x

محمد أمين فتوى حديث البطيخ! محمد أمين السبت 18-06-2016 22:51


ليس كل كلام منسوب إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، حديثاً يروى من السيرة النبوية.. حديث البطيخ مثلاً آخر الأحاديث المكذوبة المنسوبة للرسول الكريم.. السؤال: هل كان البطيخ موجوداً على زمن النبى أصلاً؟.. وهل يصحُّ الافتراء عليه فى هذه النواحى؟.. وهل كان الرسول طبيباً وعالماً وخبيراً استراتيجياً، يعرف فوائد البطيخ والفواكه، وأصول الحرب؟.. لماذا نريد أن نلصق بالنبى، ما ليس له به علم؟!

من المعروف أن السيرة النبوية حفلت بإسرائيليات كثيرة، كما أن هناك أحاديث موضوعة لا حصر لها.. وأصدق السنة النبوية ما رواه الشيخان البخارى ومسلم، وأظن أن حديث البطيخ لم يرد عن النبى الكريم، وقد قالت دار الإفتاء ذلك، وقالت إنه حديث منسوب، وقد تدخلت لتحسم الجدل واللغط حول حديث البطيخ.. وقالت إن ما ورد لم يصح عن النبى، وبالتالى فهو من الأكاذيب.. قولاً واحداً «حديث موضوع»!

وأتساءل: هل استندت دار الإفتاء إلى العلم لنفى الحديث؟.. هل النفى راجع لعدم وجود بطيخ فى هذا الزمان؟.. أم أنها رجعت إلى كتب السيرة لتنفى الحديث، بغض النظر عن وجود البطيخ أصلاً؟.. هل ثبت أن البطيخ ليست له الفوائد التى ذكرها الحديث المكذوب؟.. بمعنى أنه لا يفيد الحامل ولا يغسل المثانة، ولا يُكثر ماء الظهر، ولا يقطع البرودة.. هل النفى لأسباب علمية أم لأسباب تتعلق بوجود البطيخ ذاته؟!

هل يصحُّ فى مثل هذه الأحاديث أن تخرج المؤسسة الدينية لتقول «لا أساس له من الصحة» على طريقة المتحدثين الرسميين للوزارات؟.. أم كان ينبغى عليها أن تقدم دليلاً مادياً، سواء يتعلق بالبطيخ نفسه، أو تقول إنه غير موجود فى كتب الثقات؟.. هل يكفى أن تقول دار الإفتاء إنه «من الأخطاء الشائعة على الفيس بوك»؟.. أم كان عليها أن تقدم معلومة من أى نوع، أو حتى تحيله إلى لجنة فنية او علمية؟!

أغلب الظن أن دار الإفتاء تصرفت كما يتصرف عوام الناس.. فأنا مثلاً رفضت الادعاء بأهمية البطيخ للمرأة الحامل.. خصوصاً قولهم إنها لو أكلته سيكون مولودها حسن الوجه والخلق.. وهو شىء غير متصور، ولو كان على سبيل التشجيع على أكل البطيخ.. ما كانش حد غلب، فالذين يأكلون البطيخ فى كل الأوقات لا تنطبق عليهم أوصاف الملاحة وحسن الوجه، فهل رفضته دار الإفتاء لأنه غير منطقى فقط؟!

على أى حال دار الإفتاء تُسأل عن فتواها.. وبغض النظر عن صحة الحديث وعدم صحته، هناك فوائد للبطيخ فعلاً.. لكن ليس شرطاً أن يكون حديثاً نبوياً.. هو كلام مكذوب، وإن كان شكله من الحديث.. يقول واضعه: «عليكم بالبطيخ، فإن فيه عشر خصال: هو طعام، وشراب، وأشنان، وريحان، ويغسل المثانة، ويغسل البطن، ويكثر ماء الظهر، ويُنقى البشرة».. وربما يكون مقبولاً طبياً، لكنه ليس حديثاً شريفاً!

ليست هذه أول أكذوبة.. على مدى التاريخ، حاول البعض كتابة نصوص تُشبه القرآن، وفشلوا، وحاولوا نسبة أحاديث للرسول، وانكشفوا.. السؤال الأهم: لماذا نريد تحويل القرآن والسنة، إلى كتب علمية لا دينية؟.. ولماذا نريد أن نجعل النبى طبيباً وخبيراً استراتيجياً، مع أنه قال أنتم أعلم بأمور دنياكم؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية