صادرات مصر الآن 22 مليار دولار سنوياً، ووارداتنا حوالى 70 مليار دولار. وبالتالى العجز فى الميزان التجارى (الفرق بين الصادرات والواردات) وصل إلى 48 مليار دولار، ويؤدى إلى ضغط على تواجد الدولار، وبالتالى إلى تدهور الجنيه.
السؤال: ما هو حجم الصادرات الذى يجب أن تصل إليه صادراتنا لكى تتعادل مع الواردات؟
اختر إجابة من الثلاثة:
- 70 مليار دولار سنويا
- أعلى من 70 مليار دولار سنويا
- أقل من 70 مليار دولار سنويا
الحقيقة الصادمة أننا يجب أن نحقق صادرات حوالى 150 مليار دولار سنوياً لكى تتعادل الصادرات مع الواردات. فكر لمدة ثانية. إذا أرادت شركة سامسونج مثلا تصدير تليفزيونات من مصر بقيمة 100 مليون دولار، فإن نسبة 70% من تكلفة المنتج يتم استيراد مكونات به من خارج مصر، أى تستورد سامسونج بـ70 مليون دولار لتصدر بـ100 مليون دولار، والصافى هو 30 مليون دولار فقط. لذلك لن نحل أزمة الميزان التجارى فى يوم وليلة. فهذه تحتاج إلى جهد وعمل شاق جدا.
نفس الشىء فريقنا القومى للكرة، فمنتهى أملنا جميعا هو أن يصل المنتخب إلى كأس العالم. ولكن ما هو الجهد المطلوب والخطة المطلوبة لكى ينافس منتخب كرة القدم المصرى على المراكز الثلاثة الأولى فى أى كأس عالم قادمة؟ لكى نكون دولة عظمى فى كرة القدم وننافس على كأس العالم، فذلك يتطلب نوعاً آخر تماماً من الخطط والمجهود، وغالباً اللاعبين الذين نلعب بهم الآن.
هل يوجد طريق آخر لتقدم مصر اقتصاديا بدون زيادة الصادرات؟ لا وألف لا. سبق وذكرت أن الطرق والكهرباء أساس لا غنى عنه، مثل حارس المرمى وخط الدفاع فى فريق كرة القدم، ولكن بدون خط الهجوم لن نحرز أهدافا وسنخرج من التصفيات.
إذا نظرنا إلى كيف يمكن أن ننمى الصادرات سنجد أن الطريق الوحيد هو زيادة الصناعة.
بدون دخول فى التفاصيل، مصر تجهز 1-2 مليون متر مربع سنوياً من الأراضى الصناعية، بينما نحن نحتاج إلى 50-60 مليون متر مربع سنوياً جاهزة بالمرافق والخدمات الواصلة إليها والحوافز لدعم التصدير. ماذا لو لم نفعل ذلك؟ النتيجة: لن نستطيع زيادة الصناعة، وبالتالى لن ننجح فى زيادة الصادرات، وبالتالى لن نقضى على مشكلة الدولار.
قوى الشر تتربص بمصر وتريد الوقيعة لها، ولكن لماذا نعطيهم الفرصة وجزءا كبيرا من الحل بأيدينا؟
السياحة أساسية لمصر، ولكنها تحقق الآن 7 مليارات دولار، وفى أزهى عصورها كانت تحقق 14 مليار دولار سنوياً. بينما نحن نحتاج أكثر من ذلك بكثير. إذاً لماذا نصمم على التوكل على السياحة، بالرغم من أن طريق الصناعة يمكن أن يحقق المعجزات لمصر؟ طريق الصناعة صعب ويحتاج إلى مجهود كبير وتغيير كبير فى الفكر العقيم، ولكنه الطريق الوحيد لتقدمنا. أرجوكم لا تنتظروا المغرب وفيتنام كى يطورا صناعاتهما وصادراتهما ويعطيانا بعد ذلك دروساً فى الاقتصاد. يكفينا اليابان وكوريا وماليزيا والصين وتركيا وتقدمها فى الصناعة، ويكفينا مناطق اللوجيستيات العالمية فى سنغافورة ودبى التى طورت أمماً. الإمارات تصدر الآن بـ 370 مليار دولار، بينما مصر قابعة فى الـ 22 مليار دولار سنوياً.
نحن كمصريين نحزن عندما نرى الدول الأخرى تقدمت بينما الحل بأيدينا ولا نريد تنفيذه.
نحن لا نريد أن نتفوق فقط فى عمل أحلى كنافة وأحسن بسبوسة، ولكن نريد أن نكون أيضاً أكبر مركز فى المنطقة فى الصناعة والصادرات. والطريق واضح. فقط علينا أن نبدأ.. رمضان كريم.