x

ياسر أيوب مدينة «بيلا» تستحق ما هو أفضل ياسر أيوب الثلاثاء 26-04-2016 21:21


وفق أى مقياس وكل حسابات العقل والمنطق.. فإن الكتابة عن مدينة «بيلا» وناديها الرياضى هى باختصار مغامرة خاسرة..

فمن الذى يمكن أن يهتم بهذا الأمر غير أهل مدينة «بيلا» نفسها الذين هم بدورهم، مثل كثيرين غيرهم فوق أرض مصر، منسيون ومهملون لا تراهم أو تسمعهم القاهرة..

لكننى لم ولن أكون ممن يكتبون بناء على طلب الجمهور ويجرون وراء الذى يلفت الانتباه ويثير الاهتمام حتى لو كانت كتابة فاضحة وعارية تتجاوز كل القوانين وتدوس على كل المبادئ والأخلاق.. ولهذا أكتب اليوم عن نادى «بيلا» بعد رسالة جاءتنى من أحد أعضاء النادى، لن أذكر اسمه، لأننى لا أعرف إن كان يريد ذلك أو يحب أن يبقى بعيدا.. وفى هذه الرسالة الطويلة كانت هناك أمور كثيرة تستحق التوقف لتأملها ومناقشتها أيضا..

فهذا النادى منذ عام 2007 لم تكتمل له جمعية عمومية لأن رئيس النادى يتعمد ذلك حتى لا يمنح أحدا فرصة مناقشته أو سؤاله عن أى شىء.. بل إن رئيس النادى نفسه لا يحضر الجمعيات العمومية.. وتقلصت ثم اختفت كل نشاطات النادى الرياضية وباتت مقصورة على فريق كرة يلعب فى الدرجة الثالثة ومهدد دائما بالهبوط للرابعة.. وهناك اتهامات دائمة بوجود أخطاء ومخالفات إدارية ومالية كثيرة ومتعددة لا يجرى التحقيق فيها أبدا سواء لإثبات صحتها أو زيفها.. ولست أريد الاستطراد فيما حوته هذه الرسالة لأنها فى حد ذاتها ليست دليلا بمكن الاستناد إليه.. ولأنه من العدل والإنصاف أيضا أن تكون هناك ردود للحسن عبدالفتاح، رئيس النادى، على هذه الاتهامات..

لكننى فقط أتساءل: كم ناديا فى مصر يشبه نادى «بيلا»؟.. أندية كثيرة لا تدرى بها القاهرة ولا تسمع شكاوى أعضائها أو تنتبه لواقعها الصادم والحزين.. أندية تحولت إلى مجرد ديكور قديم بهتت ألوانه وانطفأت مصابيحه.. والسبب باختصار شديد هو البقاء الطويل فى السلطة.. هذا البقاء الذى يلغى أى مسافات وفواصل بين النادى والرئيس، فيصبح الاثنان شيئا واحدا وكيانا واحدا، أو يتخيل النادى أنه لا أحد يصلح للإدارة إلا هذا الرئيس، ويقتنع الرئيس بأن النادى سيموت قطعا إن غاب هذا الرئيس..

ولهذا كان أمرا طبيعيا جدا أن يكون الحسن عبدالفتاح، رئيس نادى «بيلا»، من أشد المعارضين لتطبيق بند الثمانى سنوات.. هو وكثيرون غيره فى اتحادات وأندية يرفضون هذا البند ويحاربونه ويريدون جميعهم البقاء فى السلطة مدى الحياة..

وفى كل الأحوال فإن «بيلا» وأهلها يستحقون ناديا أفضل من مجرد فريق كروى يلعب فى الدرجة الثالثة.. فـ«بيلا» كانت من أجمل المدن المصرية وأتمنى أن تعود كذلك.. أما أهلها فهم الذين خاضوا فى الماضى حروبا كثيرا، واشتروا حريتهم وكبرياءهم بكثير من الدم والألم والحزن وتحدث السادات عام 1977 عن ثورتهم الهائلة ضد الظلم والطغيان والبلطجة..

ولهذا أرجو تدخل خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، واللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، للتحقيق العادل فى كل شؤون وأحوال نادى «بيلا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية