الخطاب الرسمى الذى أرسلته، أمس الأول، ناديا أروب دودى، وزيرة الثقافة والشباب والرياضة بحكومة جنوب السودان، لحاتم باشات، النائب البرلمانى، باعتباره رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان، خطاب مهم للغاية فى معناه ودلالته وما وراء مفرداته.. فحاتم باشات من أكثر الناس دعماً وتشجيعاً واهتماماً برحلة الأهلى لجنوب السودان..
فهو يعرف أكثر من غيره قيمة ومعنى هذه الزيارة التى سيقوم بها الأهلى فى شهر سبتمبر المقبل ليلعب هناك فى العاصمة جوبا مباراة ودية أمام منتخب جنوب السودان.. يعرف حاتم باشات ذلك بصفاته الثلاث.. كرجل مخابرات يعرف الأسلوب الأفضل والأرقى للتعامل مع أفريقيا واستعادتها من جديد لدوائر الود والتعاون والشراكة المصرية..
وكنائب برلمانى عن حزب المصريين الأحرار يدرك أن دور أى نائب ورسالته الحقيقية تحت القبة لا تقتصر على تقديم استجوابات وطرح الأسئلة فقط وصراخ وانفعال حقيقى أو استعراض سياسى وإعلامى زائف.. وهو أخيراً كنائب لرئيس نادى هليوبوليس يدرك تماماً قيمة الرياضة وضرورتها السياسية والاستراتيجية والإنسانية أيضاً.. واستحق عن كل ذلك هذا الخطاب الذى أقصده وكانت صاحبته هى وزيرة الثقافة والشباب والرياضة فى جنوب السودان.. المرأة القوية التى سبق اختيارها لمنصبها الوزارى أكثر من مرة دون أن يعترض عليها البرلمان هناك مثلما اعترض ورفض كثيراً من الوزراء غيرها.. وهى أيضاً المسؤولة رفيعة المستوى التى تحترم مصر وتحبها أيضاً.. فقد سبق أن وقفت أمام إعلام بلادها الشهر الماضى وأطالت حديثها عن مصر وأفاضت فى شكرها لكل ما تقوم به القاهرة من أجل جنوب السودان فى كل المجالات.. وفى هذه الرسالة الأخيرة تحدثت ناديا دودى عن فرحتها بزيارة النادى الأهلى وبالدعوة الرسمية التى تسلمها النادى من أنتونى كون، سفير جنوب السودان فى القاهرة.. وقد سبق أن التقى أنتونى كون وحاتم باشات وأشرف عكاشة، قنصل مصر فى جنوب السودان، مع محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، لمناقشة تفاصيل الرحلة..
ولم ينتظر محمود طاهر أو يسمح لضيوفه بالحديث الطويل عن أهمية هذه الرحلة والمباراة بكل دلالاتها للعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مصر وجنوب السودان، فمحمود طاهر يدرك كل ذلك ويدرك أيضاً أن الأهلى بحجم شعبيته هناك قادر على تجسيد كل مشاعر الود والاحترام المتبادل بين الدولتين.. وإذا كانت ناديا قد أرسلت صورة من رسالتها لوزير خارجية جنوب السودان، دينك ألور، فإننى أتمنى رداً على رسالتها من السفير أسامة المجدوب، مساعد وزير الخارجية المصرية لدول الجوار.. وأن تشارك وزارة الخارجية بقيادة سامح شكرى فى ترتيبات رحلة الأهلى لجنوب السودان مع وزارات الشباب والرياضة والرى والتضامن الاجتماعى وبدعم سياسى كامل من البرلمان المصرى..
فأنا أتمنى أن نلتفت جدياً للرياضة وضرورة استغلالها دبلوماسياً وسياسياً بعيداً عن كل الشعارات الزائفة وقدرتنا القديمة والدائمة على تسطيح وإفساد كل شىء..
وبعيداً عن المبالغات أيضاً، فالرياضة لن تحل أى مشكلة سياسية أو دبلوماسية، لكنها ممكن جداً أن تكون البداية والمقدمة التى معها يذوب الجليد وتختفى الأشواك ليبدأ الحوار الجاد والحقيقى.