x

جيهان فوزي ذهب لإنقاذ ابنه الداعشى فقتلته شظاياه جيهان فوزي الجمعة 01-07-2016 21:46


خلفت تفجيرات مطار أتاتورك في مدينة اسطنبول التركية عشرات الضحايا تحمل عشرات القصص المؤلمة، بعد أن تركت التفجيرات ورائها 44 قتيلا وأكثر من 250 جريحا، الكثير منا يعتبرها مجرد أرقام للتوثيق ويمر عليها عابرا دون أن تشغله التفاصيل، غير أن كل رقم فيها يحمل قصة قد تكون أشد ألما من مشهد القتل نفسه.
أحد ضحايا التفجيرات التي تشير إلى تورط تنظيم داعش فيها طبيب تونسى ذهب لإنقاذ ابنه من أيدى الدواعش الذين جندوه وقضوا على مستقبله ومستقبل أسرته، الدكتور التونسى «فتحى بيوض» كرس في الآونة الأخيرة جهوده وطاقته لإعاده ابنه إلى البيت، ابنه الذي سافر إلى سوريا مع صديقته لينضما إلى صفوف داعش في سوريا رغم أنه من عائلة ميسورة الحال ولها مكانتها الاجتماعية، قرر الابن الانضمام إلى الإحصائيات التي تتضمن آلاف الشبان التونسيين والعرب الذين قرروا الانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابى داعش في السنتين الأخيرتين.
قرار الابن أدى إلى كارثة أسرية وانهيار عائلى وتدهور مأساوى لحياة الطبيب في الجيش التونسى، هذا الأب الذي أهمل عمله ووظيفته بعد علمه بعبور ابنه وصديقته الحدود من سوريا إلى تركيا، ومن ثم اعتقلا على أحد الحواجز، وفور علمه بذلك كرس حياته لإنقاذ ابنه لإعادته إلى أحضان أسرته وبيته، اضطر الطبيب الناجح الذي يعمل رئيس قسم الأطفال في مستشفى عسكرى بتونس إلى التغيب عن عمله فترات طويلة لدرجة هددت مستقبله المهنى بعد أن فكرت إدارة المستشفى بفصله، ووصلت المعاناة ذروتها حين قرر الطبيب السفر إلى تركيا لإنقاذ ابنه، القصة بدأت عندما سافر الابن منذ فترة للالتحاق بالدراسة في تركيا، قبل أن يشبك التنظيم خيوطه حوله ويستقطبه في الأراضي السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن جهود والده نجحت في إقناعه بالعودة إلى تركيا والتخلي عن التنظيم، وهو ما فعل؛ حيث عاد إلى تركيا وهناك تمّ إيقافه من قبل الأمن التركي، لكن القدر لم يُمهل الأب حتى يلتقي ابنه ويحتضنه عائداً به إلى تونس، حيث قتل العميد بيوض في الهجوم الذي استهدف مطار «أتاتورك، ليكتب الفصل الأخير من حياة الطبيب على أيدى التنظيم.
أصبح تنظيم داعش خطرا داهما على العالم كله بمن فيهم الدول التي صنعتها ومولها وقدمت لها الدعم اللوجستى والمادى والتقنى، تغول التنظيم جعله يفخخ كل من يقف في طريق أهدافه ومصالحه، يضرب هنا وهناك يشيع الفوضى في كل مكان، والأخطر هرولة الشباب من كل الأجناس للانضمام في صفوفه، في ظاهرة غير مسبوقة وغير مفهومة؟!
تركيا التي احتضنت داعش وعالجت مصابيها في مستشفياتها وسهلت شراء بترولها، تكتوى الآن بنيران إرهابها فقد عانت تركيا من شبح الإرهاب على مدى الأشهر القليلة الماضية، حيث شهدت عددا من الهجمات الانتحارية الكبرى ضد أهداف سياحية في المدن الكبرى، عبر استهداف مناطق الجذب السياحى، والهجوم على المطار المزدحم في اسطنبول لاسيما خلال موسم الصيف المشغول بالسفر يمثل ضربة للحكومة التركية، بعد أن حاولت أنقرة وضع خطوطها الجوية الوطنية كمنافس للشركات الرائدة في العالم، ولكن تلك الخطط الطموحة لأنقرة للتوسع في أنحاء العالم تتوقف على أمن وكفاءة اسطنبول كمركز، كما أن الهجوم سيضعف قطاع السياحة التي تمثل 12% من الدخل القومى لتركيا.
لقد أعطت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لتركيا سببا ملحا لتوسيع عملياتها عبر الحدود، والهجوم على مطار أتاتورك سيزيد من إصرارها على قانون مكافحة الإرهاب الذي أصبح نقطة خلاف في المفاوضات بين الاتحاد الأوروبى خلال محادثات أزمة المهاجرين وتحرير التأشيرات والانضمام. هجوم المطار التركى يطرح التساؤل المعلق كيف يمكن تقويض هجمات تنظيم داعش الشرسة المنظمة والمتزايدة رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تتبعها معظم الدول؟! لقد أثبت كل هجوم كبير أو صغير ينفذه التنظيم أن داعش دائما يسبق بخطوة!!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية