x

ياسر أيوب نموت نموت وتعيش كوريا الشمالية ياسر أيوب الإثنين 18-07-2016 22:00


تحت قبة البرلمان أمس الأول.. تحدث خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة والشباب، أمام رئيس وأعضاء لجنة الشباب والرياضة.. الحديث كله كان مهما ومفاجئا أيضا، لكننى أتوقف مؤقتا أمام عبارة واحدة جاءت على لسان الوزير فى ذلك الاجتماع قال فيها إن الحافز الرياضى بشكله الحالى سيقضى على الرياضة فى مصر لأنه لا يناسب عصرنا الحالى ولابد من تعديله.. ولا تكتسب هذه العبارة أهميتها فقط لأنها تتعلق بالحافز الرياضى، ولكن الأهم من ذلك الحافز هو هذا الاعتراف الرسمى أخيرا فى مصر بأن هناك فى الساحة الرياضة ما بات يستدعى ويستحق المراجعة والتعديل والتغيير.. فلم أكن وحدى الذى يصرخ مطالبا بتلك المراجعة وهذا التغيير سواء كان ذلك يخص الحافز الرياضى أو اتحاد الشركات وبطولاته الرياضية والاتحاد الرياضى للجامعات ودور وتوصيف مراكز الشباب والأندية العسكرية والحكومية وملفات أخرى كثيرة لم يعد يليق بنا فى 2016 أن تبقى وتستمر..

أمور جرينا لتطبيقها فى ستينيات القرن الماضى أثناء الولع والإعجاب بالاشتراكية والتجربة الرياضية السوفيتية.. ومات عبدالناصر وانتهت الاشتراكية وانهار الاتحاد السوفيتى وتراجعت دول الشرق والشيوعية عن كل تلك النظم الرياضية الديكورية الحمقاء الفاشلة والزائفة إلا كوريا الشمالية ومصر.. والذى يرضيه ويسعده أن تبقى مصر وحدها فى العالم تقتدى بكوريا الشمالية وتسير خلفها هو فقط من له حق الدفاع عن بقاء الحافز الرياضى وأوليمبياد الشركات وأوليمبياد الجامعات وأندية القوات المسلحة والشرطة والبترول والاتصالات والكهرباء..

أما هذا الحافز الذى طالب خالد عبدالعزيز أمس الأول بضرورة مراجعته وتعديله فكان منتهى الظلم والعبث.. فالدولة قديما قررت ثم استمرت فى مكافأة الطالب المتفوق الرياضى فقط دون أى مجال أو مواهب أخرى.. ويا ليتها كانت مكافأة مالية أو أدبية أو منحا دراسية وبرامج رياضية لمزيد من العناية والارتقاء بالموهبة ولكن المكافأة كانت درجات إضافية فى مجموع الثانوية العامة تسقط معها العدالة والمساواة.. وأود أن أحيط سيدى القارئ علما بأن لدينا الآن نوعين من هذا الحافز الرياضى: النوع الأول تمنحه وزارة التعليم للمتفوقين فى المسابقات الرياضية المدرسية فى مصر..

وهذا العام فقط سينال هذا الحافز ألف طالب ممن أدوا امتحانات الثانوية العامة.. وإذا كنت متابعا لدقة وحرص الوزارة على سرية امتحانات الثانوية فبإمكانك أن تتخيل كيف تم إعداد الكشوف الرسمية التى تتضمن أسماء الألف طالب وطالبة..

وهل لدينا فعلا مسابقات رياضية مدرسية تفرز لنا سنويا ألف بطل رياضى أم أننا نواصل الضحك على أنفسنا وتجارة الوهم والفساد.. أما النوع الثانى فهو الحافز الذى تمنحه وزارة الرياضة والشباب.. والذى تقرر تعديله مؤخرا بحيث بات من حق الثلاثة الأوائل فقط فى أى مسابقة أو بطولة محلية مع تخفيض درجات الحافز إلى النصف.. وهو تعديل يجعلنا نتحرك لكن فى نفس أماكننا.. فالمشكلة ليست فى عدد المستحقين أو عدد درجاتهم المضافة وغير المستحقة.. إنما هى فى كل هذا النظام الذى لم يعد يصلح بأى شكل وصورة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية