x

«زي النهارده».. مليونية في الميدان السماوي 15 أبريل 1989

الجمعة 15-04-2016 04:21 | كتب: ماهر حسن |
تيان آن مين- صورة أرشيفية تيان آن مين- صورة أرشيفية تصوير : آخرون

«الميدان السماوي» أو«تيان ‌آن‌ من» أو«ساحة السلام السماوي».. كلها أسماء لأشهر وأقدم ساحة في الصين وتقع وسط بكين، وتعد أكبر ميدان من حيث المساحة في العالم، وقد بُنى الميدان لأول مرة في 1417 وسُمّى بـ«تشين تيان مَن»، وخصص للمناسبات الرسمية.

وفى نهاية أسرة مينج الملكية، تعرض الميدان لدمار كبير، بسبب الحرب وأعيد بناؤه في 1651 في عهد أسرة تشينج الملكية، وأُطلق عليه اسم «تيان آن من» وعلى منصة في هذا الميدان وفي أكتوبر 1949 وقف الزعيم الصيني ماو تسي تونج ليعلن قيام جمهورية الصين الشعبية ليصبح الميدان رمز للصين الجديدة.

ومما عظم من أهميته التاريخية أنه شهد أكبر وأشهر مظاهرة طلابية وعمالية وجماهيرية في العصر الحديث بدأت مقدماتها حين قام دينج تسياو بنج بإصلاحات اقتصادية وسياسية للتحول تدريجيا إلى اقتصاد السوق مع قليل من التحرر السياسي، ولكن هذه الإصلاحات المحدودة لم تلب طموحات الجماهير المتعطشة لتغيير حقيقى، وأعربوا عن استيائهم لسيطرة الحزب الحاكم، ثم جاءت وفاة النائب العام «هو ياو بانج» الذي تم عزله في فبراير1987 فكانت وفاته إيذانا للصينيين بأن يعبروا عن استيائهم في شكل تكريم له وإحياء لذكراه.

وبدأت الشرارة الأولى للمظاهرة الضخمة «زي النهارده» في 15 أبريل 1989 وشارك فيها مفكرون وطلاب وأساتذة جامعة، وتطورت من كونها تكريما لـ«هو ياو بانج»، الذي طالما نادى بالديمقراطية، إلى مظاهرات تنادى بالديمقراطية ذاتها، وتندد بالفساد وتطالب بحرية الصحافة، وإنهاء حكم الحزب الشيوعي وانضم عمال من أرجاء الصين للمظاهرات ودعمها قطاع كبيرمن الشعب.

وصارت مظاهرة مليونية فضلا عن مظاهرات أخرى، اندلعت في مدن صينية أخرى، وهبط لبكين العديد من طلاب وعمال هذه المدن للمشاركة فيها وتوقع أعضاء الحزب الحاكم أن إجراء إصلاحات شكلية سيرضي المتظاهرين، وحاولوا إقناع الطلاب بإنهاءالمظاهرات، إلا أنهم لم يفلحوا، وفضل الأمين العام تساو تسيانج التعامل بلطف مع المتظاهرين، بينما فضل رئيس الوزراءن لى بينج، القمع، وتم اتخاذ قرارالقمع من قبل مجموعة من أعضاء الحزب، وفي 20 مايو أعلنت القوانين العسكرية، لكن هذا لم يرهب المتظاهرين، واستمروا بدعم شعبي، وفي 4 يونيو بدأ إخلاء الساحة بالقوة واندلعت المواجهات وسقط مئات القتلى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية