أعلن خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، التشكيل الجديد لاتحاد الإعاقات الذهنية.. وأنا أشكره على اهتمامه ورعايته بهؤلاء المعاقين ذهنيا والاتحاد الذى يدير ويشرف ويحارب من أجل حقوقهم فى اللعب وفرحته وبهجته وضرورته أيضا.. ففى وسط غابات الأشواك والشكوك والكراهية والخوف والقبح التى باتت تحاصرنا من كل الجهات طول الوقت وتكاد تتسلل حتى تحت جلودنا وخلف أسوار عقولنا وقلوبنا.. تبقى فرحة وألعاب هؤلاء المعذبين والضحايا أمراً شديد الضرورة يلفت انتباهنا إلى أننا لانزال بشرا لهم مشاعر وأحاسيس.. فنحن نحتاج إلى هذا التنبيه طول الوقت حتى لا ننسى.. وإذا كانت الشركات الكبرى ومؤسساتنا الحقيقية انتبهت لذلك فباتت تنفق أموال دعايتها لتقديم أغانٍ وصور جماعية تفيض بالمشاعر والإنسانية والحنين لأيام مضت ووجوه ارتبطت بصفاء ليالينا القديمة.. فإن كل أنشطة هذا الاتحاد مفترض أن تكون تحت هذا الإطار وبنفس هذا الهدف النبيل الداعى للمحافظة على ما تبقى من مشاعرنا وإنسانيتنا.. وأنا أثق فى أن هذا الاتحاد بتشكيله الجديد قادر على ذلك، والأهم أن كل أعضائه يؤمنون بذلك.. صداقتى الشخصية من معظمهم تمنحنى هذه الثقة وتمنحنى الفرحة أيضا بجلوسهم على مقاعدهم لإدارة ألعاب هؤلاء الذين لهم حقوق كثيرة منسية وغائبة.. فالتشكيل الحالى يضم وجوها كانت فى الاتحاد السابق الذى انتهت مدته وحاربوا وتعبوا كثيرا وطويلا من أجل تأسيس هذا الاتحاد، بقيادة المرأة القوية والعنيدة أمل مبدى.. ويضم الآن وجوها جديدة ستضيف الكثير جدا لهذا الاتحاد ولكل هؤلاء الصغار الذين يرعى الاتحاد شؤونهم ومخاوفهم ووحدتهم وأوجاعهم.. أشرف محمود نائبا للرئيس.. عمرو أبوفريخة وأمانى ضرغام وسماح عمار ورنا محمد نبيل عبدالفتاح ومحمود عصام الدين متولى وهبة وألفت محمد مصطفى سالم ومحمود محمد عبدالحليم..
وهؤلاء هم الذين سيديرون هذا الاتحاد المؤقت لمدة سنة.. وإن جاز لى بعد التهنئة أن أقدم لهم نصيحة مخلصة من جورنالجى يتمنى بالفعل نجاحهم وعلى استعداد للسير معهم فى كل وأى طريق من أجل إتمام مهمتهم شديدة النبل والرقى.. فإننى أقول لهم إن نشاطهم ليس مسابقات ودورات وبطولات، سواء محلية أو إقليمية.. نجاحهم ليس أن تفوز مصر ببطولة أو كأس وميدالية..
لكن مهمتهم الأولى تبقى الوصول لكل أطفال مصر الذين لا يعيشون ظروفا عادية وطبيعية مثل باقى الأطفال.. وهؤلاء ليسوا فقط فى المدارس الخاصة أو الأندية الكبرى فى القاهرة.. حيث معظم هؤلاء يعيشون بعيداً عن القاهرة المرفهة إعلامياً ورياضياً.. وعلى أعضاء الاتحاد الوصول لكل هؤلاء الأطفال فى أماكنهم ومدنهم وحتى قراهم أيضا.. فالاتحاد لابد أن يحارب سياسيا واجتماعيا وإعلاميا من أجل حقوق هؤلاء الأطفال.. وفى التشكيل الجديد وجوه وقامات تستطيع بخبراتها وعلاقاتها ووظائفها أن توفر كل الجهود وتخلق ألف فرصة من أجل فرحة هؤلاء الأطفال.. وأعرف، وهم أيضا يعرفون، أننا فى بلد لم يعد فيه من يصفق لمن يقوم بأى خطوة طيبة.. لكننى أعرف أيضا أنهم لا ينتظرون التصفيق أو الشكر من أى أحد.