x

نيوتن حلم يقظة نيوتن الأربعاء 27-04-2016 22:01


رأيت فيما يرى النائم أننى حزين وقلبى ثقيل. ولكننى لا أعرف سبباً معيناً لحالى. حتى انفتحت أمامى طاقة ينبعث منها نور. تأملت. دققت النظر. فرأيت الرئيس يظهر على شاشة التليفزيون. يتحدث إلى الشعب أو إلى الأمة المصرية وهو المصطلح الذى أفضله.

وقف الرئيس حزينا. فقلت لنفسى لست وحيدا فى الحزن. فجميعنا حزانى. كان الرئيس يتكلم بأسى. يتكلم عن أوضاع مؤلمة. طرق كثيرة طرقناها ولم تكن ناجعة. حلول كثيرة اتبعناها لم يكن فيها الشفاء. من أمراض ألمت بنا طوال أكثر من 60 عاما. كان الرئيس فى حيرة من أمره. وأمرنا. الهم ثقيل. الدين يتفاقم إن كان الداخلى أو الخارجى. المواليد فى تزايد. الأعباء تتراكم يوما بعد يوم. والشكوك تحوم حول مشروعاتنا القومية. ما أقدمنا عليها. وما قمنا بتأجيلها. فزاد حزنى حزنا. وهمى هما.

وأنا على هذه الحالة. رأيت هاتفا يهتف للرئيس. هاتف داعى له صوت رخيم تأنس له النفس. ترتاح إليه الروح. سمعته مثلما سمعه الرئيس. لأن حزنى كمواطن قدر حزنه كرئيس.

كان صوت الهاتف الداعى يقدم النصيحة تلو الأخرى. يسأله الرئيس فيجيب. شعرت وكأنه مبعوث العناية الإلهية. جاء ليخفف عنا من وطأة مشكلاتنا. جاء ليقول لنا لا تهنوا ولا تحزنوا. فلكل معضلة حل. ولكل مسألة جواب. ولا أطلب منكم سوى الإرادة وتوافر العزيمة. فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ومن ثم فأول طريق للعلاج هو الاعتراف بالمرض. وتشخيصه. واستدعاء أفضل الأطباء كل فى تخصصه.

وإطلاق كل الطاقات الكامنة. بالتواضع وطلب النصيحة. من الناجحين. من الذين كانوا يشبهوننا فى ما نعانيه ثم سبقونا بأميال. فنحن لسنا فى حاجة إلى اختراع العجلة من جديد. علينا أن نجيد استخدامها فقط لا أكثر ولا أقل.

أما الدين فحله بسيط. فهو ميزانية بالسالب تتراكم عاماً بعد عام. تمكن مواجهته بتشجيع كل منتج على زيادة الإنتاج. بفتح آفاق التصدير. بدعم المصدر المصرى. بمعاونته على فتح أسواق جديدة. بإعادة النظر فى كل ما هو مشكوك فى جدواه. ما تم إنجازه من المليون ونصف المليون فدان. الأولوية فيه للصناعة. منطقة سنجعل منها «شنزن Schenzen» المصرية. أيضا مشروع الـ200 مليار جنيه لدعم الصناعات الصغيرة. نعيد النظر فيها. يرعاه أصحاب الصناعات الكبيرة. مشروعات كلها محل شكوك. جدواها محل انتقاد.

ثم قال الناصح: عليكم أن تواجهوا الواقع ولا تكترثوا بمواطنيكم الخارجين على القانون. أمرهم بسيط. من بنى منهم على أرض زراعية. قننوه برفق. الذى بنى طابقاً غير الذى بنى عمارة. عليهم أن يدفعوا ليقننوا أوضاع مبانيهم. البديل هو الهدم. هذه المخالفة انتشرت بجنون مخيف. سيكون هذا مصدر إيراد. يذهب لسداد الدين العام. الشركات الخاسرة تباع أصولها فى مزادات علنية. يذهب إيرادها لمقابلة الدين العام. الأراضى الصحراوية إذا وفرنا لها ماءً بعد تطوير الرى تباع للمصرى والأجنبى. لا يضيرنى أن يزرع الأجنبى ويصدر من مصر. أراضى طرح النهر تباع وفقاً لما تقدره اللجنة العليا لتثمين أراضى الدولة. الإيراد أيضاً يوجه للدين العام. «صبح على مصر» الذى تم اختيارياً. يعاد ترتيبه بحيث يتم أوتوماتيكياً. إلا إذا اعترض المشترك. فلا إجبار على التبرع.

الدولار سيتم التعامل معه كما تعاملت معه مارجريت ثاتشر فى أواخر الثمانينيات، عندما رفعت الفائدة إلى 14%. كما فعلت مصر فى عام 2004 ورفعت الفائدة إلى 22%. إلى أن يستقر الحال. لن ندع مقدراتنا فى أيادى الصيارفة التى استقرت عند المنبع. عند المصريين العاملين بالخارج.

لا تقلق ولا تنزعج فسوف نلملم أمورنا. وسوف نسابق الريح لنعوض كل ما فاتنا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية