x

ياسر أيوب أمم أوروبا والتليفون والإعلام ياسر أيوب الجمعة 17-06-2016 22:00


معظم أهل كرة القدم فى مصر من جماهير وعشاق وإعلاميين ومسؤولين ولاعبين يتابعون نهائيات أمم أوروبا الحالية فى فرنسا.. يستمتعون بمبارياتها ونجومها وولع وإثارة توقع نتائجها ومفاجآتها.. وقد يلتفتون أحيانا إلى حوادث شغب وعنف تجرى هنا وهناك فى أكثر من ملعب ومدينة فرنسية تستضيف إحدى مجموعات هذه البطولة.. لكن أكثرهم لا ينتبهون لما يجرى فى عالم كرة القدم خارج ملاعبها ومبارياتها فوق مستطيلاتها الخضراء.. وعلى سبيل المثال تزامنت بطولة أمم أوروبا الحالية مع ظاهرتين جديدتين باتت كل منهما علامة فارقة ونقطة تحول فاصلة.. الظاهرة الأولى كان التغيير الذى سيطرأ منذ الآن على الإعلام الكروى.. فمنذ انطلقت البطولة الحالية والعالم كله يتابع التطبيق الجديد الذى أطلقه الاتحاد الأوروبى لكرة القدم لكل مستخدمى التليفونات الذكية سواء بنظام «آى أو إس» أو «أندرويد».. بحيث أصبح بإمكان أى أحد عبر تليفونه الخاص متابعة كل مباريات البطولة ووقائعها وأرقامها وتاريخ الفريقين والسيرة الذاتية لكل لاعب أو مدرب أثناء المباراة نفسها.. وهناك تطبيق آخر جديد أيضا بدأ استخدامه منذ انطلاق البطولة الحالية، اسمه «وان فوتبول».. وبإمكان أى أحد أيضا عن طريق تليفونه فى يديه أن يتابع مباريات البطولة، بل بإمكانه فى نفس الوقت أن يشاهد استوديو تحليليا لها أيضا ويستمع لآراء خبراء ونجوم كرة فيما يشاهده أمامه فى نفس اللحظة.. وطبعا يتابع مع كل ذلك الأخبار الجديدة كلها المتعلقة بالمباراة أو البطولة أو حتى اللعبة نفسها.. وهناك تطبيق آخر ثالث اسمه «فورزا فوتبول»، ويقدم كل أخبار البطولة لحظة بلحظة وسيستمر هذا التطبيق مثل التطبيقين السابقين بعد انتهاء البطولة الحالية..

ولست أتحدث هنا عن كل التطبيقات الجديدة الأخرى للعب كرة القدم عبر التليفونات الذكية مثل: دريم ليج سوكر وستيكمان سوكر.. أو باستخدام تطبيق جديد بدأه موقع فيس بوك على التليفونات الذكية تمهيدا لاقتحام عالم كرة القدم.. فما يعنينى هنا هو تغيير شكل الإعلام الكروى الذى لم يعد مطلوبا منه.. بكل أشكاله التليفزيونية أو الصحفية أو حتى مواقعه الإلكترونية.. أن يعتمد على الأخبار التى باتت متاحة عبر كل جهاز تليفون وبالمجان.. ولن يبقى هناك مكان ودور وأهمية وضرورة لمن لايزال مقتنعا بصحافة الخبر وإعلام يتخيل أن هناك جمهورا ينتظر منه نتائج مباريات وتحليل مستواها الفنى وليست الحكايات المخفية والرؤى الجديدة والحوارات الجادة ووجهات النظر العميقة والمختلفة.. فالتليفونات باتت فى أيدى معظم المصريين أو على الأقل كل عشاق وجماهير كرة القدم بمختلف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. أما الظاهرة الثانية المتعلقة ببطولة أمم أوروبا الحالية فهى إثبات خرافة الفصل التام بين السياسة وكرة القدم.. فقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن اليمين الأوروبى المتطرف يستخدم كرة القدم لأهداف سياسية واجتماعية.. وتبين أن كل الذين يرفعون علنا شعار الفصل هم أول مَن يستخدمون، سرا، كرة القدم كلعبة سياسية.. وأرجو ألا نبقى هنا فى مصر ببغاوات نردد شعارات لم يعد يعرفها أو يحترمها العالم حولنا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية