x

سمير فريد ذكرى شكسبير فى مصر بين 1916 و2016 سمير فريد الجمعة 22-04-2016 21:19


23 إبريل ذكرى ميلاد ووفاة شكسبير (1564- 1616)، فقد توفى في نفس يوم مولده، وقد اختير هذا اليوم ليصبح اليوم العالمى للكتاب. وفى 23 إبريل 2016، تمر 400 سنة على وفاة شكسبير. العام من بدايته إلى نهايته هو عام شكسبير، وأغلب دول العالم تشارك في الاحتفال الذي يبلغ ذروته 23 إبريل عند البعض، أو يبدأ في هذا اليوم عند البعض الآخر.

صدر في كتاب «الهلال» عام 1992 كتاب من جواهر الكتب للعلامة رمسيس عوض بعنوان «شكسبير في مصر» عن ترجمات وعروض مسرحيات شكسبير في مصر في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين الميلادى من 1900 إلى 1930. وفى هذا الكتاب يرصد المؤلف احتفال مصر بذكرى مرور 300 سنة على وفاة شكسبير عام 1916، منذ مائة عام تماماً. ويذكر أن جريدة «المحروسة» عدد 3 مايو 1916 وصفت احتفال كلية الآداب في الجامعة المصرية على النحو التالى:

«بدأ الاحتفال بكلمة إسماعيل حسنين باشا وكيل وزارة المعارف وعضو مجلس إدارة الجامعة، ثم ألقى مستر بيرسيهوايت أستاذ الأدب الإنجليزى في الجامعة كلمة تناول فيها أثر شكسبير في الإنسانية. وتلاه السيد ميكيمان أستاذ الأدب الفرنسى بالجامعة الذي ألقى حديثاً عالج فيه أثر شكسبير في الأدب الفرنسى. كما ألقى قطعة من نظم شكسبير مترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الفرنسية. وأخيراً تحدث توفيق دياب إلى الحاضرين عن حياة شكسبير، ومثل باللغة الإنجليزية قطعة من رواية «يوليوس قيصر» مع أشراف روما وموقف مارك أنطونى المؤثر، فأجاد وأبدع، ثم أعاد القطعة باللغة العربية، ومثلها بلسان عربى فصيح يدل على مقدرته الفنية والأدبية». والأرجح أن يكون المقصود مونولوج أنطونى بعد اغتيال قيصر. وكان توفيق دياب (1886-1963) الصحفى الكبير، بعد ذلك، من الخطباء المعروفين في ساحات الخطابة آنذاك.

ويذكر رمسيس عوض أن لجنة تكونت في بريطانيا بمناسبة الاحتفال، وطلبت من فحول الشعراء في جميع أنحاء العالم أن ينظموا قصائد عن شكسبير لنشرها في مجلد واحد بعد ترجمتها للإنجليزية في مارس من عام 1916. وأن اللجنة اختارت حافظ إبراهيم (1872-1932) ليمثل شعراء العربية في هذا الاحتفال الأدبى الكبير. وأسهم شاعر النيل بقصيدة مطلعها:

يُحَيّيكَ مِن أَرضِ الكِنانَةِ شاعِرٌ شَغوفٌ بِقَولِ العَبقَرِيّينَ مُغرَمُ

وَيُطرِبُهِ في يَومِ ذِكراكَ أَن مَشَت إِلَيكَ مُلوكُ القَولِ عُربٌ وَأَعجَمُ

ويذكر رمسيس عوض أن أحمد لطفى السيد (1872- 1963) نشر مقالاً مستفيضاً في جريدة الأهرام عدد 22 إبريل 1916، تناول فيه الاحتفال بشكسبير، وبلغ حماسه حداً جعله يطلق عليه «شاعر الإنسانية» وليس واحداً من شعراء الإنسانية.

كانت مصر عام 1916 تعانى من الاحتلال الإنجليزى، ولكن أحداً لم يقل كيف نحتفل بشاعر الإنجليز وهم يحتلون بلادنا؟. كانت كل الاعتراضات على ضعف قصيدة حافظ من الذين يفضلون شعر أحمد شوقى (1868-1932)، وأنه كان من الواجب على لطفى السيد أن يذكر أن لدى العربية شاعرا يضاهى شكسبير، وهو أبوالعلاء المعرى.

مائة عام تماماً تفصل بين مصر 1916 ومصر 2016. كانت مصر عام 1916 تعيش المرحلة الثالثة من تطورها نحو الحداثة في عهد عباس حلمى الثانى، بعد المرحلة الأولى في عهد محمد على في بداية القرن التاسع عشر، والمرحلة الثانية في عهد إسماعيل في الثلث الأخير من ذلك القرن. كانت مصر تحتفل بشاعر الإنجليز، وتستعد للثورة ضد الاحتلال الإنجليزى عام 1919، ولا تخلط بين الأمور، وتتفاعل مع العالم.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية