدليس. التضليل والغش. لا يمكنك تصديقه حتى وإن قال الحقيقة. لا يخدعك مظهره. ولا المنصب الذى يتبوؤه. لا تقوى على تصديقه حتى وإن كان صادقا يوما.

العلامة التجارية بصفة عامة تساوى المصداقية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية