x

ناجي عبد العزيز التنسيق الحضارى الغائب ناجي عبد العزيز الأحد 17-04-2016 21:23


خطوة إنشاء وزارة للتنسيق الحضارى فى بعض التشكيلات الحكومية فيما بعد عام 2011، أعطت بعضا من الأمل للكثيرين فى استعادة جزء من الذوق العام ومظاهر الجمال للشارع المصرى.. لكن الوزارة سرعان ما تم نسيانها أو تجاهلها فى التشكيلات الحكومية التالية، ليتم الاكتفاء بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى.

ورغم أن استعادة الذوق العام واللمسة الجمالية للشارع المصرى تحتاج تحرك أكثر من وزارة، إلا أننا «رضينا بالهم»، واكتفينا بإنشاء جهاز لا يسمن ولا يغنى من جوع، وحتى لا نظلم الجهاز وحده والقائمين عليه، فالحق يُقال، الوزارة والوزراء المكلفون بهذا «الهم التقيل» لم ينجزوا أى عمل فى ملليمتر واحد من أرض مصر. فالإعلانات العشوائية تملأ الشوارع، بدءا من الأحياء الشعبية، مرورا بالمتوسطة، وانتهاء بمبان ومنشآت حكومية، بما فيها المبانى الرئاسية، التى قد تتلطخ بإعلانات عشوائية بأرقام تليفونات لسمسار عقارات أو مأذون أو مدرس خصوصى أو طبيب ومراكز طبية، وفى المواسم الانتخابية نجد نفس السلوك يصدر من النواب المفترضين لتمثيل الشعب فى البرلمان.. فهؤلاء وغيرهم تجد إعلاناتهم ورسوماتهم تغطى الشوارع والحوائط العامة والخاصة.. ليس ذلك فقط، بل تجد إعلانات الطرق الرئيسية القاتلة مثل «الدائرى» وغيره تنتشر بعشوائية من حيث قربها من نهر الطريق وارتفاعها ومستوى تأمينها المتدنى، فضلا عما يصدر عنها من أضواء قد تتسبب فى حوادث مرعبة وقاتلة، والسؤال هنا: مَن المسؤول عن هذه الممارسات، هل هو السيسى نفسه، أم أن هناك أجهزة معنية يفترض أن تمارس عملها، بدءا بالتنسيق الحضارى، مرورا بالمحليات و«الداخلية» و«النقل» و«الكهرباء» وغيرها من وزارات وأجهزة حكومية أخرى؟.

الشوارع تعج بإعلانات المدرسين يا وزير التعليم، وإعلانات المأذونين يا وزير العدل، والأطباء والمراكز الطبية يا وزير الصحة، وسماسرة العقارات والأراضى يا وزير الإسكان.. أيها البرلمان.. يا أصحاب الحصانة، حاسبوا أنفسكم أولاً، كم واحدا منكم لوَّث الشوارع والطرقات العامة بلافتات دعايته المخالفة للقانون.. يا وزير الإدارة المحلية.. أيها المحافظون.. أيتها النقابات المهنية الحنجورية.. ماذا فعلتم لاستعادة اللمسة الجمالية للشارع أو حتى إضافتها؟.

خذ عندك: هل يمكن لوزارة الاتصالات أن تفيدنا بأصحاب هذه الأرقام على الإعلانات- من أصحابها؟، وماذا فعلت «الداخلية» فى مطاردتهم؟، وهل طالبتهم المحليات بالرسوم المستحقة لخزانة الدولة أو ألزمتهم بالشروط والمعايير والمواصفات؟، هل أزالت وزارة النقل مخالفات تلك الإعلانات على الطرق؟.. هل حاسبت النقابات أعضاءها المُلوِّثين للذوق العام؟، ماذا فعل البرلمان مع النواب المخالفين؟، ماذا فعلت باقى الوزارات المعنية؟.

كلمة أخيرة للمحليات والتنسيق الحضارى.. رجاء: راجعوا اللمسة الجمالية والمسطحات الخضراء فى كل ما تفعلونه فى شوارعنا بدلا من قوالب الأسمنت والحديد التى تحبسون الناس داخلها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية