x

محمد أمين ده طلع سوسو! محمد أمين السبت 16-07-2016 21:47


الفارق كبير بين الثورات والانقلابات.. الثورات تعيش والانقلابات تترنح.. العالم كله عرف الفارق بين ما جرى فى تركيا، أمس، وما جرى فى مصر.. لا وجه للمقارنة.. هذا هو الانقلاب كما رأيناه فى كل شىء.. فى غباوته وفشله وخيبته أيضاً.. وأظن أن أحسن تعليق جاءنى من صديقة قالت فيه: ده طلع سوسو!.. تعليقات أخرى قالت: دول جماعة من الهواة، ويبدو أنه كان انقلاباً فى الويك إند!

هذا الانقلاب من نوع الانقلابات «الكيوت».. ليس له خربوش.. جتكم خيبة حين خططتم.. وجتكم خيبة حين نفذتم.. حركة فاشلة خسر فيها الجيش تماماً، لأنه انقلاب فاشل.. الآن يستغلها أردوجان لتصفية الحسابات، والكلام عن الهيكلة وتطهير الجيش.. هل تعودون بالذاكرة لخطة الإخوان فى مصر؟.. كانوا يتحدثون عن الهيكلة والتطهير.. الآن سوف يفعلها أردوجان دون أن يلقى أى معارضة تُذكر!

للأسف، نمنا والانقلاب يسيطر على الشوارع والنقاط الاستراتيجية، وقمنا والانقلاب يترنح ويستسلم.. فمن غير المعقول أن يكون انقلاباً ولا يعتقل الانقلابيون الرئيس أردوجان، وغير معقول أن يكون انقلاباً ولا يعتقل رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وقادة الأجهزة.. فقد توقف الأمر عند إذاعة البيانات العسكرية، والكلام عن تعطيل الدستور وإعلان الطوارئ.. كل هذا لا يكفى كى تنجح أو تحكم!

صحيح أن أردوجان قبل الانقلاب غير أردوجان بعد الانقلاب.. انكسر معنوياً وسقط سقوطاً ذريعاً، وإن انتصر مؤقتاً فى اصطياد الانقلابيين.. انكسر الجيش أيضاً.. رأينا الجنود تستسلم وتزحف وتلقى السلاح.. فمَن يرفع رأسه بعد ذلك؟.. خسرت تركيا سياسياً واقتصادياً ومعنوياً.. فقد كان يتحدث من مخبئه، كما رأينا القذافى وصدام حسين قبله.. فقد راح يطالب الشعب بالنزول، ويهدد بحرب أهلية!

لاشك أن هناك شروط صلاحية لمنصب الرئيس.. وأعتقد أن أردوجان فقد الاعتبار وشرط الصلاحية.. معناه أن قطاعات كبيرة من الشعب غير راضية عنه.. ومعناه أن قطاعات من الجيش غير راضية.. ربما هؤلاء وهؤلاء اختلفوا مع الطريقة.. أى أن التغيير قادم والتغيير قد حدث ولو عبر الانقلاب.. فقد ضيَّق على الحريات وحقوق الإنسان حتى إن أوباما تبرأ منه مؤخراً وباعه، وهذه كانت رسالة!

تخيلوا لم يُنقذ أردوجان غير تطبيق بسيط، عبر الموبايل الذى لم تطله يد أردوجان.. لا تقل قناة الجزيرة أنقذته.. ولا تقل بعض قنوات تابعة له، فلو لم يظهر أردوجان لكان من الممكن الكلام عن وقوعه رهن الاعتقال، وكانت قد انهارت مؤسسات الدولة، ونجح الانقلاب.. فى النهاية هناك تيار كبير لا يقبل به رئيساً.. لأنه ينفذ خطة التمكين لأنصاره.. هى نفس الخطة التى كان يريدها مرسى والمرشد!

أخيراً، هناك دروس كبرى من الانقلاب سوف تعكف عليها أنظمة عديدة فى المنطقة.. الشعوب أيضاً يبدو أنها سوف تستوعب درس اختيار محسوبين على تيارات الإسلام السياسى.. الحل عندها هو القتل والاعتقال.. لكن تبقى كلمة سريعة.. مصر محترمة جداً.. قيادتها محترمة جداً.. موقفها محترم.. وجيشها عظيم جداً!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية