x

محمد علي إبراهيم الداخلية.. وشعرة معاوية؟! محمد علي إبراهيم الإثنين 02-05-2016 19:47


«شرطة الشعب» أو «الشرطة في خدمة الشعب» أو «الشعب والشرطة في خدمة الوطن».. ثلاثة شعارات عاصرناها من ناصر إلى السيسي.. لكن هذه الكلمات لم تغير شيئا في علاقة الطرفين ببعضهما.. الناس تري في الشرطة الحكومة والدولة والنظام.. والشرطة تري في المصريين انهم «رعية».. عليهم الطاعة والتنفيذ لانهم ليسوا شركاء في الحكم..

الصورة السيئة لتجاوزات الامن جسدتها افلام كثيرة ..

اشهر من قدم جبروت الضابط احمد زكي في زوجة رجل مهم وكمال الشناوي في الكرنك.. لكن في رأيي الأعظم هو توفيق الدقن بفيلم «في بيتنا رجل» حيث تقمص دور فؤاد الدباغ نائب مدير البوليس السياسي.. قال للثائر ابراهيم حمدي «عمر الشريف»: يابني انت حتقول اللي احنا عايزينه برضاك أو غصب عنك.. هذا مربط الفرس.. الشرطة تريد والشعب ينفذ!

صحيح ان الامن يقدم شهداء كل يوم دفاعا عن الوطن.. لكن التعذيب وانتهاك حقوق الانسان داخل الاقسام والمعتقلات مستمر.. مهما انكروا أو تنصلوا أو زعموا ان ما يحدث «انتهاكات فردية».. احيانا يطغي الجانب الايجابي على السلبي وكثيرا ما يحدث العكس ..

2

هناك حالة شحن نفسي ومعنوي ضد الشرطة منذ 25 يناير.. المظاهرات والاحتجاجات في البداية كانت ضد ممارسات القمع والاضطهاد للأمن اكثر مما كانت ضد مبارك.. غير ان انتصار ثورة 30 يونيو بني جسورا جديدة بين المواطنين ورجال الأمن خصوصا بعد ان اثر غياب الأمن في 2011 على الناس الذين تحولوا إلى ضحية على يد الاخوان واتباعهم مثل «حازمون» و«مجاهدون» وغيرهم ..

لكن احداث متلاحقة وتجاوزات متفرقة في الشهور الماضية حفرت خندقا واسعا بين من يري انه لابد من تنفيذ القانون بالقوة ومن يعتقد ان الكياسة والسياسة وروح المواطنة كفيلة بنزع فتيل التوتر الذي ما ان ينطفئ إلا ويشتعل مجددا.. خصوصا في ظل ارهاق الجماهير بالاسعار ومضايقات امناء الشرطة في المرور والاقسام وغرورهم بسلطتهم ..

وكما انقسم الناس حول تيران وريجيني اختلفوا بشأن من المخطئ في حادث عين شمس الضابط احمد سمير ام السائق ابو سنة!

3

بداية النقيب احمد سمير ضابط مهندس التحق بكلية الضباط المتخصصين.. من ثم فهو غير مدرب على الاشتباك والتعامل مع البلطجية واللصوص كباقي اقرانه الذين يواجهون خطر الموت في معارك بالسلاح والايدي مع العصابات.. اذن الضابط تسرع واخطأ في مخاطبة اثنين من سائقي الميكروباص احدهما الذي يركب معه والآخر من سد عليه الطريق ..

من حق الضابط ان يلومهما على الاستهتار بحياة الناس.. لكن الكياسة إلا يفصح عن شخصيته في بيئة يعلم انها محتقنة للغاية وعلي استعداد لضرب أي امين شرطة لسمعتهم السيئه ..

كان من الممكن ان تكون الخناقة بسيطة ويتدخل الركاب لانهائها لكن كلمة «ضابط» اشعلت النار في الهشيم.. هنا لا نبحث عن المسؤول عن تصاعد الخناقة ولكن نسعي وراء من تسبب فيها.. للأسف الضابط ..

4

ثالثا: سائقو الميكروباص بلطجية وعربجية واولاد ستين في سبعين وعدوهم الأول هو الشرطة.. لكن.. كان الضابط يستطيع ببساطة استخدام المحمول بتاعه ويكلم زملاءه بصوت خفيض ليهرعوا اليه دون ان يشتبك مع احد.. المشكلة ان هيبة الشرطة ضاعت.. حبسوا احمد سمير في منزل.. ضربوا سيارات الشرطة التي هرعت لمكان الخناقة بالحجارة وكسروا زجاجها.. الشهود تطوعوا تحت ضغط كراهية الامن وتجاوزاته بالشهادة ضد الضابط انتقاما من المؤسسة التي ينتمي اليها.. وفي مناح كهذا صعب تعرف الحقيقة ..

لماذا تعجل الوزير بايقاف الضابط عن العمل تمهيدا لاحالته للاحتياط وتقديمه للنيابة العامة؟ الحقيقة انه لم يتعجل.. الجو العام مشحون ضد الشرطة.. والضابط تم استخلاصه بالعافية من الذين ضربوه واحتجزوه.. لو لم يفعل ذلك لزاد الاحتقان في المنطقة «عين شمس وشارع العشرين» ضد افراد الامن.. خصوصا ان سائق الميكروباص من عائلة «أبوسنة» المعروف عنهم بلطجتهم ومعظمهم سوابق.. ولو لم يتم اتخاذ اجراء ضد الضابط ستشتعل عين شمس ..

المشكلة الآن ان الداخلية لم تحافظ على «شعرة معاوية» بينها وبين الجماهير.. بلغت الارواح الحناجر.. قوي الظلام تنفخ النار في الهشيم وتسثيرهم ضد الشرطة لاغراض معروفة.. هذا الانفلات يحتاج حكمة وضبط نفس.. الخطة ان تصل الجماهير إلى ذروة الاحتقان كما حدث في 25 يناير وذلك باستنساخ اكثر من «خالد سعيد» مفجر يناير.. ربما تكون الجماهير اكثر وعيا وحصافة الآن.. لكن الاهم ان تتعلم الشرطة من دروس الماضي.. يارب.

وأخيرا:

كان هناك الف طريقة لتنفيذ استدعاء النيابه لعمرو بدر والسقا اللذين اعتصما بنقابة الصحفيين.. منها اعلان التهم للرأي العام في الصحف مسبقا واستدعاء النقيب وابلاغه بالمخالفات.. طبعا سيتحرك ومعه الزملاء ومستشار قانوني لسراي النيابة.. اذكركم بواقعة محاكمة ابراهيم عيسي ودفاع النقيب العظيم مكرم محمد احمد عنه في المحكمة ثم عفو الرئيس الاسبق مبارك عنه.. السياسة مش فتونة.. السياسة كياسة!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية