x

نيوتن لماذا الإفراج عن مبارك؟ نيوتن الأحد 17-07-2016 22:06


حان الوقت لمراجعة الكثير مما جرى لنا فى أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١. كنت ومازلت أردد أن العامين التاليين لهذا التاريخ يستحقان أن نطلق عليهما شعار أو وصف (الحبس حق لكل مواطن).

كان يمكن خلالهما حبس أى أحد وكل أحد. تجاهل القانون والأخلاق فى الحقيقة كان نزولاً على رغبة الشارع، شكاوى تبدو جادة أحياناً. كيدية فى معظم الأحيان. بدءاً من رئيس الدولة. مروراً بكل من كانت له صفة. صغيراً كان أم كبيراً.

لن أملّ من القول إنه ما كان يجب وضع مبارك خلف القضبان. بالنسبة لى أعتبرها خطيئة. كان يمكن تفادى ذلك لأسباب كثيرة. فى مقدمتها أسباب أخلاقية. ندفع ثمن التخلى عنها حتى الآن. منذ خطاب التنحى الذى أعلنه الراحل عمر سليمان نيابة عن مبارك وهناك تعاطف كبير مع الرئيس الذى خدم مصر جُلّ حياته. لم يبخل عليها بشىء. يقدم لها كل ما فى استطاعته.

أيضاً لم تكن المسرحية الهزلية أو العبثية المسماة بموقعة الجمل، سوى بروبجندا نجح المتربصون بمبارك فى توظيفها بامتياز لصالحهم. وعلى رأس هؤلاء الإخوان. الذين وضعوا قتلة الرئيس السادات صاحب نصر أكتوبر فى الصفوف الأمامية خلال الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر.

هذا الأمر تسبب فى حالة غضب واحتقان واسعة لدى قطاعات كبيرة من المصريين. تماماً مثل وضع أبرز قادة حرب أكتوبر خلف القضبان. مبارك الذى كان يُحاكَم آنذاك بتهم فضفاضة. لم تكن هناك تهمة واحدة جادة أو حقيقية. كلها كانت أكلشيهات سياسية. وإذا قمنا بمد الخط على استقامته فإننا يمكن أن نحاكم عبدالناصر لو كان حياً على إنشاء السد العالى.

الرئيس السادات سوف تكون تهمته إهدار المال العام فى حرب أكتوبر. ربما حبسه أرحم من قتله. قِسْ على ذلك من محمد على الذى لم يستشر جهاز المحاسبات فى استصلاح وزراعة ملايين الأفدنة. ومد الترع. الخديو إسماعيل ستكون تهمته حفر قناة السويس. حفرها بالسُّخرة. سننسى أنه هو الذى ألغى السُّخرة بالتحكيم ضد ديليسبس. سننسى ونتجاهل كل هذا إلى البراءة من محكمة النقض.

لا أحد يمكنه سحب نياشين مبارك العسكرية التى حصل عليها مقابل إنجاز حقيقى على الأرض. لم يحصل على وسام لا يستحقه. لم يحصل على شىء لم تقابله بطولة. كل محاولة لتصغير رجل كبير ترتد على أصحابها.

استمرار حبس مبارك يُولّد غُصة فى قلوب كثير من المصريين. من أنصاره ومن المتعاطفين مع رجل تجاوز الثامنة والثمانين.

نحن شعب يتمتع بالسماحة. لم يُعرف عنا العنف أو القسوة فى أى مرحلة من تاريخنا القديم أو الحديث. لم يُعرف عنا ذلك مثلما هو معروف عن شعوب أخرى. لا أتصور أن استمرار حبس مبارك يُفيد أكثر مما هو مسىء لنا كمصريين. مسىء لصورة الدولة فى الخارج. ولن يرفع هذا الضرر سوى الإفراج عن مبارك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية