x

علاء الغطريفي متى يُعبَدُ الرئيس؟ علاء الغطريفي الأحد 15-05-2016 21:46


لم أجد أفضل من ذلك لأبدأ به: «بسم الحاكم الرحمن الرحيم»، قد يتهمنى أحدهم بالكفر والزندقة، ولكن قبل أن يستفزك عنوان أو ينطلق لسانك لسبى فإننى أذكرك بأن العجلة من الإنسان وليس الشيطان، وأن الاستبداد من الإنسان أيضا، فقد خلق الله الناس أحرارا، لم يكن ذلك الرجل الذى خاطب الناس بهذا الكفر فى جامع عمرو قبل أكثر من ألف عام سوى أحد أتباع «الأخرم»، الذى بشر بألوهية الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، فهذا المتعصب الذى لقى حتفه مع آخرين وأنذر بنهاية حكم الخليفة غريب الأطوار لم يكن سوى نموذج لتلك النوعية من البشر التى تتكاثر حول أى حاكم وتمنحه سمات يشترك بها مع رب السماء، ويكتبون بالتالى نهايته.

تسألنى ولماذا أحكى ذلك كذلك؟ ولماذا لا أذهب إلى مبتغاى لأكتب ما أريد؟ فعلا أكتب ما أريد ولكن عن دولة تقع فى آسيا الوسطى كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتى سابقا، فالحكم هناك تلبسته روح الحاكم بأمر الله، فـ«إمام على رحمن»، الرئيس الطاجيكى، قرر السبت الماضى إصدار قانون بإعلان يوم توليه السلطة عطلة، تكريما لما قام به للطاجيكيين بموافقة كاسحة من برلمانه الذى يخلو من المعارضين ويضم فقط مناصريه، على أن يكون 16 نوفمبر عطلة رسمية فى مناسبة أطلق عليها «يوم الرئيس».

وجاء التبرير الرئاسى عبر بيان: القانون يأخذ بالحسبان مساهمة رئيس البلاد «فى السلام والوحدة الوطنية». وفى التالى بعض عن هذا البلد الذى تهيم فى أرجائه روح الحاكم بأمر الله:

- 22 مايو المقبل تشهد البلاد استفتاءً لإدخال تعديلات دستورية تتيح للرئيس- الذى يحكم من عام 1994- الاستمرار بمنصبه لعدد غير محدد من الولايات.

- أطلقت الحكومة مؤخرا عددا متزايدا من المبادرات احتفاء بحكم «رحمن» فى مواجهة حملات تتهمه بالقمع والفساد.

- دفع الفقر الملايين من الشعب الطاجيكستانى إلى الهجرة للعمل خارج البلاد «منظمة اليونيسيف».

- تنفق طاجيكستان 12 دولاراً على رعاية الفرد الصحية، وهو أحد أدنى المعدلات فى العالم. وتبلغ حصة التعليم فى إجمالى الناتج المحلى 2.8 فى المائة، وهى نسبة قليلة جداً حتى بمعيار البلدان منخفضة الدخل. «الأمم المتحدة».

- واجهت البلاد صعوبات اقتصادية متزايدة. ونتيجةً للكساد فى روسيا وغيرها من البلدان التى يقصدها المهاجرون، انخفضت العائدات الأجنبية (التى تعادل نصف قيمة إجمالى الناتج المحلى) بنحو 40-60% بالدولار الأمريكى- وفقاً لتقديرات مختلفة.

- أُجريت الانتخابات البرلمانية فى مارس الماضى وسط مناخ من تزايد الأعمال الانتقامية ضد كل معارضة سياسية، حيث لم تفزْ سوى الأحزاب الموالية للحكومة.

- تفرض السلطات قيوداً صارمة على حرية التعبير. واستهدفت العديد من منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية البارزة. وواجه أعضاء فى جماعات المعارضة قدراً متزايداً من المضايقة والعنف وحتى القتل. «العفو الدولية».

- واجهت النوافذ الإعلامية المستقلة والصحفيون المستقلون الذين انتقدوا السلطات عمليات ترهيب ومضايقة. وفى يونيو صدرت أنظمة تقضى بإخضاع جميع الاتصالات العامة إلى سلطة «خوفار»، وهى وكالة الاستخبارات التابعة للدولة، وتمنح للنوافذ الإعلامية صلاحية نقل أخبار الفعاليات الرسمية بناء على المعلومات التى تسمح بها «خوفار» حصراً.

- تحظر الحكومة ارتداء الحجاب على التلميذات، كما تحظر حضور القاصرين، دون سن 18 الشعائر الدينية، باستثناء الجنائز. «تقرير الخارجية الأمريكية حول الحرية الدينية 2014».

- جرى منع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما من تقديم طلب لأداء مناسك الحج، ولا تقتصر الرقابة الشديدة على الإسلام، بل تشمل مختلف المظاهر الدينية حتى المسيحية.

- يوجد فى طاجيكستان شبكة واسعة من الأنهار.

- صلاحيات الرئيس: يعين رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء، و8 أعضاء من المجلس الوطنى، كما يعين مسؤولى الولايات ورؤساء المحافظات والقضاة ويرأس لجنة الانتخابات المركزية.

- الطاجيك من أكثر شعوب آسيا الوسطى تناسلا، وبلغ عدد السكان حوالى ثمانية ملايين نسمة.

قد تسأل فى الختام: وإنت فاكرنى «طاجيكى»؟ وسأجيب بالقطع: أراك إنساناً والإنسان حر..!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية