أرجوك أن تقبل يا صلاح.. لا تخف أو تتردد أو تعتذر.. فأنت تتوقع لو شاركت سيهاجمك بعضنا ويتهمونك بأنك بعت مصر من أجل دوام احترامك وأموال ناديك وتصفيق جماهيره.. لكنك لا تعرف أنه إذا لم تشارك فمصر نفسها هى التى ستدفع الثمن بصورتها وسيرتها وأهلها ومجتمعها.. فالحكاية بدأت بلجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الإيطالى.. بالتضامن مع منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق السجناء.. حيث أعلن الجميع عن مبادرة هدفها عدم السكوت حتى معرفة حقيقة ما جرى للشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة.. وكان أول من استجاب لتلك المبادرة هو ماوريسيو بيريتا، رئيس رابطة الدرجة الأولى فى الدورى الإيطالى لكرة القدم.. وقرر بيريتا أن يحمل لاعبى كل أندية الدرجة الأولى قبل مبارياتهم فى الدورى الإيطالى من الثالث والعشرين إلى الخامس والعشرين من شهر إبريل الحالى لافتات صفراء ضخمة مكتوباً عليها الحقيقة من أجل جوليو ريجينى.. وما إن وصل خبر تلك المبادرة لبعض الصحف والمواقع ومسؤوليها فى بلادنا حتى تعالت نبرات رفضها واستهجانها وبدأت مطالبة محمد صلاح برفض المشاركة.. فمحمد صلاح لاعب أساسى فى نادى روما.. ووفقاً لما أعلنه رئيس رابطة الدرجة الأولى للدورى الإيطالى، فمن المفترض أن يحمل صلاح قبل مباراة ناديه أمام نابولى فى الاستاد الأوليمبى بروما لافتة تطالب بحق ريجينى المقتول فى مصر.. وأظن أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد مزيداً من الصراخ المصرى والضغوط على «صلاح» ليرفض ذلك.. وأنا على العكس تماما أتمنى وأناشد صلاح بأن يقبل ويشارك فى هذه المبادرة.. فمنذ الإعلان عنها والعيون كلها فى إيطاليا تتجه نحو النجم المصرى الكبير لاعب روما.. ينتظرون قراره ورد فعله.. وأود أن أؤكد لصلاح أن موافقته ومشاركته ستعنى أن المصريين يريدون الحقيقة مثل الإيطاليين..
ليسوا قتلة أو مجرمين ولا يمكن أن يرفضوا أو يحاربوا مبادرة تسعى وراء الحقيقة وتريدها.. وكل مصرى عاقل وطبيعى لابد سيتضامن مع أسرة الطالب المقتول ومع إيطاليا حين تطالب بمعرفة سبب الجريمة ومن الذى ارتكبها.. أما لو رفض محمد صلاح المشاركة.. فهذا يعنى إما أننا كلنا الذين قتلنا جوليو ريجينى أو أننا شعب لا يزعجه أو يقلقه موت أى إنسان وتعذيبه قبل موته.. ولهذا نرفض المشاركة فى أى دعوة أو مبادرة هدفها البحث عن الحقيقة.. وأعرف أن لدينا من يتكلمون ويصرخون طول الوقت دون أدنى اضطرار لأى تفكير.. أعرف أيضا أن فى بلادنا من يتآمرون عليها وليس هذا العالم الكبير حولها.. وهؤلاء سيسارعون بإعلان أنها جريمة أن يرفع صلاح هذه اللافتة فى روما أو يحمل صورة ريجينى أمام كل الناس هناك.. سيتهمون صلاح بخيانة وطنه وبيع مصر من أجل المال وطمعاً فى البقاء لاعباً بالدورى الإيطالى.. مع أن الحقيقة تبقى أن الذين يسيئون لمصر هم الذين يصرون على الغوغائية ولا تحركهم إلا شهوات الدم والكراهية ولا ينجحون إلا فى صنع أعداء جدد لمصر وأهلها مع كل يوم جديد