x

نصار عبد الله فنانونا الكبار: يمتعوننا أم يسرقوننا؟ نصار عبد الله السبت 25-06-2016 22:04


فى أحد البرامج الحوارية استضاف مقدم البرنامج الناقدين المعروفين: «أحمد السماحى» و«خيرية البشلاوى» (رفيقة درب الناقد الراحل الكبير سامى خشبة) للحديث عن مسلسلات رمضان التى تعرض فى هذا العام..

وقد تطرق الناقدان الكبيران فى سياق حديثهما إلى قضية بالغة الخطورة هى تهرب النجوم الكبار من أداء ما هو مستحق عليهم من الضرائب التى تقدر فى حدودها الدنيا بالعشرات من الملايين وفى حدودها العليا بمئات الملايين!، وكان من بين الأمثلة التى ضربها الأستاذ أحمد السماحى أن واحدا من هؤلاء النجوم يبلغ أجره مثلا أربعين مليون جنيه، لكن المنتج يحرر له عقدين بدلا من عقد واحد: أحدهما صورى لتقديمه إلى الضرائب يذكر فيه أن قيمة الأجر هى مليون جنيه واحد فقط، والآخر هو العقد الحقيقى الذى بمقتضاه سوف يجرى التعامل بينهما والذى تبلغ قيمة الأجر فيه أربعين مليون كما سلفت الإشارة، وللأسف الشديد فإن مأمورية الضرائب شأنها فى ذلك شأن ساحة القضاء لا تملك أن تتخذ قرارا إلا فى ضوء ما هو مطروح عليها من أوراق ومستندات رسمية، حتى لو كانت تعلم من مصدر يقينى أن هذه الأوراق مخالفة للحقيقة طالما أن الحقيقة لم تترجم إلى مستندات مطروحة عليها، ورغم أن الأستاذين: «أحمد السماحى وخيرية البشلاوى» لم يذكرا أسماء معينة متهمة بأنها قد سلكت هذ المسلك المشين، إلا أن الأجور الضخمة التى ذكرا أمثلة لها لا تنطبق على الأرجح إلا على نجوم مثل: عادل إمام، يحيى الفخرانى، يسرا،.. وغيرهم من أصحاب القامات الكبيرة على ما بينها من التفاوت..

وهم جميعا لهم مكانتهم الرفيعة فى نفوس مشاهديهم الذين يحملون لهم كل الحب والإكبار والتقدير، غير أن مثل هذا المسلك من جانبهم لو صح كفيل بأن يحولهم من فنانين مبدعين يعملون على الارتقاء بمستوى وجدان الجماهير إلى لصوص يسرقونهم وهم متحصنون بحائط المحبة الذى شيده لهم تاريخهم الفنى، وينسون أن هذا الحائط قابل للانهيار لأن الجماهير لاتفصل بين السلوك الشخصى للفنان ومستواه الإبداعى خاصة عندما يكون هذا السلوك الشخصى ماسا بحق المواطن نفسه فى الصحة والتعليم وسائر الخدمات الحكومية الأخرى، أليست الملايين التى يتهربون من سدادها حقا من حقوق المشاهد الذى يتابعهم ويعجب بهم، وهل يغتفر لهم إعجابه بهم أنهم يحرمونه من إمكانية معينة لتوفير خدمة قد يكون أبناؤه فى أمس الحاجة إليها،..

لا يكفى لتبرير هذا المسلك أن يقال إن الكثيرين يسلكونه، أو أن يقال إن بعض الأجهزة الفاسدة فى الدولة كفيلة بتبديد تلك الضرائب لو تم تحصيلها، لا يكفى ذلك لأن الفساد لا يبرر الفساد، وشيوعه فى مواقع كثيرة ليس مبررا لكى يجعلنا نستسلم له فى كل المواقع، حتى لو كانت تلك المواقع هى مواقع فنانينا الكبار الذين نتمنى أن يهبوا للدفاع عن أنفسهم، وأن يقدموا لكل محبيهم كافة الحقائق فى هذا الخصوص بشكل موثق ومقنع..

لكن الذى حدث أنهم سكتوا، وكأن اتهاما خطيرا كهذا غير جدير بالرد أو التعقيب والإيضاح، وكأن لسان حالهم يقول: «أوراقنا سليمة والضرائب قد اعتمدتها» وقد حاسبتنا بناء عليها وانتهى الأمر، أما أنتم أيها الحاسدون الحاقدون فلا صفة لكم عندنا، ومن لا يعجبه منكم، فليشرب من البحر!!..

وصدقونى أيها الفنانون الكبار أنكم بسكوتكم هذا، أنتم الخاسرون فى نهاية المطاف، فعندما يتسرب الشك إلى وجدان المشاهد حول طبيعة الفنان من الناحية الواقعية والفعلية لن نجد أحدا مستعدا أن يتلقى الرسائل النبيلة أو أن يصدقها ممن تأكد له أنه بعيد كل البعد عما ينادى به.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية