الدكتورة جيهان عبد الرحمن.. نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية.. نفت تماما ما تردد وقيل وكتب عن اقتحام البلطجية لملاعب وملاهى حى الأسمرات، الذى افتتحه الرئيس السيسى قبل أربعين يوما فقط، كبديل إنسانى وآدمى لضحايا عشوائيات الدويقة ومنشية ناصر وعزبة خيرالله وبطن البقرة..
وقالت الدكتورة جيهان إنها أخبار كاذبة سببها حقد البعض على ساكنى حى الأسمرات.. وكذلك نفى ذلك اللواء أسامة هلال، رئيس حى المقطم، الذى يقع مشروع الأسمرات ضمن نطاقه..
وقال اللواء أسامة إن هناك قوات من الأمن المركزى تتواجد طول الوقت عند كل مداخل المشروع لحماية كل منشآته وبيوته وملاعبه أيضا.. وأمام هذا النفى الحاد والقاطع لا يزال الزملاء الذين كتبوا عن هذه الاعتداءات يؤكدون وقوعها، وأضافوا تفاصيل كثيرة لما جرى فى حى الأسمرات، حيث قام البلطجية أولا باقتحام مدينة ألعاب الأطفال وتحويلها إلى أطلال، ثم توجهوا إلى ملعب الكرة وقاموا بتشغيل كشافات الإضاءة العملاقة، حيث بقوا يلعبون حتى أذان الفجر..
ولولا ضباط نقطة شرطة الأسمرات، التى لا تزال تحت التأسيس، لكانت المشاجرات بين أهالى الأسمرات وهؤلاء البلطجية قد انتهت بكثير من الجروح والأسى والدماء.. وليست مهمتى الآن هى الانتصار لزملاء لى كتبوا عما رأوه وسمعوه من أهالى الأسمرات.. أو الانتصار للمسؤولين الذين سارعوا فورا بنفى وقوع أى تجاوزات أو اقتحام داخل الأسمرات.. وأتمنى من الجميع أن يتخلصوا من سياسة نحن أو هم.. فنحن لسنا فى مباراة كرة لابد فيها من فائز ومهزوم، رغم أن القضية بالأساس تخص ملعبا للكرة.. لكننا أمام قضية فكر ووعى وإدارة أيضا..
فهذا الحى كان فى حقيقته خطوة هائلة قام بها الرئيس السيسى لمواجهة العشوائيات كسرطان بدأ ينهش مصر ولحمها ومجتمعها وأخلاقها وإنسانيتها وعدالتها أيضا.. وقام الرئيس بنفسه بافتتاح هذا الحى، مؤكدا اهتمامه الشخصى قبل الرسمى بضرورة تغيير حياة ضحايا العشوائيات.. لكنه ليس مطلوبا من الرئيس أن يبقى مسؤولا بشخصه عن سلامة وحماية بيوت وملاعب الأسمرات.. إنما هى مسؤولية آخرين.. وإذا كانت شهادة أحد سكان الحى تؤكد أن الناس اشترت على نفقتها أقفالا لإغلاق ملعب الكرة لحمايته بدلا من استباحته ليلا ونهارا، حيث أكدت شركة الجيزة للمقاولات أنه ليس من مهامها تأمين الملعب وحمايته.. فإننى لابد أن أسأل عمن هو مسؤول عن تأمين هذا الملعب وحمايته؟..
ولماذا لا تقرر وزارة الرياضة، مثلا، إدارة هذا الملعب وصيانته وفتح أبوابه أمام أهل الأسمرات للاستمتاع به بدلا من أقفال الأهالى وتأجيره أيضا لمن يريد أن يلعب بأسعار رمزية؟.. ولماذا لا يجرى الاحتفال بافتتاح هذا الملعب بمباراة كرة يشارك فيها كل النجوم الكبار الذين سيأتى خلفهم الإعلام بأضوائه وكاميراته؟.. ووقتها سيصبح هذا الملعب محط أنظار واهتمام الجميع، وسيصبح اقتحامه أمرا شائكا للغاية، لأنه ملعب أقامه صندوق «تحيا مصر» لأبناء عشوائيات مصر وافتتحه رئيس مصر ومفترض أن يبقى صالحا لصناعة الفرحة والبهجة لكثير من أبناء مصر المنسيين وسط عشوائياتها.