قلت لهم، وكذلك قلت لشخصية مهمة فى الدولة: لو أن مستوى 50 نائبًا فى مجلس النواب مثل هؤلاء لتغيرت الصورة الذهنية لمجلس النواب على الفور. قلت لهم: استفدت كثيراً من معلوماتكم القيمة، رغم حالة الجدل بيننا حول «الحريات» وأوضاع المنظمات.
المجموعة التى أقصدها كانت تضم السفير محمد العرابى، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وزير الخارجية الأسبق، والدبلوماسى السابق كريم درويش، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ومحمود محيى الدين، أمين سر لجنة حقوق الإنسان فى «النواب»، الذين يزورون برلين حاليًا بتنسيق ودعوة من الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، والتى شملت لقاءات وزيارات مهمة للبرلمان «البوندستاج» ووزارة الخارجية وحوارات مفتوحة مع قيادات حزبى CSU – حزب المستشارة أنجيلا ميركل – وكذلك قيادات حزب SPD وعدد من المسؤولين فى الخارجية.
كما شارك الجميع فى «اللقاء الفكرى» للجامعة الألمانية والذى أداره الدكتور أشرف منصور، والسفيرة نهاد ذكرى، وعُقد بمكتب الجامعة فى العاصمة برلين وسوف أكتب عنه لاحقًا. أعود للنواب الثلاثة، الذين شاركتهم لقاءاتهم التى أشرت إليها، وكان عنوانها الرئيسى هو شرح الاستحقاقات الحادثة فى مصر حاليًا مع تشكيل البرلمان واستقرار الأوضاع- إلى حد كبير- مع مرور عامين على رئاسة الرئيس السيسى.
وكان لأزمة منظمات حقوق الإنسان مع الحكومة، خاصة أزمة المنظمتين الألمانيتين، أصداء واسعة فى كل اللقاءات، ولكن الوفد قدم رؤيته من أن القانون الجديد للمنظمات سيعالج كثيراً من السلبيات الموجودة على الساحة، وأنه سيتضمن ضوابط جديدة تضاهى ما هو معمول به فى الدول الكبرى.
وشرح الوفد طبيعة أداء بعض المنظمات وكيف تميز بالعشوائية وأنها أضرت بالأمن القومى.
اللقاءات ركزت أيضًا على «محاربة الإرهاب، ولماذا لا تساهم ألمانيا بشكل عملى وتقنى فى مساعدة مصر فى تأمين حدودها، خاصة أن الأوضاع فى ليبيا خطرة، وبرلين مهتمة بضبط الأمور هناك، كما أن برلين من الممكن أن تساعد فى ضبط حدودنا الشرقية. وأعود لما بدأت به وهو رؤيتى لأداء النواب الثلاثة. الوزير محمد العرابى عمل سفيراً لمصر فى برلين لمدة 7 سنوات متصلة فى نهايات عهد مبارك، ولديه علاقات جيدة ودافئة هنا للغاية، وقد استغلتها القيادة السياسية العليا أفضل استغلال للتحضير لزيارة الرئيس السيسى الأخيرة والناجحة للعاصمة برلين. الجميع هنا، ابتداءً من طاقم السفارة وانتهاء بأروقة الخارجية والبرلمان والسفراء السابقين لألمانيا فى القاهرة، يقرون بما قدمه الرجل للعلاقات بين ألمانيا ومصر. السفير النشيط والمثقف بدر عبدالعاطى، المتحدث السابق لوزارة الخارجية، يعترف بقدر «العرابى». أما كريم درويش، وهو نائب معين، فاكتشفت هنا فقط أنه نجل الدكتور عبدالكريم درويش، رئيس اللجنة الأوليمبية الأسبق، ورئيس أكاديمية الشرطة الأسبق، أما والدته فهى الدكتورة ليلى تكلا. واستأذنت «كريم» فى أن أنقل عنه مقولة قالها خلال أحد اللقاءات فى «البوندستاج»، حيث أشار إلى التسامح الموجود عند المصريين، وأنه نائب معين، وأن والدته كانت عضوة معينة أيضًا فى مجلس الشعب كأحد الوجوه القبطية البارزة. أما كريم فبدأ حياته فى «الخارجية» وقدم استقالته للعمل استشاريًا لعدد من المشروعات، لكن شدتنى إليه فى مطار برلين لغته «الألمانية الراقية» والتى أعرف القليل منها، كان يتحدث بلكنة الألمان، ولم أكن قد تعرفت عليه بعد، لأكتشف بعد ذلك أنه دارس فى المدرسة الألمانية ولديه خبرة سياسية واسعة.
أما محمود محيى الدين فهو ضابط سابق بالقوات المسلحة، عمل فى مناطق حيوية وحساسة وساخنة، وقدم الكثير من الخدمات للأمن القومى، فى الداخل والخارج، وهو عميق فى طرحه لقضايا حقوق الإنسان، أى أنه متفهم لطبيعة لجنته وتخصصها «حقوق الإنسان»، وهو متعمق أيضًا بطبيعة تكوينه وتخصصه فى قضايا الأمن القومى وخطورة التحديات التى تواجه مصر.