x

صلاح الغزالي حرب إلى الرئيس السيسي.. صلاح الغزالي حرب الجمعة 10-06-2016 21:41


بداية، أود التأكيد على ما سبق أن قلته فى مقالات عديدة بأن الرئيس السيسى هو أنسب الرجال لهذه المرحلة الدقيقة فى تاريخ مصر، ويكفيه فخراً أنه استجاب لمطالب الملايين من المصريين بالتخلص من حكم جماعة الإرهاب والخراب.. واليوم ونحن فى الأيام الأولى من العامين الباقيين من ولايته الأولى، أتوجه إليه بما أشعر بأنه يستحق الاهتمام والرعاية.

أولاً: اختيار القيادات

ثبت بالقطع فى الفترة السابقة أن معايير اختيار المسؤولين التنفيذيين ليست سليمة، وأن تقارير الأمن كان لها دور كبير فى كثير من هذه الاختيارات، وهذا هو أسوأ ما يمكن أن تواجهه أُمّة تريد أن تنهض، لذلك فإننى أطالب مجلس النواب- بحكم مسؤولياته الدستورية- أن يضع تصوراً لمعايير الاختيار، تعتمد أساساً على عناصر الكفاءة والخبرة والقدرة والوطنية والسن المناسبة، ويمكن فى هذا الإطار إعادة فكرة بنك الكفاءات إلى النور، بحيث يكون فى متناول يد متخذى القرار أسماء الكفاءات المتميزة فى كل المجالات.

وأتصور يا سيادة الرئيس أننا فى مفترق الطرق، ولا نملك رفاهية الاختبار، فإما أن يكون المسؤول على قدر المهمة وإما أن يرحل.. كما أطالب بأن تكون لرئيس الحكومة خطة واضحة المعالم، وسياسة يعتمدها مجلس النواب ويحاسب عليها الوزراء.. لا تتغير بتغيّر الأشخاص.

ثانياً: توسيع دائرة المشاركة فى القرار

قوة مصر فى أبنائها، حيث تمتلك الكثير من الكفاءات فى الداخل والخارج، وهم على أتم الاستعداد لتحمل مسؤولية مصر الجديدة، ولذلك لا أتصور إطلاقاً أن نتحدث عن مشروعات عملاقة تتكلف الملايين بغير مشاركة واضحة ومعلنة من المتخصصين الوطنيين.. وأضرب لذلك مثالين: الأول خاص بزراعة المليون ونصف المليون الفدان.. وهو مشروع طموح لا يقبل الجدل ولكنه من المشروعات التى إذا أُحسن إعدادها وتنفيذها، طبقاً لمعايير المكسب والخسارة، والعائد الاقتصادى، وخلق فرص العمل، فإنها سوف تعود بالخير العميم على جموع المصريين، ولكن إن حدث العكس فسوف يكون ذلك وبالاً على الأجيال القادمة.. وأتذكر فى هذا المقام أحاديثى مع الخبير المصرى القدير، والوطنى حتى النخاع، د. محمود عمارة، الذى أكد فى أكثر من مناسبة تحفظاته الفنية والاقتصادية على طريقة التنفيذ، ولكن يبدو أن صوته لم يجد صدى على أرض الواقع فآثر الانسحاب.. إننى موقن بأنه لا أحد من البشر يمتلك الحقيقة المطلقة، ولكن التشاور والشفافية وإشراك المتخصصين هى الضمانات الوحيدة للنجاح.

والمثال الثانى هو العاصمة الإدارية الجديدة، وأنا من أنصارها، ولكنى ملزم بالاستماع إلى الرأى الآخر الصادر من كفاءات مصرية نزيهة، حتى تظهر إلى الوجود، إن شاء الله، بأعلى درجة من الإتقان والتميّز.

ثالثاً: التعليم والصحة

أعلم يقيناً أن تطوير التعليم سوف يأخذ وقتاً طويلاً نسبياً، ولكنى لا ألمس اتجاهاً واحداً نسير عليه جميعاً للوصول إلى المستوى اللائق بمصر الجديدة.. ففى الوقت الذى يبذل فيه المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى، برئاسة د. طارق شوقى، جهوداً حثيثة لوضع التعليم على بداية الطريق، نجد بعد مرور أكثر من عام على إنشاء المجلس أن المسؤول التنفيذى عن التعليم ومن معه فى واد آخر.. لذلك من المحتم الآن، وليس غداً، أن نضع النقاط على الحروف، بالدعوة إلى عقد مؤتمر قومى تحت رعاية المجلس التخصصى، ليس لإجراء دراسات ولكن لنضع تصورًا لخطوات محددة للنهوض بالعملية التعليمية، يلمسها المواطن المصرى فى كل أنحاء مصر.. ومهما كانت قاسية، فلا أتصور إطلاقاً أن تستمر مجانية التعليم الجامعى بغير شروط، بل هى واجبة فقط للمجتهدين والنابهين، كما لا أتصور أن يستمر هذا الكرنفال غير المسبوق فى أنواع التعليم قبل الجامعى فى مصر، من خاص وحكومى ودولى وتجريبى، ولا أن تستمر هذه المهزلة السنوية المسماة الثانوية العامة، وغيرها الكثير.

ونفس الأمر ينطبق على الصحة التى تحتاج إلى مجلس تخصصى تابع لرئاسة الدولة لوضع تصور شامل للنهوض بالصحة، مع إلغاء هذه المهزلة المسماة العلاج على نفقة الدولة، والتى يجب أن تُوجّه أموالها للصرف على المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية.

سيدى الرئيس..

لقد قدمت، ولاتزال تقدم، الكثير من الجهد والعرق والوقت من أجل الإسراع بإقامة مصر الجديدة فى العامين السابقين، خاصة فى مجال تحجيم الإرهاب وتوفير الأمان، والآن نريد مشاركة أوسع من كل الكفاءات المصرية فى جميع المجالات، فالحِمْل جد ثقيل وخطير، وبناء الأوطان يحتاج إلى سواعد كل أبنائها، كما يحتاج إلى العلم وخبرات السابقين. ونحن معك.. والله معنا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية