x

نيوتن هم ليسوا المرض نيوتن الأحد 19-06-2016 21:19


إنهم عرض المرض. المرض الأصلى هو الطلب على هؤلاء. الطلب على الشتامين والرداحين. الطلب على أراذل الناس. فنجعل منهم نجوماً فى المجتمع. لا يدركون أنهم مفضوحون. مكشوفون. الجميع يحتقرهم. لا يصدقهم أحد. حتى أسيادهم الذين يحركونهم كالدُّمى لا يحترمونهم. يشبهونهم تماماً. الحقيقة أن الاحتقار الخفى بينهما متبادل. لكل ندل نعرفه له مشابه يقابله فى دائرة السلطة. لا نعرفه. متطابقان فى الأخلاق. فى الدناءة. فى السعى للنيل من الشرفاء وتشويه صورتهم. عملهم جبان. وبضاعتهم فاسدة. تنتعش وتنحسر. لكنها لا تموت. فالطلب عليهم يتزايد هذه الأيام.

بعض أصحاب النفوذ. هم فى الأصل ضعاف النفوس. يجدون فى هؤلاء صدى صوتهم. وكلابهم التى تعوى. أندال أكلوا على كل الموائد. حتى مع الرجل الذى حكم عاماً واحداً. ولم يكن هناك مبرر للاحتفال به. على النحو الذى قاموا به. هذا رجل الأعمال وقف إلى جوار الرئيس الذى يحاكم حالياً بتهمة الخيانة يتلقى العزاء فى وفاة شقيقته. وهذا صحفى ونائب برلمانى، وذاك رئيس تحرير، وقفوا فى سعادة بالغة يلتقطون الصور التذكارية مع نفس الرئيس. اليوم يلعبون نفس الأدوار.

لهم مسميات عدة. لا يخلو منهم عصر. كتب عنهم الكثير. أفضل مَنْ وصفهم كان الجبرتى فى يومياته. كان صاحب الجاه أو الوالى يسير فى شوارع القاهرة القديمة حوله جوقة كما سماهم الجبرتى من أراذل الناس. ثيابهم غالية الثمن. إنما أخلاقهم غير ذلك. يهللون للسلطان. يضربون أى أحد يقف فى طريقه مهما كانت منزلته أو مكانته بين الناس.

الآن نراهم يتلمزون على شاشات الفضائيات. يحيطون أنفسهم بكثير من الألقاب. مقدم برامج. كاتب صحفى. نائب برلمانى. مستشار وزير. أخطر وأغرب لقب هو مفكر. وكأن باقى العالم عاطل عن التفكير. فى هذا العصر لهم أسماء عديدة أيضاً. يحاولون تقديم أنفسهم بها.

نحن أيضاً نطلق عليهم أسماء مبررة بالنسبة لنا. كالمنافقين. المبرراتية. الهتيفة. رأيناهم فى عهد عبدالناصر. صوَّرهم نجيب محفوظ فى روايته الشهيرة «الكرنك» أفضل تصوير. رأيناهم أيضاً فى عهد السادات. كان لهم دورهم فى انتقاد المعارضة. ملاحقة رجالها الشرفاء بألسنتهم الطويلة. لم يختفوا فى عهد مبارك. تغيَّرت وجوههم فحسب. استمرت الظاهرة الآن فى عهد السيسى. يطفون على السطح بقوة. جوقة، أفضل تسميتهم كذلك كما كان يسميهم الجبرتى. فهم بالفعل يرتدون ثياباً غالية الثمن. يركبون سيارات فارهة. تتقلدهم مناصب، ولا يتقلدونها. لكنهم من أراذل الناس فعلاً.

ألسنتهم الطويلة تنال أى شريف. أى عالم. أى كاتب محترم. أى رجل أعمال وطنى. أى سياسى مخلص. لا يتركون أحداً. قد تكون التهمة أنه منتج. قد تكون التهمة أنه ناجح. يقولونها ابتزازاً. كما هى طريقة حمدى الفخرانى. نجح فى إعادة بعض ممتلكات القطاع العام على حساب سمعة الاقتصاد المصرى. وتفاقم خسائره. يحاولون أن يصوروا للحاكم أنهم المدافعون عنه. المخلصون له. وهم غير ذلك بكل تأكيد. لأنهم نافقوا كل حاكم من قبل. وسينافقون كل حاكم من بعد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية