«ماكس بوكارت» مهندس يهودى من أصل سويدى. قرأت اسمه للمرة الأولى فى مذكرات تيودور هرتزل، مؤسس الدولة اليهودية. كان صاحب فكرة مشروع ربط البحر المتوسط بالبحر الميت. ثم فى أعقاب 1967 ظهر مشروع آخر على السطح لكن هذه المرة كان بهدف ربط البحرين الأحمر بالمتوسط. أى على غرار قناة السويس.
تذكرت هذه القصة فى أعقاب الضجة التى ثارت حول قضية الجزيرتين، ومازالت. دارت تساؤلات بريئة فى ذهنى. لم أعرف لها إجابة. لكن أطرحها كما هى دون مواربة. خصوصاً بعد الاتفاق على عودة الجزيرتين إلى إدارة المملكة العربية السعودية. هل يكون فى عودة الجزيرتين أى تهديد لقناة السويس؟ إذا تحول خليج العقبة لممر دولى مثله مثل باب المندب؟ هل عودة تيران وصنافير للسعودية نفعها أكبر من ضررها أم العكس؟ هل اللجنة المصرية- السعودية المشتركة أخذت هذا الأمر فى حساباتها قبل الإقدام على هذه الخطوة؟
معروف أن الجسر الذى أُطلق عليه اسم الملك سلمان سيغير من حال البلدين بالطبع. وإن كنت أقترح أن يتم تحويل الجزيرتين لمناطق استثمارية. مفتوحة أمام الشعبين الشقيقين المصرى والسعودى. للحركة والسفر. للبيع والشراء. للتنمية والاستثمار من خلال خطة محددة سلفاً. على أن يكون الحد الفاصل بين البلدين هو منتصف هذا الجسر بالسنتيمتر. هذا حل لن يزعج المملكة. سوف ترحب به الحكومة المصرية. دعونا نعمل. حتى لا نكون العقبة أمام أنفسنا.
أما سؤالى الأخير: هل يمكن أن تكون هناك لجنة سداسية مشتركة تضم الدول الخمس (مصر- السعودية- الأردن- فلسطين- إسرائيل)، بالإضافة لممثل للبنك الدولى بهدف التخطيط للمشروعات المستقبلية فى هذه المنطقة. يمولها البنك الدولى، ويستفيد الجميع؟
ما ندركه ونعرفه أن لكل دولة خططها للمستقبل. لكل منها طموح اقتصادى أو جيوسياسى. بالتأكيد هو طموح مشروع. إن كان لا يتسبب فى الضرر بالآخرين. لا بأس. إنما أين نحن من كل ذلك. إذن لا بديل عن الشراكة الإقليمية. لا بديل عن توسيع رقعة التعاون بين البلدين. مصر والسعودية. ليكونا الركيزة الأساسية فى هذه الشراكة الإقليمية.