يفتتح يوم الأربعاء مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته التاسعة والستين، وهو أكبر مهرجانات السينما الدولية فى العالم. يستمر المهرجان حتى 22 مايو حيث تعلن جوائزه.
هناك آلاف من مهرجانات السينما فى كل قارات الدنيا، ولكن مهرجان كان يرسم خريطة السينما فى العالم مع مهرجان برلين فى فبراير ومهرجان فينسيا فى أغسطس.
وربما يتساءل القارئ عن أسباب تربُّع مهرجان كان على القمة، ووجود المهرجانات الكبرى الثلاثة فى أوروبا، بينما أكبر وأقوى صناعات السينما فى الولايات المتحدة، وأكبر كم من الإنتاج السينمائى فى الهند، وأكبر كم من الجمهور فى الصين.
تكتفى أمريكا بمسابقة الأوسكار، وتخصص للأفلام الأجنبية جائزة واحدة، وتعتبر سوقها مغلقة على أفلامها، وكذلك سوق الهند وسوق الصين. أما أسواق أوروبا فهى مفتوحة لكل أفلام العالم بدرجات متفاوتة، والأولوية فيها بالطبع لأفلامها المحلية. ولذلك يشهد مهرجان برلين عرض أكبر عدد من الأفلام الألمانية، ومهرجان كان أكبر عدد من الأفلام الفرنسية، ومهرجان فينسيا أكبر عدد من الأفلام الإيطالية.
أوروبا هى القوة السينمائية الثانية فى العالم بعد أمريكا، وتليها القوة الآسيوية. ولا تشكل السينما فى أمريكا الجنوبية أو أستراليا أو أفريقيا قوة رابعة، وإنما هوامش على القوى الثلاث. وهذا أمر لا علاقة له بالإبداع السينمائى، فالمواهب فى كل مكان وفى كل زمان وفى كل الفنون.
متوسط عدد تذاكر السينما التى تباع فى أوروبا كل سنة تسعمائة مليون تذكرة. الأعلى فى فرنسا حيث يقام مهرجان كان وتباع مائتا مليون تذكرة فى خمسة آلاف وستمائة وثلاث وخمسين شاشة بمعدل 8 شاشات لكل مائة ألف نسمة. وتأتى ألمانيا فى المرتبة الثانية حيث يقام مهرجان برلين، وإيطاليا فى المرتبة الثالثة حيث يقام مهرجان فينسيا.
وفى عام 2015 كانت حصة الأفلام الفرنسية من السوق خمساً وثلاثين فى المائة، وحصة الأفلام الأمريكية أربعاً وخمسين فى المائة، وأحد عشر فى المائة لبقية أفلام العالم. وهذه النسب فى أغلب أسواق العالم ماعدا أسواقاً معدودة على أصابع اليد الواحدة منها ما يحد من توزيع الأفلام الأمريكية بالقانون مثل الصين والهند، ومنها ما يحب جمهور السينما فيه أفلامه المحلية ويفضلونها على الأجنبية مثل جمهور السينما فى مصر، حيث حصة الأفلام المصرية سبعون فى المائة منذ عام 1933 حتى الآن.
أرقام كان 2016
يتكون مهرجان كان من سبعة أقسام منها أربعة مسابقات، وثلاثة خارج المسابقات.
أما المسابقات فهى «مسابقة السعفة الذهبية للأفلام الطويلة» (21 فيلماً من 13 دولة)، و«مسابقة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة» (10 أفلام من 10 دول)، و«مسابقة نظرة خاصة للأفلام الطويلة» (18 فيلماً من 12 دولة)، و«مسابقة أفلام الطلبة للأفلام القصيرة» (18 فيلماً من 15 دولة). وأما الأقسام الثلاثة خارج المسابقات فهى «خارج المسابقة» و«عروض خاصة» و«عروض منتصف الليل» (17 فيلماً من 7 دول)، و«كلاسيكيات كان»، وتعرض هذا العام أفلام تسجيلية طويلة عن السينما (10 أفلام من 5 دول)، و30 نسخة جديدة مرممة لمختارات من تاريخ السينما من 15 دولة. أى أن مجموع أفلام الدورة 124 فيلماً (96 فيلماً طويلاً و28 فيلماً قصيراً) ومن الأفلام الطويلة 66 فيلماً جديداً و30 فيلماً من تاريخ السينما.
وهناك برنامجان موازيان لكل منهما إدارته المستقلة ينعقدان أثناء المهرجان ويعتبران مكملين له بالنسبة لكل من يحضره، وهما «أسبوع النقاد» الذى تنظمه نقابة نقاد السينما فى فرنسا، و«نصف شهر المخرجين» الذى تنظمه نقابة مخرجى السينما فى فرنسا. وفى «أسبوع النقاد» الخامس والخمسين هذا العام، والمخصص للأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها، 7 أفلام من 7 دول، وفى برنامج الأفلام القصيرة 10 أفلام من 8 دول، وفى عروض خاصة 6 أفلام طويلة وفيلمان قصيران من 5 دول. وفى «نصف شهر المخرجين» الثامن والأربعين 18 فيلماً طويلاً من 8 دول، وفى برنامج الأفلام القصيرة 11 فيلماً من 10 دول. وبذلك يصبح مجموع أفلام المهرجان والبرنامجين الموازيين 178 فيلماً منها 127 فيلماً طويلاً و51 فيلماً قصيراً، ومن الأفلام الطويلة 97 فيلماً جديداً و30 فيلماً من تاريخ السينما.
ومن الضرورى هنا ملاحظة أن الأفلام الطويلة تشمل أجناس السينما الثلاثة (الروائى والتسجيلى والتشكيلى)، وأن هذه الأرقام لم تصدر عن إدارة المهرجان، وإنما من وضع كاتب الرسالة فى إطار تحليل البرنامج.
خريطة السينما 2016
أفلام المسابقة الـ21 منها 13 من أوروبا (5 من فرنسا و2 من كل من بريطانيا ورومانيا، وفيلم من كل من ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا والدنمارك) و4 من أمريكا الشمالية (3 من الولايات المتحدة وفيلم من كندا)، وثلاثة أفلام من آسيا من إيران وكوريا الجنوبية والفلبين، وفيلم واحد من أمريكا الجنوبية من البرازيل.
وتضيف نظرة خاصة إلى الدول مصادر الأفلام، وليست الدول المشتركة، لأن الاشتراك ليس للدول، فيلمين من كل من اليابان وإسرائيل، وفيلماً واحداً من كل من روسيا وإيطاليا وفنلندا وإيران وسنغافورة والأرجنتين ومصر. وتضيف مسابقة الأفلام القصيرة فيلماً من كل من السويد وكولومبيا وتونس، وتضيف مسابقة أفلام الطلبة فيلماً من كل من سويسرا والمجر والبوسنة والهند والمكسيك وفنزويلا، ويضيف قسم خارج المسابقات فيلماً من كل من كمبوديا وتشاد. وتضيف الكلاسيكيات فيلمين من بولندا وفيلماً من كل من سلوفينيا والجمهورية التشيكية وتايلاند وباكستان وكوبا. وبذلك تكون أفلام المهرجان من 38 دولة منها 32 مصادر الأفلام الجديدة.
ويضيف «أسبوع النقاد» فيلماً طويلاً من كل من إندونيسيا وتركيا ولبنان، وفيلماً قصيراً من كل من البرتغال واليونان وتايوان. ويضيف «نصف شهر المخرجين» فيلمين طويلين من شيلى، وفيلماً قصيراً من كل من هولندا وجورجيا وكرواتيا والجزائر. وبذلك يكون المجموع الكلى للدول مصادر الأفلام فى المهرجان والبرنامجين الموازيين 49 دولة من كل قارات العالم ماعدا أستراليا.
العدد الأكبر من أفلام المهرجان والبرنامجين الموازيين (178 فيلماً) من فرنسا (46) ثم الولايات المتحدة (22) وإيطاليا (11) وبريطانيا (7) وإسرائيل (6)، و(5) من كل من رومانيا وإسبانيا والبرازيل، و(4) من كل من كوريا الجنوبية واليابان وكندا، و(3) من كل من روسيا وسويسرا والمجر والهند، و(2) من كل من بلجيكا والدنمارك والفلبين والأرجنتين وكولومبيا والمكسيك وكمبوديا وبولندا والجمهورية التشيكية وإندونيسيا والبرتغال وشيلى، وفيلم واحد من كل من ألمانيا وفنلندا وإيران وسنغافورة والسويد ومصر وتونس والجزائر ولبنان والبوسنة وفنزويلا وسلوفينيا وتشاد وتايلاند وباكستان وكوبا وتركيا واليونان وتايوان وهولندا وجورجيا وكرواتيا.
واللافت أن تأتى إسرائيل فى المرتبة السادسة بين 49 دولة من حيث عدد الأفلام، وأن تتساوى رومانيا مع إسبانيا والبرازيل، وكوريا الجنوبية مع اليابان. وقد اعتاد المركز السينمائى الإسرائيلى إقامة مكتب فى سوق المهرجان بانتظام منذ سنوات طويلة، ولكن ولأول مرة هذا العام هناك «بافليون» (جناح خاص) باسم إسرائيل. واللافت أيضاً أن يكون هناك فيلم واحد من ألمانيا رغم أنها القوة الأوروبية الثانية بعد فرنسا. وبالطبع فالأرقام لها دلالاتها، ولكن لا علاقة لها بالقيمة الفنية.