- صحيح المثل اللى بيقول «اللى متغطى بأمريكا عريان» مثل شائع بعد أن تخلت أمريكا عن حلفائها فى الشرق الأوسط وأعلنت عن عدائها للمملكة العربية السعودية التى كانت ترتكز عليها فى المنطقة العربية، فجأة انقلبت عليها ووصفتها كدولة مصدرة للإرهاب واتهمتها بمساندة الإرهاب فى أحداث ١١ سبتمبر واستندت إلى جنسية الإرهابيين باشتراك ١٥ إرهابيا من السعودية.. ولا أعرف ما ذنب دولة يوم أن ينشق عنها منبوذون لهم فكر متطرف فى حين أن العالم على علم بأن أمريكا هى أول من دعمت الإرهاب باحتضانها أسامة بن لادن فى حرب أفغانستان ضد القوات الروسية ولما انقلب عليها غسلت يدها منه وحملت دولته المسؤولية.. غريب هذا الانقلاب المريب ولا أعرف لماذا يتزعم أوباما قبل انتهاء ولايته بشهور هذا العداء مع أن الرؤساء الذين سبقوه إلى البيت الأبيض كانوا سمنا على عسل مع السعودية، لم نسمع اتهاما من بوش أو من كلينتون للسعودية كان الاثنان يحملان لها الود والتقدير..
لذلك كان اتهام أوباما للسعودية بدعمها للإرهاب غريبا وظالما، فقد أدهشنى أن تُتهم السعودية بتحجيب النساء فى أندونيسيا وكأنه لم يندهش من تحجيب الخمينى للنساء فى مصر، فالحجاب لم يدخل مصر إلا مع حكم الخمينى وكانت علاقتنا بأمريكا قوية لم نسمع أن كارتر احتج على إيران واتهمها بالإرهاب لتصديرها الحجاب إلى مصر..
- كون أن تعيد أمريكا علاقاتها مع إيران هذا قرار يخصها لأن قرار القطيعة لادخل للعرب به وبالذات السعودية لكن الذى حدث أنها أعادت العلاقات بشكل مفاجئ وهى التى راحت إلى السعودية تعتذر لها عن الاتصالات السرية التى كانت تجريها مع إيران وأكدت السعودية لوزير الخارجية الأمريكى أن قرار العودة لن يضيرها وكل دولة لها سيادتها، لكن الخباثة الأمركية أنها كانت تهدف إلى فرض الوجود الشيعى فى المنطقة العربية والدليل تأييد أمريكا للمطلب الإيرانى برفع السعودية يدها عن الحرمين وهى تعلم أنه مرفوض من الأمة الإسلامية..
- الذى يؤلم أن تكشف أمريكا عن وجهها القبيح بادعاءات ظالمة لا تتفق مع أخلاق الدول الكبرى وتتهم دولة تحتضن الحرمين وفيها قبلة المسلمين وتتهمها بدعمها للإرهاب.. ثم لماذا يأتى هذا الاتهام مع طلب السعودية لاحتياطها من الدولار.. هل هو عقاب لكون أن السعودية تجرأت وطالبت بسحب أموال لها فى البنوك الأمريكية فأطلقت الحكومة الأمريكية هذه الاتهامات لتعرقل سحب السعودية لأموالها.. عجبى أن تكون لك أرصدة فى دولة مثل أمريكا ويوم أن تحتاج إليها تختلق ادعاء غير صحيح.. إذن الذين أطلقوا المثل الشائع على أمريكا لم يخطئوا والدليل ماحدث مع حسنى مبارك.. لقد تخلت عنه لتمهد لنجاح ثورة الربيع العربى نفس السيناريو الذى أطاح بالرئيس على زين العابدين فى تونس.. وحتى لا تدان فى مقتل القذافى رفضت أن تكون لها قوات مع الناتو فى ضرب ليبيا وهى تخطط لقتل القذافى وفعلا قد حدث وسقطت ليبيا ليخضع البترول الليبى للمخطط ويتم تشريد أهل طرابلس وبنغازى وتدخل قوات داعش التى هى صناعة أمريكية لتهديد المنطقة العربية..
- عجبى أن يكون أوباما الصديق الصدوق للسعودية هو عدوها الأول اليوم مع أنه ووزير خارجيته السابق هيلارى كلينتون كانا الاثنان من المؤيدين للسعودية فى الإطاحة بالرئيس السورى وكانت هيلارى تؤيد دعم المعارضة السورية بالسلاح الأمريكى.. سبحان الله ينقلب أوباما ويصدر قرارا بوقف السلاح عن السعودية حتى لا يتم توزيعه لا فى اليمن ولا فى سوريا، ومن يتابع حوار الأمير محمد بن سلمان على قناة العربية يسمع منه تصريحا واضحا فقد قال إن السعودية هى ثالث دولة فى العالم تشترى السلاح وللأسف لم تصنع قطعة منه على أراضيها ويبدو بالقرار الأمريكى فاقت المملكة وأحست أنها مشتر جيد للسلاح ولا تصنعه لذلك اتجهت إلى التصنيع..
- لقد أعجبنى أن تعيد السعودية خططها الاقتصادية بحيث لاتعتمد على البترول كمورد أساسى فى ميزانيتها بإعلان خطة إصلاح اقتصادى اعتمدها مجلس الوزراء السعودى.. صحيح أنها جاءت متأخرة لكن كان من الضرورى أن تأتى هذه الخطوة حتى لا يكون النفط سببا فى اختناقها اقتصاديا.. أقول للملك أعانك الله ولن يخذلك الله لأن شعبك الطيب لا يستحق المناورات الأمريكية أو الادعاءات الكاذبة..