x

سمير فريد لجنة تحكيم عادلة لم تظلم أحداً سمير فريد الإثنين 23-05-2016 21:27


أعلنت جوائز الدورة 69 من مهرجان كان، أكبر مهرجانات السينما الدولية فى العالم. فاز الفيلم البريطانى «أنا دانييل بليك»، إخراج كين لوش، بالسعفة الذهبية عن جدارة، وعرض فى حفل الختام فى قاعة لوميير الكبرى، ونقل الحفل وعرض الفيلم فى نفس الوقت فى قاعة ديبوسى للصحفيين والنقاد، فى تقليد جديد يحدث لأول مرة.

تقاسم جائزة أحسن إخراج كرستيان مونجيو عن الفيلم الرومانى «بكالوريا»، وأوليفييه آساياس عن الفيلم الفرنسى «المتسوق». وفاز بجائزة أحسن سيناريو أصغر فارهادى عن الفيلم الفرنسى الإيرانى «البائع» من إخراجه، وفاز نفس الفيلم الذى أضيف فى آخر لحظة عشية بدء المهرجان، وكان آخر فيلم عرض فى المسابقة بجائزة أحسن ممثل (شهاب الحسينى)، وكان الفيلم الوحيد الذى فاز بجائزتين. وفازت جاكلين جوسى بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى الفيلم الفلبينى «الأم روزا» إخراج بيرلانتى ميندوزا.

ربما يعتبر تقسيم جائزة الإخراج لمجرد فوز أحد الأفلام الفرنسية الخالصة، وقد بدا الضيق واضحاً على كرستيان مونجيو وهو يتسلم الجائزة، ومن المؤكد أن فوز فيلم فارهادى بجائزتين مبالغة فى تقدير الفيلم، وكان الممثل النمساوى بيتر سيمونشيك جديرا بالفوز بجائزة أحسن ممثل عن دوره فى الفيلم الألمانى «تونى إردمان»، إخراج مارين آدى، وكان الفيلم المفضل للنقاد، وفاز بجائزة الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية (فيبريسى). ولكن فى مسابقة خلت من التحف يمكن القول إن لجنة التحكيم التى رأسها جورج ميللر لم تظلم أحداً، وجاءت قراراتها عادلة إلى حد كبير.

وهكذا فازت بالجوائز السبعة 8 أفلام من الـ21 فيلماً التى تنافست عليها (5 أفلام من أوروبا 3 من فرنسا وفيلم من بريطانيا وفيلم من رومانيا، وفيلمان من أمريكا الشمالية من الولايات المتحدة، والفيلم الفلبينى من آسيا).

سعفة الأفلام القصيرة

وكما توقعنا فى رسالة أمس الأول يوم إعلان الجوائز، فاز الفيلم الإسبانى «رمز الزمن»، إخراج خوانخو جيمينيز، بالسعفة الذهبية لأحسن فيلم قصير، والذى يرقى إلى مرتبة «التحفة». وفاز الفيلم البرازيلى «الفتاة التى رقصت مع الشيطان»، إخراج جوا باولو ميراندا ماريا بشهادة تقدير من لجنة ناعومى كواسى من دون أى استحقاق.

وكان من اللافت أن جيمينيز عندما صعد على المسرح لاستلام الجائزة لم يسلم السعفة الذهبية، وإنما شهادة الجائزة فقط، فقال أين السعفة، هذه مجرد ورقة؟!.

الكاميرا الذهبية

وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول فى برنامج المهرجان والبرنامجين الموازيين (23 فيلماً)، وكان لها لجنة تحكيم خاصة، برئاسة المخرجة الفرنسية كاترين كورسينى، الفيلم الفرنسى «شؤون إلهية»، إخراج هدى بنيامين، الذى عرض فى «نصف شهر المخرجين».

هدى بنيامين مخرجة مغربية سبق أن أخرجت فيلمين قصيرين عامى 2008 و2011. وقد تحدثت طويلاً وهى تتسلم الجائزة على المسرح إلى درجة اضطر معها مقدم الحفل إلى مقاطعتها، وأطلقت «زغرودة» على الطريقة المغربية.

حفل الختام

على السجادة الحمراء قبل بدء الحفل، ومع نهايته، يلاحظ أن جميع صناع أفلام المسابقة الذين حضروا هم الذين فازوا دون غيرهم من المشتركين فى المسابقة!

وهذا يعنى أنهم على علم بفوزهم، ويؤكد ذلك أن البعض منهم أخرج من جيبه ورقة قرأ منها التعليق على فوزه. كما يعنى أن من يعلنون أنهم فوجئوا بالفوز يقومون بتمثيل مواقف مسرحية، ولكن ربما أخبرتهم إدارة المهرجان بالفوز من دون تحديد أى جائزة فاز بها كل منهم.

ولوحظ أيضاً أن مدير المهرجان، تيرى فيرمو، عندما استقبل أعضاء لجنة التحكيم على باب القاعة صافحهم جميعاً، وعندما امتدت يده إلى المنتجة الإيرانية عضو لجنة التحكيم ضمت يدها بمنطق «أسلم ولا أصافح»، حسب تقاليد الجمهورية الإسلامية بالنسبة إلى النساء. وتحدث كل من فارهادى والحسينى عند تسلم كل منهما جائزته بالفارسية.

وقدم السعفة الذهبية إلى كين لوش الممثل، والمخرج العالمى ميل جيبسون، وهو أسترالى، وقال قبل تسليم السعفة إن جورج ميللر، رئيس اللجنة، وهو أسترالى أيضاً، كان أول من قدمه كممثل للسينما فى فيلمه «ماد ماكس» منذ 40 سنة.

بيان ضد النظام العالمى

المخرج البريطانى كين لوش، الذى يتم الثمانين من عمره المديد إن شاء الله فى 17 من الشهر القادم، هو أكبر الذين اشتركوا فى المسابقة عمراً ومقاماً. وقد أخرج 20 فيلماً روائياً طويلاً منذ عام 1967، وكان فيلمه الفائز الـ21 الثالث عشر الذى يعرض فى مسابقة كان. وأصبح بعد فوزه السعفة سادس مخرج يفوز بها مرتين بعد أن فاز بها عام 2006 عن تحفته «الريح التى تهز الشعير»، بعد الأمريكى كوبولا، والسويدى أوجست، واليوغسلافى كوستوريتشا، والأخوين البلجيكيين داردينى.

يعبر لوش فى كل أفلامه عن رؤية يسارية إنسانية، وكذلك فى موافقه السياسية تجاه ما يحدث فى العالم. ويمكن اعتباره «نصير الفقراء» الأكبر فى السينما العالمية، وممثل الواقعية فى أعلى مستوياتها وأكثرها نضجاً. وقد أثبتت لجنة التحكيم بمنح فيلمه السعفة الذهبية موضوعيتها لأن رئيسها وأغلب أعضائها من السينمائيين لا يصنعون الأفلام الواقعية. ومن مواقف لوش التاريخية أنه يقود حملة مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية فى أوروبا.

وكما جاء فيلمه «أنا دانييل بليك» بيان سينمائى درامى ضد النظام العالمى الجديد القائم على العولمة و«الليبرالية الجديدة»، كانت كلمته بعد استلام الجائزة بيانا سياسيا مباشرا ضد ذلك النظام، واستشهد فيه بالأزمة فى اليونان، واختتمه قائلاً إن اليأس من التغيير بدأ ينتشر فى كل مكان، ولكن علينا ألا نفقد الأمل فى وجود عالم جديد. وقال بالفرنسية والإنجليزية «عالم جديد ممكن وضرورى».

الفائزون

الفائز بالجائزة الكبرى زافيير دولان أصغر من اشتركوا فى المسابقة عمراً (27 سنة)، وفاز عن فيلمه السادس منذ 2009، وكانت المرة الثالثة التى يشترك فيها فى المسابقة. وسبق فوزه بنفس الجائزة.

الفائز بأحسن إخراج كرستيان مونجيو هو الذى وضع رومانيا على خريطة السينما العالمية عندما فاز بالسعفة الذهبية عام 2007 عن فيلمه «أربعة شهور وثلاثة أسابيع ويومان». وقد ولد عام 1968، والفيلم الجديد الفائز «بكالوريا» فيلمه الخامس منذ 2002، وسبق فوزه بالجائزة الكبرى أيضاً.

وأوليفييه آساياس الذى تقاسم جائزة الإخراج مع مونجيو بفيلمه «المستوق»، ولد عام 1955، وهذا فيلمه الثالث عشر منذ 1986، وكان يشترك فى المسابقة للمرة الرابعة.

وأندريه أرنولد، التى فازت بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها «عسل أمريكى»، بريطانية ولدت عام 1961، وهذا فيلمها الرابع منذ 2006، وأول أفلامها الأمريكية المصورة فى أمريكا.

والفيلم الآسيوى الوحيد الفائز فى كان 2016 «الأم روزا»، والذى فاز بجائزة أحسن ممثلة، خامس فيلم يعرض فى مهرجان كان للمخرج بيرلانتى ميندوزا، الذى ولد عام 1960، وهذا فيلمه الثالث عشر منذ 2005. وهو من يضع الفلبين على خريطة السينما العالمية اليوم.

أما أصغر فارهادى فهو أهم من يمثل السينما الإيرانية فى مطلع القرن الجديد، كما كان كياروستاميو مخملباف فى نهاية القرن الماضى. وفيلمه من الإنتاج الفرنسى الإيرانى المشترك، ولكنه مصور بالكامل فى إيران. وقد ولد عام 1972، وهذا فيلمه السابع منذ 2003، والذى فاز بجائزتى أحسن سيناريو وأحسن ممثل.

كان 70

وما إن انتهت الدورة 69 من مهرجان فرنسا الكبير، حتى بدأت الاستعدادات لدورة كان 70، والمتوقع أن تكون «تاريخية»، وتنعقد من 13 إلى 24 مايو 2017.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية