x

«زي النهارده».. وفاة جان بول سارتر في 15 أبريل 1980

الجمعة 15-04-2016 04:36 | كتب: ماهر حسن |
سارتر - صورة أرشيفية سارتر - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

في 21 يونيو 1905 وفى باريس ولد جان بول سارتر لأب كان يعمل موظفا في البحرية وقد توفي وهو لا يزال صغيراـ فتعهدته والدته وأدخلته «ليسيه لويس الكبير»، ومنها انتقل إلى دار المعلمين العليا وتخرج عام 1929، وبدأ في ممارسة التعليم حتى عام 1945وفى أثناء دراسته في دار المعلمين التقى سارتر بالأديبة الفرنسية سيمون دو بوفوار، وصارا صديقين، ثم تطورت العلاقة بينهما و«تساكنا» طوال حياتهما تقريبا، لكن دون عقد زواج مسجل.

منذ بداية الثلاثينيات جمع «سارتر» عددا من المعجبين بآرائه، وكانوا يلتقون في مقهى «الضفة اليسارية» على نهر السين، ليتناقشوا أمور الفلسفة والأدب والفنون، حيث راح سارتر يكوّن معظم الأفكار التي ستتشكل منها فلسفته، فيما بعد التحق سارتر بالجيش الفرنسى عام 1939، عند نشوب الحرب العالمية الثانية، وقد اعتقلته القوات الألمانية في العام التالى وسجنته في ألمانيا.

ولكنه تمكن من الفرار من المعتقل ثم التحق بالمقاومة الوطنية في باريس، وصار يكتب في صحف ومجلات المقاومة وبعد الحرب أسس سارتر مجلته الشهيرة «الأزمنة الحديثة» وترك التعليم، مخصصا وقته كله للكتابة والنشاطات السياسية التي صارت مجلة المنبر الأعلى في العالم لنشر الفكر اليساري التقدمي، لكن سارتر لم يكن منتسبا إلى الحزب الشيوعي وعندما بدأ صديقه الحميم ألبير كامو، المؤمن بالوجودية أيضا، ينتقد التصرفات الستالينية بعنف، بقى سارتر مترددا كثيرا في تأييد ذلك.

أما وجودية سارتر فتقوم على رؤية الإنسان الذي يرى في وجوده أنه أهم الصفات وأنه غاية بذاته، ولا أهداف «ما ورائية» لوجوده، بل هو الذي يحدد أهدافه بنفسه وتؤكد من جهة أخرى أن حرية الإنسان مطلقة وقد أثرت فلسفته الوجودية- التي نالت شعبية واسعة- في معظم أدباء تلك الفترة، ومنح جائزة نوبل للآداب عام ١٩٦٤م.

تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو الورطة ومسرحياته «الذباب» «اللامخرج» «المنتصرون» تدور في غرف التـعذيب أو في غرفة في جهنم أو تحكي عن طاعون مصدره الذباب، وتدور معظمها حول الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج من القوى التقليدية بالعالم التقليدي الذي يوقع البطـل في مأزق ويحاول محاصرته والإيقـاع به وتشـويشه وتشويهه وفي 1956 عارض سارتر ومجلته الأزمنة الحديثة التدخل السوفيتي في المجر، وتوفي «زي النهارده» في 15 أبريل 1980.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية