x

أوباما يستكمل مسيرة «السادات وبيجن».. ويطالب بانتهاز فرصة السلام مع انطلاق المفاوضات المباشرة

الخميس 02-09-2010 23:16 | كتب: وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

انطلقت اليوم المفاوضات المباشرة رسميا بين الإسرائيليين ممثلين فى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والفلسطينيين ممثلين فى الرئيس محمود عباس (أبومازن) فى حضور وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، سبقتها دفعة دبلوماسية أمس الأول من الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس حسنى مبارك والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى ومبعوث اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط تونى بلير فى لقاء جمعهم مع نتنياهو وأبومازن.

وقال أوباما فى بداية حفل إفطار مساء أمس فى البيت الأبيض: «يستأنف الفلسطينيون والإسرائيليون المحادثات بعد ما يقرب من عامين من التوقف». وأضاف أن المحادثات قائمة على وجود دولتين دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب فى أمن وسلام، ثم أعطى الكلمة للرئيس مبارك، الذى أكد استمرار دعم مصر للشعب الفلسطينى.

وأشار أوباما إلى أن الزعماء المشاركين يعتبرون امتدادا لمن أطلقوا المسيرة، ومن بينهم الرئيس الراحل أنور السادات وإسحاق رابين ومناحم بيجن والعاهل الأردنى الراحل الملك حسين. وقال: «إننا نواصل الجهد الذى أطلقه هؤلاء الزعماء، ونقف على أكتافهم ونواصل العمل الذى بدأوه، والوقت قد حان لكى نسأل أنفسنا، هل نملك الشجاعة والحكمة التى كان يمتلكونها؟».

ودعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى انتهاز «فرصة» صنع السلام التى قد لا تتوافر مرة أخرى.

وقال أوباما إن «فرصة السلام هذه قد لا تتوافر مرة أخرى، لا يمكنهم (الإسرائيليون والفلسطينيون) أن يفوتوا هذه الفرصة»، مؤكدا أن «الوقت حان للقادة الشجعان وأصحاب الرؤية أن يفتحوا الباب أمام السلام الذى تستحقه شعوبهم».

ووعد أوباما بأن «تلقى الولايات المتحدة بكل ثقلها» من أجل التوصل إلى سلام. وحذر من أنه «فى حال لم يظهر الطرفان التزاما جديا فى هذه المفاوضات فإن هذا النزاع الذى استمر طويلا سيستعر أكثر وسيصيب جيلا جديدا. لا يمكننا بكل بساطة أن نقبل بذلك». وأشار أوباما إلى أن نتنياهو وأبومازن أكدا أنهما مقتنعان بإمكانية التوصل إلى حل خلال مهلة عام. وأوضح أن «الهدف هو التوصل إلى تسوية عبر التفاوض بين الأطراف تضع حدا للاحتلال، الذى بدأ عام 1967 وتكون نتيجتها قيام دولة فلسطينية مستقلة، ديمقراطية وقابلة للحياة، تعيش جنبا إلى جنب بسلام وأمن مع دولة إسرائيل اليهودية وجيرانها الآخرين».

وأكد العاهل الأردنى فى كلمته أن المهمة الموجودة ليست سهلة على الإطلاق. ودعا عبدالله الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى إلى سرعة التحرك للتعامل مع أصعب العقبات فى طريق تحقيق تسوية سلام نهائية. وقال العاهل الأردنى إن «الوقت ليس فى صالحنا»، مشددا على ضرورة أن تتمخض تلك المفاوضات عن نتائج.

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى عن سعادته لوجوده من أجل بدء الجهود المشتركة فى إقامة تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك فى كلمة اعتبرت مهادنة مقارنة مع مواقفه المتشددة، حيث حدد فيها رؤيته لمستقبل مختلف وأفضل للشعبين، لكنه عبر أيضا عن مخاوف إسرائيل الأمنية. ووصف نتنياهو الرئيس الفلسطينى بأنه «شريكه فى السلام»، وحثه على الانضمام إليه فى مساعى التوصل إلى «تسوية تاريخية» لإنهاء عقود من النزاع بين شعبيهما.

وقال نتنياهو إن «هدفنا هو التوصل إلى سلام آمن ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين. لا نريد فترة قصيرة فاصلة بين حربين، ولا نسعى إلى مهلة مؤقتة بين موجتى إرهاب». وأكد نتنياهو الذى تحدث بعد حادث إطلاق النار على مستوطنين أن «الإرهابيين لن يعرقلوا الطريق إلى السلام». ولم يشر نتنياهو تحديدا إلى إقامة دولة فلسطينية لكن أقر بمطالب الفلسطينيين بالأرض. وقال أإن «الشعب اليهودى ليس غريبا فى أرضنا، أرض أجدادنا. لكننا نعترف بأن شعبا آخر يشاركنا هذه الأرض».

وعبر نتنياهو عن اعتقاده بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق هذه المرة. وقال «هناك الكثير من المشككين، وهناك عدة أسباب للتشكيك، لكن ليس لدى شك بأن السلام ممكن». وأضاف متوجها إلى عباس «لا يمكننا محو الماضى لكن بإمكاننا تغيير المستقبل».

وتعهد الرئيس الفلسطينى ببذل كل جهد ممكن حتى تؤتى المفاوضات المباشرة ثمارها، مطالبا الإسرائيليين بالقيام بما عليهم أيضا، معتبرا أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل «فى غضون عام». وقال أبومازن: «لقد آن أوان صنع السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى الذى بدأ عام 1967، ونيل الشعب الفلسطينى الحرية والاستقلال والعدالة، فضلا عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة إلى جانب دولة إسرائيل». وأضاف: أن «الشعب الفلسطينى المتمسك بحقوقه فى الحرية والاستقلال، هو الأكثر احتياجا للأمن والعدل والسلام ، لأنه الضحية الأولى والأكثر تضررا من استمرار دوامة الحروب والعنف». ودعا أبومازن الإسرائيليين إلى «وقف الأنشطة الاستيطانية جميعاً» فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية