x

نيوتن هناك فرق نيوتن السبت 16-07-2016 21:42


بدأت المعركة. من يعتقد أن ما جرى فى تركيا هو النهاية. العكس هو الصحيح هذا هو البداية. بداية لأشياء كثيرة مقبلة. لا يعلمها إلا الله. ربما يكون من ضمنها انتخابات مبكرة. الأخبار متوالية. ظهور رئيس أركان الجيش ووزيرى الداخلية والدفاع إلى جانب على يلدريم، رئيس الوزراء، ليس معناه أن الأمور تمت تسويتها. التسوية غير مكتملة. الأوضاع غير مريحة. الشكل العام يوحى بانقسام فى المجتمع التركى. خصوصاً بعد إلقاء القبض على عدد كبير من العسكريين. إقالة ما يقرب من 3 آلاف قاض، من بينهم 5 من المحكمة العليا. وأهم من كل ذلك توجيه أردوغان لأصابع الاتهام لحركة فتح الله جولن. الحركة الإسلامية ذات الصبغة الاجتماعية الأكثر انتشارا فى تركيا.

ما جرى بالأمس فى تركيا من حركة تمرد أو محاولة للانقلاب سمها ما شئت تختلف تماما عما جرى عندنا فى مصر. فى 25 يناير 2011 الجيش المصرى دعم وساند الإرادة الشعبية فى 30 يونيو حدث الشىء ذاته. الجيش يتحرك وفقا للإرادة الشعبية. تحرك بشكل كامل وليس جزءاً منه، تحرك كوحدة عضوية واحدة، إذن الفرق كبير بين الحالتين. ما حدث فى تركيا كان تحركاً من قبل مجموعة من عناصر الجيش الأول التركى. تبرأ منهم قائد الجيش نفسه. واستنكر ما فعلوه. ما جرى لم يكن له مقدمات. فى بلد يسير على الطريق الديمقراطى. تعتبر الانتخابات وصناديق الاقتراع الوسيلة الوحيدة للوصول للسلطة. منذ آخر انقلاب عسكرى جرى فى تركيا عام 1997. أطاح بنجم الدين أربكان رئيس الوزراء التركى، آنذاك، وزعيم حزب الرفاه الإسلامى. الذى كان أردوغان عضواً بارزاً فيه وأحد قياداته. أردوغان انقلب هو الآخر على أربكان. خرج من الرفاه. أسس حزب العدالة والتنمية. تفوق الحزب ونجاحه كان كبيراً فى أول انتخابات. تمسكه بالديمقراطية كان شيئاً ثابتاً فى عقيدته. هذا ما جعله، كحزب ناشئ، يحصل على تأييد الشعب التركى، ومساندته فى أكثر من اختبار للديمقراطية.

الثورات والحروب بلاء كبير للأمم والأوطان. هما أسرع وسيلتين للهدم والتدمير. التجربة الحديثة تؤكد أن التداول السلمى للسلطة هو الطريق الوحيد لبناء الأمم. الخروج على ذلك يجب أن يكون بإرادة شعبية. بتوافق شعبى كامل. مثلما حدث فى مصر. هذا هو الدرس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية