x

الكنيسة الإنجيلية الألمانية

الخميس 12-05-2016 21:47 | كتب: اخبار |
كنائس وسط البلد كنائس وسط البلد تصوير : اخبار

عدة خطوات بسيطة تفصلك عن مبنى الأهرام بشارع الجلاء لتصل إلى الكنيسة الإنجيلية الألمانية ذات المبنى القديم الذى يحيطه سور قصير يخفى وراءه أشجارا كثيفة. ما إن تدخل إلى الباحة الداخلية حتى تجد باب الكنيسة الذى ينتصف بين عمودين ينتهيان بتماثيل لقديسين، الأول هو القديس فيليب ميلانشتون الذى عمل على بناء الكثير من المدارس الألمانية التى توفر التعليم لمن لا يستطيعون الحصول عليه، والثانى لمارتن لوثر مؤسس طائفة البروتستانت الإنجيليين، كما قالت لنا القس نادية الكارشى المسؤولة عن الكنيسة، مضيفة أن تأسيس الكنائس الإنجيلية الألمانية فى مصر بدأ عام 1864 فى مدينة الإسكندرية لخدمة المتحدثين بالألمانية، وفى العام 1869 منح الخديو إسماعيل للألمان والسويسريين الذين استقدمهم للعمل فى الإنشاءات الهندسية المرتبطة بقناة السويس، قطعة أرض لإقامة كنيسة لهم بشارع المغربى بالقاهرة (شارع عدلى حاليا) وفى الخامس من ديسمبر من نفس العام قام الأمير «فردريك ولهلم» بوضع حجر أساس الكنيسة (أصبح الأمير «ولهلم» إمبراطوراً فيما بعد وسمى بالإمبراطور «فردريك الثالث» وحضر حفل افتتاح قناة السويس فى نفس الوقت) وفى عام 1907 قامت الطائفة الإنجيلية البروتستانية ببناء هذه الكنيسة بشارع الجلاء بمنطقة بولاق أبوالعلا وبناء مدرسة ومسكن للراعى فى نفس المنطقة، وبدأت الصلاة فى الكنيسة فى عام 1911 وفى التسعينيات جرت أعمال تجديد للكنيسة بطلاء جدرانه، لكنها ظلت محتفظة بطرازها الأصلى كما هو.

وتضيف القس نادية أن الكنيسة يعمل بها عامل واحد فقط، وتعتمد فى مصادر دخلها على الأموال التى تأتى من الكنيسة الإنجيلية بألمانيا ومجلس الكنيسة، وتقدم خدمات منها إقامة المؤتمرات للجالية الألمانية التى يبلغ عددها مائة وخمسين شخصاً، وأيضاً حلقات النقاش ودروس وأعمال اجتماعية وحفلات موسيقية، ومؤخراً فتحت الكنيسة أبوابها للاجئين الأفارقة من السودان وإريتريا وإثيوبيا للصلاة فيها، نظراً لأن صلاة الجالية الألمانية تكون يومى الأحد والجمعة فقط، كما أن الألمان غالباً لا يفضلون المجىء إلى الكنيسة بمنطقة وسط القاهرة بسبب الزحام وعدم وجود أماكن الركن.

تتكون الكنيسة من أربعة طوابق، الطابق الأرضى يضم مخزناً خاصاً بالكنيسة ومكتبة مغلقة حاليا، أما الطابق الأول فهو صحن الكنيسة وله ثلاثة أبواب خشبية مطعمة بالزجاج الملون، على زجاج الباب الثانى كُتب اسم المهندس الذى صمم الكنيسة.

وسقف الكنيسة نصف دائرى يحتوى ثمانى دوائر من الزجاج الملون، وللكنيسة عشر شبابيك كلها من الخشب المطعم بالزجاج الملون بألوان زاهية.

أثناء صعودنا على درجات السلم وجدنا صوراً كثيرة توضح تركيب أنابيب معدنية، وما إن وصلنا إلى الطابق الثانى حتى وجدنا أسطوانات معدنية كثيرة متصلة ببعضها موضوعة خلف آلة «الأرغن» الموسيقية ومتصلة بها، وتقول القس نادية إن تلك الأسطوانات تعد بمثابة أوركسترا كامل، تعمل من خلال إدخال الهواء إليها عبر أنابيب بلاستيكية، وقبل دخول الهواء إليها يعبر خلال أسطوانات خشبية كبيرة مبطنة من الداخل إما بالخشب أو بالمعدن لتعطى صوتاً رفيعاً أو غليظاً، وفور العزف على «الأرغن» تصدر تلك الأسطوانات أصواتاً عالية جداً لتعزف لحناً متناسقاً. أما الطابق الثالث فبه أجراس الكنيسة، وهى ثلاثة أجراس تدق فى أوقات الصلاة فقط ولمدة خمس دقائق. ولا تحتفل الكنيسة بعيد تكريسها، لكنها تحتفل باليوبيل المئوى لها فقط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية