x

نيوتن ورطة‭ ‬مصر نيوتن الخميس 28-04-2016 21:42


عدت أمس من رحلة إلى أبوظبى. كانت آخر زيارة لى إليها فى عام ١٩٨٥. لم يكن هناك سوى فندقين. يماثلان ما لدينا هنا فى القاهرة أو الإسكندرية. هذه المرة لم أصدق ما رأت عيناى. مانهاتن فى نيويورك تتضاءل أمام ما رأيت. أنماط معمارية تمثل مختلف المدارس فى المعمار. دار الأوبرا فى دبى تنافس إيفوته استراليا. وهى دار الأوبرا فى ملبورن. جلست إلى كبير هناك قال لى إنه برغم ما حققناه ولا نتوقف عن إنجازه لا يراه المصرى. أهل الخليج عموما بالنسبة له «نطلع ننزل» فنحن من رعاة الإبل. منحهم الله ومنّ عليهم بشوية بترول. أولادنا جميعاً تعلموا فى الغرب، لم يعودوا كأوعية من الفخار ملئت بالعلم. عادوا كمشاعل للتطوير والتحدى. عادوا ليبارزوا وينافسوا هذا الغرب بما وصل إليه. دون وفرة فى الماء. بجو حار يفرض الكثير من الصعوبات. مع ذلك السياحة فى دبى ستصل إلى 20 مليوناً بدلاً من 15 مليون سائح هذا العام. المسألة ليست مجرد وفرة بترولية. هذه الوفرة أتيحت لليبيا. فضلا عن شواطئ على البحر المتوسط لا تماثلها شواطئ. فما النتيجة؟ ليس هناك أسوأ مما وصلت إليه.

محمد بن سالمان ولى ولى العهد السعودى يحيط نفسه بـ٢٠٠ من ماكنزى Mackenzie العالمية. خبراء فى الصحةــ فى النقل ــ فى الإسكان ــ فى الاقتصاد ــ فى التنمية البشرية. فى كل مجال. لذلك أفكاره طازجة وجديدة. جريئة فى بلد حررت فيها العبيد فقط عام ١٩٦٨. رغم أن القرآن الكريم يجزى من حرر عبداً منذ أكثر من ألف عام. القرآن كان يخاطب الواقع. ولكنه يشير إلى الطريق.

شاهدت الرئيس السيسى وهو يطلع على مشروع وزارة الداخلية الجديد. الرجل يتجاوز كل من حوله. فكراً. واقتصاداً وحداثة. وإدراكا للمستجدات والتطورات فى العالم. إذاً الرجل مظلوم بمن حوله. من حوله يجب أن يكونوا على درجات العلم المطبق فى العالم. ما يسمى state of the art. الجارى الآن ظلم شديد لطموحات وأحلام الرجل. خطر على مقاصده. هو الآن محاط بجمال الصحراء. هناك فى الخليج والسعودية غيروا «السوفت وير» أى غيروا الأساليب والبرامج والمفاهيم. لذلك تغير معه «الهارد وير» كالنتائج المشهودة فى التعليم والصحة والمبانى. أما عندنا فلا نركز سوى على «الهارد وير» أى المبانى والعواصم والطرق. المفاهيم والأساليب القديمة باقية.. هى هى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية