x

أسامة غريب عن الشرف المطاط أسامة غريب الجمعة 27-05-2016 21:09


مصر تتحدث الآن عن سيدة قبطية فى إحدى قرى أبوقرقاص بالمنيا، جرى تجريدها من ملابسها وتجريسها من العوام، على خلفية علاقة بين نجل السيدة وامرأة مسلمة جارة لهم.

ليس هذا أول حريق يشتعل بسبب مسائل عاطفية يكون طرفاها مسلمة ومسيحيا أو العكس، ودائماً ما يكون الانتقام هو رد الفعل المباشر على اكتشاف العلاقة، وهذا الانتقام لا تشارك فيه الأسرة المعنية فقط، لكن غالباً تندفع إليه جحافل من المواطنين الذين لا يخصهم الموضوع لكن يشعرون بجرح من العلاقة الآثمة بسبب أن طرفها الثانى على غير دينهم!.

يدفعنا هذا إلى سؤال ضرورى هو: القوم الغاضبون لأن ابنتهم أقامت علاقة بمسيحى.. هل كانوا يشعرون بالرضا لو أن العلاقة الآثمة كانت مع مسلم؟.. هذا السؤال طرحته على الأصدقاء بالفيسبوك فجاءتنى حزمة من الإجابات، منها تعليق لفت انتباهى للكاتب الشاب محمد عبدالناصر قال فيه: ما معنى العلاقة غير الشرعية أصلاً؟.. هى العلاقة التى تهدد باختلاط الأنساب.. وما المشكلة فى اختلاط الأنساب؟..لا مشكلة فى اختلاط الأنساب الثرية، لكن المقصود هو عدم اختلاط الأنساب النبيلة المتفوقة الغنية مع الأنساب الفقيرة الوضيعة التى تعمل تحتها.. حتى لا يكون نداء الطبيعة بالتناسل مدخلاً من مداخل إلغاء التفاوت الطبقى، لا سمح الله!، وتضمن العلاقة الشرعية الحافظة للأنساب بهذا المعنى قدرة كل عائلة على السيطرة لأجيال متعددة على مركزها الطبقى واحتكارها لما تملكه من ثروة بالسيطرة على تناسل أفرادها مع المتكافئين معها مادياً وطبقياً فقط.. أو الذين لديهم قدرة مادية على دفع المينى مام تشارج لمهور هذه الطبقة أو العائلة، وحبذا لو كانوا من نفس الأسرة كأولاد عمومة مثلاً. وغير مطلوب بالطبع أن يصبح المسيحيون فى درجة مادية واحدة مع المسلمين.. هؤلاء سلالة أخرى يجب أن تُنهب ممتلكاتها وتُحرق محال الصاغة التى يمتلكونها، وأن تتم تنحيتهم عن المناصب المهمة والعمل بكل الوسائل الممكنة على إفقارهم وإذلالهم.. وعندما يقدم مغامر مسيحى على ما من شأنه خلط الأنساب، فهو يسبح ضد تيار النظام الاجتماعى كله ويجب قتله. المساكين من أبناء الطبقات المتوسطة العادية لا يفهمون هذه التفاصيل ويصدقون رجال الدين فى أن دوافع كل ما يحدث هى لله.. هى لله، لا للمنصب ولا للجاه!.

كاتب التعليق السابق يرى أن الموضوع هو المال والنفوذ، أما الدين فهو التكأة التى يستطيعون القتل باسمها لمنع اختلاط نَسَب الأغنياء بالفقراء، وهو قول يفتح الباب لرؤية جديدة وإن كان يعترضه وجود عائلات مسيحية ثرية فى الريف لن ترحب بمصاهرة أثرياء المسلمين!، هذا فضلاً عن أن جُل سكان الريف المصرى قبلى وبحرى هم من الفقراء بمسلميهم ومسيحييهم لكنهم يمارسون الاستعلاء على بعضهم البعض بمن يحوز زلعة مش أكبر!.. لكن المثال السابق ربما يستدعى مسائل النخاسة فى الزواج وبيع القاصرات من قِبل عائلات لا يطرف لها جفن وهى تمارس القوادة والدعارة بما يرضى الله مع عواجيز خليجيين!، كما يستدعى أيضاً القصة الكاريكاتورية عن قومٍ همّوا بافتراس رجل ثرى تعدى على ابنتهم، فما كان منه إلا أن وعدهم بأن ثروته ستكون لهم لو ثبت أن الفتاة قد حملت منه، وعند الطبيب علموا بأن البنت ليست حاملاً، فعادوا إلى الرجل طالبين أن يجرب مرة أخرى!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية