x

مي عزام إصلاح التعليم على طريقة «أوبر» مي عزام الإثنين 11-07-2016 21:19


أشعر أننا منغمسون تماما في المشاكل، حتى إن هذا الأمر في حد ذاته مشكلة يمنعنا من إيجاد حلول للمشكلة الأولى التي أصبحت ثانوية بجانب الإحساس المزمن بثقل أعباء الحياة اليومية.

البشر أنواع، منهم من يعمل ذهنه للبحث عن حل للمشكلة ويتدرب على ذلك، ومنهم من يتعامل مع المشكلة باعتبارها قسمة ونصيب ويظل يحملها على ظهره مع غيرها من المشاكل المتراكمة، بعد حين يعجز عن مواصلة السير، ويرتبك في خطواته ويتعثر فى مسيرته، ويشعر بالإنهاك المزمن، فيثور حينا ويشكو أحيانا وفي النهاية يفوض أمره لله على هذه المرارة التي يعيشها... ثم يكتشف فجأة أن المصباح السحرى على منضدة حجرة الجلوس.... وأنا واحدة من الصنف الثانى.

قبل أن أعرف شيئا عن تطبيق «أوبر» لسيارت التاكسى، كنت أحمل على ظهرى عبء توصيل ابنتى الصغرى للتمرين أو للخروج مع أصدقائها أو التسوق.....الخ، كان من المستحيل أن أوافق على ركوبها سيارة أجرة خوفا من مشاكل السائقين، بالإضافة لحوادث الخطف والتحرش التى جعلت من «الاحتراس واجب».

وكان ذلك يؤدى لمشاكل بينى وبين ابنتى، حين أكون متعبة وأرفض توصيلها وينتهى الأمر بالبكاء من جانبها والغضب من جانبى.

وفجأة عرفت عن طريق أصدقاء تطبيق «أوبر» وكيف أن تنقلاتهم أصبحت أسهل وأفضل بعد استخدام هذه الخدمة التي توفر درجة عالية من الأمان والجودة بسعر التاكسى العادى، وبعد أن جربت الأمر بنفسى، سمحت لابنتى باستخدام هذه الخدمة لسيارات الأجرة وأنا مطمئنة.

فكرت في هذا التطبيق البسيط، وكيف تم ربط مشروع اقتصادى بتقنية بسيطة ومجانية على الهواتف الذكية وسألت نفسى: لماذا لا نستخدم التقنيات الحديثة في محو الأمية وتحسين الخدمة التعليمية المجانية المقدمة من الدولة في جميع مراحل التعليم وأهمها مرحلة التعليم الإلزامى.

تكدس الفصول بالطلبة يرهق التلميذ والأستاذ ولا يمكن لأيهما القيام بواجبه على أتم وجه، فالمعلم يعجز عن توصيل المعلومة لسبعين تلميذا، والتلاميذ لا يستطيعون أن يستوعب ما يقوله المعلم على عجالة وإن أرادوا توضيحا يعجز المدرس عن الرد على كل هؤلاء أو حتى على بعضهم.
لقد تحدث السيسى من قبل عن أزمة التعليم، وعن أن حلها يحتاج لبناء مئات الدارس لتخفيف الكثافة في الفصول، وزيادة عدد المدرسين ورفع رواتبهم وكل ذلك يحتاج ميزانية صخمة يرى النظام أنه يمكن تأجيلها لسنوات قادمة فهناك ما هو أهم!!

ولكننى أعتقد أنه لا يمكن تأجيل تحسين الخدمة التعليمية المقدمة، ولا يمكننا التقدم بدون تعليم وتدريب جيد للجميع. فلماذا لا نستخدم التكنولوجيا في حل هذه المشكلة المزمنة، أنا هنا لا أدعى أننى أقدم فكرة مثالية ولكن اقتراح يمكن تطويره أو تبديله بالكامل، واقتراحى هو: تزويد جميع تلاميذ المرحلة الابتدائية بـ«تابلت»، يتم حفظ مقرر العام عليه مع فيديوهات للشرح، ويتم ترتيب لقاء دورى بين الطلبة والمدرسين، لا يزيد فيه عدد الطلبة عن 30 ليستوضح الطالب ما لم يفهمه، ويمكن أيضا إيجاد وسيلة اتصال بين الطلبة والمدرسين عن طريق شبكة الإنترنت ليجيبوا عن أسئلة الطلبة وكلا الطرفين في منزله.

كما يمكن لوزارة التربية والتعليم الاستفادة من مراكز الشباب المنتشرة في كل المحافظات والمدن والقرى، لتشارك في منظومة التعليم الإلكترونى عن بعد، ويمكن لوزارة التربية والتعليم أن تساهم في ترويج التعليم المنزلى ومساعدة الأسر التي يمكنها أن تقوم بالتدريس لأولادها في المنزل، وتقدم لهم دعما ومزايا، وهؤلاء التلاميذ يذهبون للمدرسة فقط وقت الامتحان، كما يمكن استخدام دور العبادة: مساجد وزوايا وكنائس في تقديم الدروس لتلاميذ المرحلة الإلزامية ومحو الأمية.

تدنى مستوى الخدمة التعليمية المقدمة، والتى تساهم في رفع معدلات الأمية، ليست قضاء وقدرا، في حالة أن ميزانية الدولة لا تسمح بالحلول التقليدية، يمكننا أن نبدأ بحلول بسيطة بتطويع التكنولوجيا والتى ستوفر علينا ملايين، وبالنسبة لثمن التابلات الذي سيحصل عليه كل تلميذ ابتدائى، يمكن تدبير ثمنه، الذي يتناقص كل عام ويمكن تصنيعه في مصر، من ميزانية وزارة التربية والتعليم أو صندوق تحيا مصر أو بحملة قومية للتبرع لهذه المشروع بعينه، الذي يمكن أن ينقل أولادنا نقلة نوعية في التعامل مع الأجهزة الحديثة والتعلم عن طريقها.

هناك عبارة تقول: الأفكار موجودة على قارعة الطريق ... الأفكار كثيرة وسهل طرحها مهما كانت لامعة ومبتكرة، ولكنها تفقد أهميتها لو لم تجد طريقها للتنفيذ، والتنفيذ يحتاج إرادة فعل، فهل نملكها؟

دعونا نأمل في غد أفضل ربما لا نملكه لكنه ملك اولادنا ... في انتظار رسائلكم التي تحمل فكرة لبكره على إيميلى.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية