من التراث الشعبى الإنجليزى، أن الببّغاء الأفريقى الرمادى المسمى «ببغاء هنرى الثامن» كان يجثم عادةً مطلاً على نهر التيمز، والتقط أحاديث البحارة والمسافرين، وعندما وقع فى الماء ذات يوم، علم تمامًا كيف يتصرف، فصار ينادى: «من يريد قاربًا! عشرون جنيهًا للقارب». وقد سبب البحّار الذى لبى نداءه مشكلة لمالكه عندما طالب بالمكافأة. وهذه الحكاية للدلالة على ذكاء الببّغاء الأفريقى الرمادى. الذى أثبت قدرة مذهلة على اجتياز فحوصات الذكاء. لذا عندما أراد المحافظون على البيئة إعادة إحياء البيئة التى حطمتها نشاطات صيادى الطيور قاموا بتطوير استراتيجيات لحمايتها فى بيئتها الطبيعية بناءً على الدراسات المخبرية «لذكاء هذه الطيور وقدراتها المذهلة على التقليد». بينما سالى بلانشارد، عالمة تحليل سلوك الببّغاء، قالت إن طيورها بدأت تزعق قبل حوالى خمس عشرة دقيقة من زلزال سان فرانسيسكو الكبير عام 1989، وإنها استقبلت بعد الزلزال فيضًا من المكالمات الهاتفية من مالكى ببّغاوات آخرين قالوا إن طيورهم بدأت تُذعر قبل أن يضرب الزلزال. وهذا يطرح سؤالاً مهمًا: لماذا خاطبت طيور بلانشارد ذات البصيرة مربيتها بالصراخ وليس بالكلام؟
ربما يعود الأمر إلى ميل الببّغاوات للتقليد والتكرار! إن ذلك التكرار يغدو ذا أهمية إخبارية عندما يحدث فى أماكن مختلفة. كما يمكنها بنفس الطريقة أن تكون فضائحية، سخيفة، أو لاذعة عندما تتحدث فى الوقت غير المناسب. عندما أراد كازانوفا «العاشق الشهير» الانتقام من عشيقة سابقة، علّم ببغاءه أن يشوه سمعتها. ثم عرض الطائر للبيع فى مكان عام. استشارت ضحية التشهير محاميها دون فائدة، حين أخبرها أنه لا يمكن إدانة الببّغاء بالقدح والذم، وأن الطريقة الوحيدة لإسكات الببّغاء هى شراؤه بالسعر الخيالى وهو 50 جنيهًا. فكان انتقام كازانوفا عذبًا ومربحًا.
ومن قواعد التعامل مع الببّغاوات: إن الحديث مع الببّغاوات خواص علاجية لأصحابها. فى البداية، لا يعرف الناس ما سيقولون للببّغاء. فقوانين التواصل مع الببّغاء تتبع قوانين البشر، تأكدوا أنكم تتكلمون مع الببّغاء لا إليه، وتذكروا أن الببّغاوات مختالة وتحب المديح والإعجاب. وعندما تقيمون الاتصال المبدئى معها قوموا بأحاديث أكثر حميمية، سموا أجزاء جسمها وأخبروها كم هى جميلة، قوموا بمدحها لكل أمر صغير تفعله، مثل بقائها هادئة فى أثناء مكالمتكم الهاتفية، أو إذا كان لها أصابع قدم سوداء جميلة. لا تخافوا أن تظهروا سخفاء، وإذا تجاهلتكم على الرغم من نداءاتكم المسلية، فلا يجب تحت أى ظرف الإساءة لها كنعتها بالغباء.
ولا تنسوا أن الببّغاوات فى الطبيعة مخلوقات لعوبة، وقد قيل إنها شوهدت تصنع كرات من الثلج وتلعب بها. ولو أننا نسمح لأنفسنا بأن نكون أكثر استمتاعًا باللعب. فإن الببّغاوات ستتجاوب معنا بفرح وامتنان للحيوية والمتعة التى تمنحها ممارسات سخيفة كهذه. كما أنها تحب اللعب الجسدى مثل رمى الأشياء وجلبها. إن معظمها تفرح أكثر عندما نتشارك فى أشياء سخيفة سويًا. ولا يحب ببّغاء الأمازونى شيئًا قدر ما يحب أن أقف بجانب قفصه وأناديه بأسلوب مسرحى: «تعال هنا، تعال هنا، أيها الببّغاء المثير، أعطنى قبلة!».
وبخصوص حياتها الجنسية. جاء فى مذكرات الأكاديمية السويدية عام 1748 «أن أنثى الببّغاء وحيدة لمدة طويلة، تضع بيضة دون اتصال جنسى مع ذكر، فقط بمجرد إحساسها بوجود ذكر ببّغاء من جنسها قريب من مكانها فى مكان ما. والجدير بالذكر أن بعض الببّغاوات تقلد البشر حتى فى الجنس (عند ببّغاوات «المكّاو» يتم الاتصال الجنسى جانبيًا، وتصدر أنثاه فى أثناء ذلك صوتًا كالخرير. أما بالنسبة للضرب، فيقوم ببّغاء «كوكاتو» بضرب العش بغصن يحمله بحزم بين مخالبه قبيل الممارسة!).