x

نيوتن فرصة أخيرة نيوتن الجمعة 29-04-2016 21:35


فى مقال الأمس الذى كان بعنوان: ورطة مصر. ذكرنا أن الخليج العربى والسعودية غيَّرا «السوفت وير» أى غيَّرا الأساليب والبرامج والمفاهيم. لذلك تغير معه «الهارد وير» كالنتائج المشهودة فى التعليم والصحة والمبانى. أما عندنا فلا نركز سوى على «الهارد وير» أى المبانى والعواصم والطرق. المفاهيم والأساليب القديمة باقية.. هى هى. اليوم أحاول تقديم فكرتى بوضوح أكثر. حيث إنه بعد مرور أكثر من 6 عقود، فإن مصر لم تحسم خياراتها. لم تغير برنامجها. كما أنها لا يمكنها الاحتفاظ بالقديم. مشكلة مصر ليست فى تغيير أشخاص بأشخاص. إنما فى تغيير منهج. فى تطويره وتحديثه ليتماشى مع العصر.

نحن كمَن يغير تليفونه المحمول بآخر أكثر حداثة. لكن الشريحة هى هى. لم تتغير. لم يُعنَ أحد بتغيير الشريحة. لم يجرؤ أحد. فقط نكتفى بتغيير الجهاز والبرنامج مازال لم يتم تحديثه. الشريحة عليها نفس الأرقام القديمة. كما هى. عليها الكثير من الأموات. الكثير من الرسائل القديمة جدا.

اليوم نقف محلك سر. نتحدث عن المستقبل. لكننا نقع فى أسر الماضى. كل يوم نستبدل الحكومات. نزيح وزراء ونضع آخرين جددا. سرعان ما يصبحون قدامى. نزيح محافظين. ثم نكتشف أن المشكلات هى المشكلات. الحلول التى ننتهجها. نكتشف أننا جربناها عشرات إن لم يكن مئات المرات. لنحصد نفس الفشل. حدث ذلك فى عهد عبدالناصر. فى زمن السادات. فى عهد مبارك. والأمر ذاته تكرر مع 3 رؤساء حكموا مصر من 2011 حتى الآن. مصر تعيش على مفاهيم قديمة. ورثتها من الحقبة الاشتراكية. تعتبر الفقراء فقط هم مواطنيها. موظفو الحكومة هم أهل الثقة بالنسبة لها. لذلك توسعت فى توظيف الناس حتى وصل حجم الجهاز الإدارى لأكثر من 7 ملايين موظف. أمر غير مسبوق. غير موجود فى أى بلد. الدول تفعل العكس. تتخفف من الأعباء. لتتمكن من تقديم خدمة أفضل للمواطنين. لتتمكن من اللحاق بالدول المتقدمة.

مصر أهدرت الكثير والكثير من الفرص. معها أضاعت الكثير والكثير من الكفاءات. لم تتوانَ الحكومات المتتالية عن حصار الناجحين. عن ملاحقتهم. فعلت ذلك مع المبدعين. مع العلماء. مع رجال الأعمال. مع الكُتاب والمثقفين. وغيرهم وغيرهم.

رغم كل ذلك مازالت أمامنا فرصة. أخشى أن تكون الأخيرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية