x

أحمد بهاء الدين «لومان».. النهاية القاسية ! أحمد بهاء الدين الأربعاء 22-06-2016 21:31


«لومان» أو 24 Le Mans، السباق الأكثر شهرة والأكثر عراقة في سلسلة سباقات التحمل ذات الـ ٢٤ ساعة. مثلى مثل الملايين من محبى سباقات السيارات، تتعلق قلوبنا بهذا السباق التاريخى. هناك.. رياضة السيارات بمفهومها المجرد، بعيدا عن أضواء F1 ونجومها الذين أصبحوا ينافسوا نجوم «هوليوود». صراعات تاريخية شهدتها الحلبة العريقة، بين الانتصارات والأفراح وخيبة الأمل والأحزان.

والحقيقة أن رياضة السيارات، مقارنة بالرياضات الأخرى رياضة قاسية جدا. تتداخل فيها عوامل كثيرة، وبشكل من الأشكال تتحكم في الفوز والخسارة. أداء الفريق والسائقين والسيارة وتوافق أجزائها والزيوت والوقود والأعطال الميكانيكية والحوادث. كلها عوامل تتلاعب في النهاية بأقدار الفرق والسائقين، وتجسد الجانب القاسى في الصراع. وإن كان للصراع موطنا بالفعل، فهو «لومان»، المدينة الفرنسية التي شهدت كل المشاعر التي تحدثنا عنها. شهدت كيف يمكن لتلك الرياضة أن تكون في منتهى القسوى.

هناك اختتم سباق الـ٢٤ ساعة فعالياته السبت الماضى، والحقيقة أن سباق هذا العام كان واحدا من أكثر السباقات قسوة، ربما -وبدون مبالغة- في تاريخ سباقات التحمل. انتهى السباق بفوز پورشه بالمراكز الأولى، قبل انطلاق السباق لم تكن هذه النتيجة مفاجئة، ربما كانت متوقعة. پورشه فازت العام الماضى أيضا في نفس السباق، لذلك فإذا سألت أي متابع يوم الخميس الماضى، قبل ساعات قليلة من انطلاق السباق، أعتقد أنه كان ليشير لواحدة من سيارات پورشه.

ولكن، بعد الحصة التأهيلية انطلق السباق -يمكن قراءة التغطية الكاملة في الصفحة ١٢- ومع مرور الوقت بدأت الشكوك تحيط بعلامة شتوتجارت، بعد عشر ساعات من انطلاقة السباق، كان الوصف الدقيق هو أن تويوتا بسيارتها TS050 أصبحت بالفعل تمتلك السباق. أداء رشيق جدا، وجهد ملاحظ واستراتيجية رائعة وعرض ممتع قدمه سائقى الشركة اليابانية. بعد عشر ساعات انحصر الصراع في فئة النماذج الأولية الهجينة LMP1 -وهى الفئة الأكثر لمعانا في السباق بالطبع- بين تويوتا وپورشه، مع استحواذ كامل لليابانيين على المركز الأول. السؤال الطبيعى؛ أين «أودى» من الصراع على المراكز الأولى؟! بطلة لومان لسنوات طويلة، وأول من أستخدم محرك ديزل هجين.

في ٢٠١٤ كشفت پورشه عن السيارة 919Hybrid، وهى من فئة LMP1 التي كانت تسيطر عليها أودى لسنوات في هذا الوقت. بحماس شديد و«غريب» أيضا، أصدرت أودى فيلم قصير وقتها، يظهر فيه سائق السيارة منطلقا في رحلة بسيارة السباق R18 تاركا وراءه مدينة «انجلوشتاد» -وهى موطن أودى- متجها إلى مقر پورشه في مدينة شتوتجارت مدينة پورشه. يصل سائق السباق بسيارته ويبدأ بالانزلاق تاركا علامات الإطارات على الأرض أمام المبنى الرئيسى للشركة، وتبتعد الكاميرا في مشهد سينمائى، وتظهر رسالة أودى لـ پورشه من علامات الإطارات التي نقشت: Welcome back!.

في المشاركة الأولى لپورشه 919hybrid عام ٢٠١٤ لم تتمكن السيارة من إحراز اللقب، في بعض الأحيان يتطلب الأمر سنوات حتى يصل المهندسين والفروع الرياضية للضبط الأمثل لجميع العناصر. ولكننا نتحدث عن پورشه!، لم يتطلب الأمر معها أكثر من عام، في ٢٠١٥ فازت بالمراكز الأولى، وفى ٢٠١٦ أيضا!. أودى التي كانت متحمسة جدا لمنافسة پورشه انطبق عليها وصف «اللى يحضر العفريت»!، بعد سنوات طويلة من السيطرة على «لومان»، لم تتراجع فقط في المراكز، بل اختفت من الترتيب العام.

الأكثر قسوة هذا العام هو ما حدث لـ«تويوتا»، تمكن اليابانيون من فرض السيطرة الكاملة على السباق، من خمسة ساعات لعشرة، لخمسة عشر ساعة. حتى اتجهت الأنظار بالكامل لـ TS050، ولم يفترض أحدا أن يقدم الفريق أداء متواضعا على الربع الأخير من السباق، والحقيقة أن تويوتا لم تخيب آمال متابعيها.

تويوتا كانت فائزة بالفعل، محتفظة لنفسها بالمركز الأول منذ الدقيقة الأولى في السباق وحتى الساعة ٢٣ والدقيقة ٥٧!.

قبل انتهاء السباق بثلاثة دقائق، توقفت سيارة تويوتا TS050 عن التجاوب مع السائقين، حالة مماثلة للشلل الكلى!، پورشه كانت مستعدة لاقتناص المراكز الأولى. المشهد كان قاسيا جدا، وصادما أيضا!، أين الخطأ الذي ارتكبته تويوتا ليتم معاقبتها بهذا الشكل.. ولكنها رياضة السيارات. البعض يشير لـ«حظ» پورشه. ولكن في الحقيقة هي براعة الهندسة، 919Hybrid أكملت السباق، وتويوتا لم تكن مستعدة جيدا!. بهذه العبارة البسيطة «القاسية» تنتهى قصة سباق التحمل الأكثر عنفا في ٢٠١٦.. «لومان».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية